2024-04-25 07:06 م

سباق المعاقين على بعير طروادة

2014-11-23
بقلم: الدكتور سليم حربا
يشتد التسابق للفوز بالسباق والوصول إلى خط اللانهاية بين بعير الوهابية الهرمة في صحراء التيه السعودية وبين بغال العثمانية في هضاب الأناضول التركية بإشارة انطلاق أمريكية وسباق تتابع تُسلّم فيه كل جماعة إرهابية الراية لخليفتها في مباراة الاعتدال الأمريكية لما تسميه المعارضة السورية المعتدلة وتحاول عبثاً أن تحوّل الفانتازيا إلى واقع والبعير والبغال إلى أحصنة طروادة لتخترق الحصن السوري وتحقق ما عجز عنه الأوائل والآباء والأجداد من الإرهابيين،
ويعلو تصفيق وتصديق أردوغان وإخونجيته ويسرح طويل العمر بخياله للفوز بكأس الاعتدال قبل نهاية العمر والاعتزال في المباراة الأخيرة بعدما بدلوا كل ملاعبهم ولاعبيهم وزجوا بكل احتياطييهم ممن هبّ غرائزياً ودبّ قطيعياً من أربع رياح الأرض ولم ولن يغيروا النتيجة، لهذا تفتقت العبقرية الأمريكية عن هذا السباق بلعبة Play Station اسمها تجميع المعارضة السورية المعتدلة لأميين لا يتقنون لغة العصر فراحوا يستنجدون بالقراصنة الصهاينة ورعاة لحد ومرتزقة هولاند علّهم يروضوا الزمن ويكثّفوا جرعات الدعم لإنضاج مواليد تلك الحواضن المشوّهة،قبل أن تغيّر أمريكا برنامجها وقواعد لعبها لأنها راحت تلعب في ملعب آخر علّها تحرز بعض النقاط في ملعب الواقعية بعد أن تراكمت أخطاءها الكبرى ونكباتها وتقهقرت استراتيجياً نتيجة سوء تقديرها وحساباتها وعبثها الاستراتيجي وهي التي ترى أنها أُصيبت وإرهابها بلعنة الثعلب الضامر الذي دخل قن الدجاج والتهم ما طاب له وانتفخ ولم يستطع الخروج ولقي حتفه على يد صاحب الدار فأمريكا ترى الآن أنها وقعت في حفرة داعش وأخواتها التي حفرتها لسورية والعراق وترى أن كل الثوابت التي أرادت تغييرها بقيت وقويت 

فالرئــيس الأســـد الذي طالبت برحيله أصبح ضرورة سورية وعربية وعالمية رسمية وشعبية وإنسانية لمكافحة الإرهاب،والجيش العربي السوري الذي أُريد له أن ينهار ازداد قوةً وتماسكاً وصموداً وقدرة على الهجوم والتطهير والإنجاز والانتصار والشعب العربي السوري قدّم نموذجاً للصمود الأسطوري في وجه كل أشكال العدوان المركّب،والدولة السورية تقف شامخة قوية كدولة قانون ودستور ومؤسسات وإنجازات ،وترى محور المقاومة يزداد قوة واتساعاً وترى القوة والثبات الإيراني الذي يعكس فيتو عسكري وتكنولوجي وسياسي لا تستطيع أمريكا تجاوزه في المفاوضات مع السداسية،وترى روسيا ومن خلفها الصين وبريكس وشنغهاي يرفع البطاقة الحمراء في وجهها ويقدم لها في كل يوم لائحة الممنوعات من سورية ولبنان إلى أوكرانيا، وترى حزب الله تحوّل إلى لاعب إقليمي في ضمان أمن واستقرار المنطقة بمباركة روسية، وترى مشروعها الإخواني في مصر تحول إلى أطلال وأدواتها في أنقرة والرياض وجوارها ينخرها دود الربيع العربي وقد لا تحتاج إلى مجرد ضربة من حوثي وترى سرطانها الصهيوني يغرق بدمائه في كنيس أمام إستراتيجية المقاومة المبدعة ، 

واضافة الى ذلك فهي ترى أن دي مستورا لن يستطيع إخراج زير إرهابها من البير وترى أن الحمار الديمقراطي يتراجع أمام الفيل الجمهوري على عتبة البيت الأبيض ورأت وسمعت ما قاله وزير الخارجية المعلم من رسائل وما سيقوله في روسيا،وتعرف وستعترف بما تملكه سورية من فائض قوتها في السياسة والميدان ذاتياً وموضوعياً ولم تقله بعد، وترى عجائز حلفائها تنوح وتبوح بهلعها وارتعاد فرائصها من الإرهاب القادم إليها عاجلاً وليس آجلاً ذلك الإرهاب (المعتدل) الذي تربى في ربوعها وأحضانها وسيدق أعناقها وستقول له من أنباك أن أباك ديب؟ عندها إلى أين سيطلق طويل العمر العنان لكرسيه المتحرك وأي مصير أسود ينتظر أردوغان في قصره الأبيض،فيا إرهابيي العالم وداعميكم اعتبروا خيراً لكم من أن تعتدلوا.

الملفات