2024-04-20 04:33 م

الناقة السعودية في حضرة الدب الروسي .. لا مساومة على سوريا وزيارة المعلم ستحدد الكثير

2014-11-23
بقلم علي مخلوف *

تحاول رمال الصحراء عبثاً كي تصل إلى البلاد الجليدية، بهرجة إعلامية لزيارة "ناقة" الدبلوماسية السعودية المريضة "سعود الفيصل" إلى موطن الدب الروسي المفتوحة شهيته بعد شحذ مخالبه، تكهنات وجدل كبير حول تلك الزيارة. الزيارة المزمعة لوفد الجمهورية العربية السورية برئاسة وليد المعلم إلى موسكو، مضافاً عليها ما يتم الحديث عنه عن المفاوضات النووية مع إيران، ثم المبادرات الخاصة بسوريا التي تتحدث عن تجميد القتال ووقف النار في العديد من المناطق، كل تلك الأسباب تم ربطها بزيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى روسيا.
هذه الزيارة كانت طبقاً دسماً للصحافة السعودية التي لم تخف محاولات استغلالها بهدف ترويج عدة أفكار أولها أنها منفتحة على الروس الذين يتحالفون مع الدولة السورية، وإضافةً لإحداث نوع من البلبلة لدى الرأي العام من خلال إيهامه بوصول السعوديين إلى اتفاق مع الروس بشأن النظام في سوريا ويظهر ذلك من خلال تشديد الصحف السعودية على اتفاق يستند إلى "جنيف1" الذي لطالما حاولت "الرياض" و من معها تسويقه على أنه يصرّح بضرورة تغيير النظام في سوريا، كما يتضح من خلال تعاطي الصحف السعودية مع الحدث محاولات نفي "الرياض" للاتهامات التي طالتها بدعم الحركات المتشددة والإرهابية، من خلال تأكيدها على تشكيل فريق مع الروس من أجل مكافحة الإرهاب.
لا يفوت الروسي أي محاولة قد تقوم بها الرياض من أجل دق إسفين بين موسكو وحلفائها أو حتى لإنجاز شيء ما يخرجها من شبه العزلة السياسية التي بدأ يشعر بها السعوديون، الروس تلقفوا الذعر السعودي واستغلوه، تم لقاء سيد الدبلوماسية الجليدية سيرغي لافروف بالوزير السعودي المتوجس ، أعلن أن موسكو والرياض اتفقتا على إنشاء مجموعة عمل لتنسيق التعاون في مواجهة الإرهاب، ثم أشار إلى أن موسكو والرياض متفقتان حول ضرورة تعاون كل من يدرك الخطر الحقيقي لـ"داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
السعوديون يشعرون الآن بنوع من العزلة أو عدم الاكتراث بهم من قبل واشنطن، فالمفاوضات النووية تجعل الرياض في حالة استنفار دبلوماسي محموم من أجل أن لا تصل إلى مرحلة قبول الأمر الواقع، وهنا لا بد من التذكير بالمعلومات التي سُربت عن مصدر فرنسي أفاد من خلالها بأن الرياض تضغط على باريس من أجل عرقلة المفاوضات مع طهران، على مايبدو فإن المحاولات السعودي حيال ذلك لم تأت بنتيجة حتى الآن فما كان من السعوديين إلى أن توجهوا إلى روسيا الحليفة القوية لإيران.
أما فيما يخص ما قاله لافروف بأن بلاده والرياض ساهمتا بشكل فعال في صياغة القرارين رقم 2170 و 2178 اللذين يدعوان لمكافحة تمويل أو تقديم أية مساعدة للتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
فيُعتقد بأنه ليس سوى مجاملة دبلوماسية دمثة يختبئ ورائها المكر الروسي لإحراج السعودية من خلال التأكيد على قرار يمنع تمويل الإرهاب بأية طريقة أو دعمه سواءً إعلامياً أم سياسياً أم دينياً أو سياسياً أو لوجستياً، وهان لا بد من التنويه إلى أن روسيا كانت قد ألمحت سابقاً عن وجود أنظمة ودول إقليمية ترعى الإرهاب وتموله وتتسبب بانتشاره، وبناءً على ذلك لا يمكن القول بأن الروس واثقون تماماً من الدور السعودي في مكافحة الإرهاب، لكن في ذات الوقت هم يريدون أن يكسبوا الرياض ويقحموها في معاهدات واتفاقيات تحظر دعم التطرف، بحيث سترى الرياض نفسها قد وقعت على فخ إدانتها وستضيق خياراتها في دعم الحركات الراديكالية لأن موسكو تعتبر أية حركة دينية تحمل السلاح إرهابية.
الصحف السعودي أرادت أن تربط بين زيارة الفيصل وتوقيتها قبل زيارة الوزير وليد المعلم إلى موسكو، وهذه محاولة إعلامية لن تغني ولن تسمن من جوع، فدمشق على اطلاع دائم بما يجري في كواليس السياسة مع الروس، والبيان الذي سيصدر عن المعلم في ختام زيارته سيبين الكثير مما ذهبنا إليه، وقتها سنرى كيف ستتعامل الصحف السعودية مع الأمر. 
*موقع عربي برس الاخباري