2024-04-24 05:40 ص

كوباني ...متى القدس ؟!

2014-11-22
بقلم: رشاد أبو داود
صار لزاماً أن نحلَّ اللغز الذي كنَّا نعتبره نكتة سخيفة أيام زمان، وهو كيف تُدخِل ثلاثة فيلة في سيارة فولكس فاجن ( أصغر وأرخص السيارات في تلك الأيام )؟
ففي ما نعيشه كعرب في هذه المرحلة من التاريخ الكثير من الألغاز التي لا حلَّ لها ، وإن وجد يأتي الحلُّ أصعب من اللغز ذاته !
أول الالغاز، ما الذي يمنع العرب من إنقاذ القدس خاصة المسجد الأقصى من الاعتداءات و الاقتحامات التي يقوم بها  الصهاينة كل يوم بحماية جنود الاحتلال وأحيانا بمشاركة وزراء و مسؤولين من الكيان ؟ وكيف لا يرفُّ للعرب جفنٌ وهم يرون الأقصى معرضا للانهيار في أية لحظة ، وهو الانهيار الذي من  المفترض أن يزلزل الأرض والتاريخ و يثبت أمرا يهوديا واقعا رغم أنف الجغرافيا .
واستتباعاً ،هل مدينة عين العرب «كوباني» أهم من القدس، قلب العرب والمسلمين و سرة الأرض ؟ وهل الصراع على حمص وحلب وإدلب والموصل و الرمادي وتكريت وغيرها- هذا الصراع الذي يعرف الكلُّ أنه نتيجة فتنة و لعبة صهيونية غربية هدفها إضعاف العرب وإحكام السيطرة على نفطهم و تقسيمهم الى حارات لا تقوى على مواجهة « إسرائيل العظمى !» - أهمّ من الصراع السياسي العسكريي الديني الأزلي مع إسرائيل ؟!
أيضاً ، معلوم أن المستوطنات هي احتلال ناعم يفوق في خطورته الاحتلال العسكري بالدبابات والطائرات للارض الفلسطينية وهو ما تمارسه إسرائيل علنا دون أن يوقفه أحد ، وما يفعله العرب لا يعدو كلاما في كلام و بيانات لا تهز حجرا في مستوطنة !
هل العرب فعلا عاجزون عن زحف الاستيطان، ناهيك عن الاستيطان نفسه؟!
قطعاً، هم قادرون، فالمال هو الأساس، وهو الذي يشتري الدبابة والطائرة و السلاح ، وهو الذي يشتري الأسمنت و الحديد والأرض التي تقام عليها المستوطنات .
واللغز هنا:  لماذا يتدفق المال العربي على تنظيمات تشعل الحرب الطائفة التي لا مصلحة عربية فعلية  بإشتعالها بل هي فتنة صهيونية ، ولا يُصرف على أهل القدس لتثبيتهم في الأرض ودعمهم بالمال ليشتروا هم الأرض التي تشتريها أو تستولي عليها الصهيونية علما بأن المبلغ لا يساوي ثمن طائرة واحدة أو صفقة سلاح من فئة المليارات التي تدفع لأهداف «عبثية» بعيدا عن الهدف الأساس وهو الصراع مع إسرائيل ؟!
ثاني الألغاز، ما تزال العاصفة التي سُمِّيت «الربيع العربي» تهز أركان دول المنطقة هزّاً مدمراً والكل يعلم أنه لا مصلحة للدول ولا الشعوب فيما يجري حيث كشف ظهور «داعش « ومن قبلها « القاعدة « وبينهما انهيار دول وتشتت وتناحر شعوب، ان الهدف هو الإضعاف ثم التقسيم و»دعهم يقتلون بعضهم بدل أن نتورط بحروب يُقتل فيها أبناؤنا و نخسر أموالنا»، هذا لسان حال الغرب الداعم الأزلي لإسرائيل منذ إنشائها على أرض فلسطين.
 لماذا لا يتوقف العرب عن مواصلة الزحف نحو الهاوية وهم مدركون أنها هاويتهم ؟
ثالث الألغاز، متى يصحو العرب، و كيف و لماذا لا يريدون أن يظلوا مسيَّرين لا مخيَّرين، ومتى يحسمون أمرهم و أولوياتهم ، من هو عدوهم الآن ؟! أم أنهم سيحلون الألغاز كما كنا نحلّ نكتة الفيلة الثلاثة والسيارة الفولكس فاجن بأن نقول : نُجلس فيلاً في الأمام و اثنين في الخلف !!!!

rashad-ad@hotmail.com
عن صحيفة "الدستور" الأردنية

الملفات