2024-04-23 03:25 م

عصر السعادة الوهمية مع التكنولوجيا ومخاطر الانترنت على الانسان

2014-11-29
يسرا عباس*
ان العالم الحضاري يعيش الان عصر إفتعال السعادة ويبحث عن الخيارات المتعددة المتاحة للانسان وطريقة العيش بسلام وامان , انها التكنولوجيا المتسارعة و التي دخلت لتحل محل العقل والوعي والجسد وتوفر له الكثير من الجهد والوقت واللهو وتطغى هذه التكنولوجيا على النفس الباطنة وبالضبط على ما يسمى ب" الهايبو تالاموس" او منطقة"تحت المهاد البصري"وهذا القسم من الدماغ هو منطقة التحكم بالانفعالات النفسية من حزن وفرح وغضب و العديد من المشاعر والعواطف وهنايسري لدى الانسان مجموعة من العواطف المفتعلة والاحساسات المؤثرة بلا مؤشرات حقيقية بل هي كومضات البرق الخاطفة قد يشعر انها سرته وادهشته ولكن هي بطبيعة الحال قد امتصت منه افضل انواع طاقته الحقيقيةوايضا ابعدته وهمياً بفعل اجهزة متعددة الخدمات وسريعة التقنية وذكية ومصمم للولوج في اعماق النفس والعقل يغيب تدريجياً لينسجم ويتفاعل مع عواطف وامال وانفعالات متتالية ومتنوعة وتداعيات لخواطرثانوية وذكريات متتالية ,هذا يسير الى جانب الجهاز العصبي باقصى نشاطه وفعاليته و"ما ادرى بالشخص إلا نفسه " فهو اكثر من يشعر بعد مضي ساعات متواصلة من الجلوس والتركيز ومتابعة الكثير والكثير مما ماينبغي ومم لا ينبغي ومايأتيه بالصدفة اللامتوقعة وغير مبرمجة لما يرغب لكن عنصر الاثارة والتشويق اقوى من ارادة الشخص باللحظة الراهنة والانية وهكذا يمر الوقت سريعاولا يدري الا مرت ساعات إما أفادته او أنسته واقعه وأبعدته عن حاضره.أما التساؤل المطروح الان ماذا أرادوا للإنسان......؟؟ هل أرادوا تحرير الانسان .....؟؟ هل فعلاً هذه التكنولوجيا المتطورة جداً هدفها الرئيس هو سعادة الانسان.....؟؟ هل نحن امام تقنية مستحدثة وموجهة لتفعيل السعادة وتحضيرها كوجبةجاهزة وسريعة التحضيرومعدة بخطط بعيدة المدى ولاهداف سابقة لاوانها ., اننا جميعاً متفقون ماذا قدمت للعالم من كثافة وضخامة للمعلومات وللكثير من الخدمات في شتى المجالات لخدمة البشرية وتطورها والتقدم بسرعة لاكتشاف المستقبل وتحسين الواقع وتطويره ,اما ماأسميته السعادة بالاكراه او الحالمة او الخيالية اوالفراغ المستحدث عن بعد او تفاعلنا مع طاقة جديدة وموجات كهربائية مغناطيسيةقوية جدا ومجالها هو الاستحواذاو السيطرة على مكان معين من الدماغ وهو منطقة الدماغ المتوسط اما مباشرة او على المدى البعيد وكما قلت فالانترنيت يقدم العديد من الخدمات المجانيةوالسريعة وووو.. لكن ان تساءل الانسان لم تم اختراع القنبلة الذرية او النووية او الهيدروجينية ...؟؟هل من اجل سعادتك ورفاهيتك حقاً..؟؟انهم ابدعوا بهذا العلم الجديث ولكن احذروا مخاطر النت ان آثاره الايجابية نعرفها وواضحة اما آثاره السلبية والواضحة جداً واهمها الوقت والعنف اللامرئي التوتر وخشونة النفس وبروز جيل جديد مختلف وعديم الصبرويحكم سريعا على ابسط الامورلكن تظهر فيما بعد اثاره المخيفةعند اول هجمة فيروسية اي بمعنى اخر يقلل او يضعف عند الانسان اهم جهاز وهو الجهاز المناعي كونه يربط الشيفرات الوراثية وتتداخل الكثير في مشاعره وعواطفه التي حددها عصر الحداثة ويلغي على اهم صفة وهي التركيز وصفاء الذهن واختلال التوازن البيولوجي لا تظهر ولاتحس ولا تجد الابسعادة وهمية كالمورفين مخدرة للجهاز العصبي بشكل ايجابي وبالقليل من السلبية المتراكمة والمدخرة ضمن طاقة وموجات جديدةوغير متوقعة لدى الاطفال والشباب في اخطر مرحلة وهي مرحلة المراهقة وفترة البلوغ والنضج ويكون الفرد يمر بطور تكوين القيم والمفاهيم وترسيخها حسب عمره ونضجه كما انها تؤثر تلك الالة الصغيرة"الموبايل" والابداع الحقيقي لقد نضج وكبر اطفال هذا العصر قبل اوانهم وحاليا تخطي مرحلة المراهقة بسرعة وكله من ائار تكنولوجيا قدمت العلم النافع والمتنوع والغزيربلحظات انها سلاح ذو حدين والختام اود تقدمة نصيحة صغيرة للاهل المهتمين بمصلحة ابنائهم الاصغاء لهم وكثرة الجلوس والحوار معهم والاهنمام بمشاكلهم ومعرقة ادق التفاصيل لان هذه التكنولوجيا تبعد ابناءكم عنكم شئتم ام ابيتم هذا الموبايل الذي اهديته لابنك او ابنتك لمواكبة التطور والعصر قد احدث شرخا عاطفيا وبل فراغ ضمن العلاقة الحميميةبالاسرة انتبهوا جيدا لهذا السلاح الموجه لعقول الفئة الشبابية نحن امام الكثير والكثير من تقنية تدرس وتجرب وتدقق مالاكثر ضرر ام فائدة لك ايه الانسان .
* باحثة تربوية