2024-04-19 04:53 ص

مصر والحدود الدنيا من الاستقامة

2014-11-23
بقلم: إيهاب شوقي
لا مصالحة مع الإرهاب ولا مصالحة مع رعاته، هذا طرف لمعادلة منطقية. ولا مخاصمة مع نظام عربي مهما كانت توجهاته ولابد من الاحتفاظ بحد أدنى من العلاقات تسمح بالتنسيق ولو حتى عند اللزوم والملمات ولا مخاصمة يرضى عنها اعداء النظام المصري والذين يتمنون عزله وقطع صلاته بكافة الاطراف وعلى رأسها قطر للانفراد بدعمها متحررة من أي قيود دبلوماسية او ارتباطات او توازنات إقليمية أخرى، وهذا طرف آخر لمعادلة منطقية. كبف يستقيم المنطق إذن وما العمل امام مصر وهي التي ذاقت الامرين من نظام تابع وعميل ولكنه عربي وأنظمة لا نقول ورطت مصر ولكن احرجتها بمبادرة تعلم انها هشة ووراءها اسباب تكتيكية لحظية ولكنها انظمة عربية ويرتبط امنها القومي بأمن مصر؟ في عالم السياسة الخالية من المثالية والخالية من الجزر المنعزلة، ليس هناك الا حدود دنيا تكفل الحد الادنى من الاستقامة. يستقيم المنطق ويستقيم النظام المصري عندما يكيل بمكيال واحد جميع اطراف المعادلة، أي لا يتصالح مع ارهاب تحت اية عناوين او توازنات ولا يخاصم أي نظام عربي شريطة ان يتخلى عن دعم الارهاب وعلى ارضية محاربته. وهو ما يتطلب من مصر ان تعيد فورا علاقاتها مع النظام السوري حيث كان من قطعها ممثل للارهاب وحيث لم تكتوي مصر يوما بنار هذا النظام وحيث علاقات مصر بسوريا هي اهم العلاقات العربية العربية هي الاولى حنى على الاقل بالحدود الدنيا بالعلاقات. وهو ما يتطلب من مصر ان تبتر وبشكل فوري كل الاختراقات الارهابية الموجودة بمؤسساتها بما فيها الازهر الشريف والتي لا تزال تبث سموم التكفير والفتنة وتستغل حرج مصر من بعض اصدقائها في الخليج لتتمادى في اجندات فتنوية ليست مطروحة على مصر ولا على ازهرها كالتكفير الدائم للشيعة وهو ليس من سمات مصر وليس من صالحها وليس مما يليق بحجمها ولا بحجم ازهرها ان تتورط في هكذا فتن. وهو ما يتطلب من مصر ايضا بتر حكومتها التي تساعد الارهاب عبر ممارساتها الرأسمالية البعيدة عن العدل الاجتماعي والتي تعلن يوميا عن نوايا سيئة ضد الاغلبية الكادحة من الشعب والتي هي الظهير الاول والاخير لجيشها ونظامها. ان رائحة حرب اقليمية بل وعالمية يستطيع ضعاف الحواس اشتمامها، والمحاور العتيدة في حروب عالمية سابقة تكاد تستعد للحظة الانفجار، ولن ينجو احد الا من له جبهة داخلية قوية ومن يحسن وضع نفسه في المعسكر الصحيح ومن لا يخطئ الاصطفاف. نعم للعلاقات العربية العربية ولكن كلها، ولا للارهاب ومولداته ورعاته ولكن كلهم، واذا استحال ذلك فالامان الوحيد هو توحيد المكيال. اما هذا واما سوء المصير، الا هل بلغنا؟..اللهم فاشهد.

الملفات