2024-04-16 08:10 م

توطين السوريين عمل انساني ؟؟ أم جريمة جديده للغرب ؟؟

2014-12-13
بقلم: جمال العفلق
تعود قضية اللاجئين السوريين في دول الجوار الى واجهة الاحداث من جديد .. فبعد جرائم العصابات المسلحة والتي قامت بتهجير السوريين وفق خطة عمل ممنهجة – اختارات الضحايا من المناطق الحدودية واستقرار هؤلاء في دول الجوار وخصوصا في لبنان والاردن وتركيا ..تعود الان القضية من خلال مؤتمر برلين الذي انعقد في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني الفائت لترتفع اصوات بعض الدول الاوربية بالمطالبه بالضغط على دول الجوار اعطاء وثائق ثبوتية لللاجئين ومنحهم جواز سفر اي اعطاء الجنسية حيث هم مقيمين . والواضح في هذه المطالب ان هناك من يسعى لنزع الهوية وتحويل الانتماء الوطني الى ورقة ثبوتية تصبح فاعله بعد الحصول عليها ..وهذا يعني نزع الهوية الوطنية من السوريين والغاء حقهم بالعودة الى وطنهم الا في اطار الزائر من دولة مجاورة .. !! فماذ سيستفيد بلد مثل لبنان مثلا من توطين الاف بل مئات الالف من السوريين لدية ولبنان نفسة يعاني من عدم توفر فرص العمل وشح السيوله ومئات القضاية الشائكة التي تلاحق الحكومة فيما يخص حياة المواطنيين ؟؟ الواضح ان الهدف من التوطين هو سير الغرب في عملية التقسيم والواضح ايضا ان الغرب يعلم تماما ان اكثر اللاجئين في لبنان من طائفة معينة وهذا يقضي بالضرورة البحث خلف هذا الطلب الغربي الان .. وما المقصود منه ؟؟ ان حقيقة الامر ان التجنيس سيكون بهدف سياسي وتلاعب في التكوين السكاني من حيث العدد – قد يكون لصالح استخدام هؤلاء في الانتخابات القادمة – وكذلك لعمل توازن طائفي او غلبة طائفية تفضي بالمستقبل الى حرب توازنات يكون مستندها العدد والاكثرية – وبالتأكيد سيكون هناك صراع قوى ينتج عنه تغييب الاقليات العددية من المذاهب والطوائف الاخرى ليكون المسيطر في هذه الحاله الاكثرية العددية التي بالاصل تم استيراد جزء منها من (( اللاجئين )) الذين يتم منحهم الجنسية من خلال عملية انتقائية .. تستند على الانتماء الديني ولا شيء اخر . أما الاردن وهو بوضع اقتصادي لا يحسد علية كذلك الامر ويعلم الجميع ان الاردن ووفق التسريبات والدراسات (( الاسرائيلية )) هو الوطن البديل للفلسطينين او هكذا يريدون له .. فعملية توطين السوريين فيه قد تكون من باب عمل توازن بين الاردنيين من اصول فلسطينية والاردنيين الاصل – فهذا التوطين اذا ما تم سيشكل قاعدة لتصادم لن يكون بالبعيد بين اصحاب الارض وبين والمجنسين او الذين تطالب الدول الغربية بتجنيسهم .. وبهذا يكون الغرب حقق هدفه بنزع الهوية الوطنية من اللاجئ السوري وبنفس الوقت خلق حاله جديده لدى الودل المضيفه اذا ما قامت بمثل هذا الاجراء – فمهما كانت الاغراءات كبيرة لتلك الدول فان الناتج سيكون سلبي على المدى القريب والمتوسط . ولو كان المجتمع الدولي اصلا يهتم لوضع الانسان وحقوقة بالعام والانسان العربي بالخاص كان الاجدر ان يتحدث المؤتمر عن الية حل لاعادة المواطنيين السوريين الى وطنهم وتأمين مستلزمات العودة وضمان سلامتهم بوقف تمويل الارهاب وتجفيف منابعه .. وكان الاجدر بالمجتمع الدولي بحث قضية عودة الفلسطينين الى وطنهم وضمان حق العودة لهم الذي ترفض اسرائيل البحث فيه او نقاشة . وانجرار الطبقة السياسية لمثل هذه التوصيات وخصوصا في لبنان ينذر بكارثة حرب طائفية قادمة سيكون جل الضحايا فيها من الذين تم تجنيسهم .. وهذا بحد ذاته جريمة انسانية تضاف لملف الجرائم في حق العرب وحق السوريين وخصوصا في السنوات الربعه الماضية – فمن عمليات التهجير الى عمليات الاتجار بالبشر الى مافيا نقل الاطفال الرضع الى اسرائيل وكذلك تجارة الاعضاء البشرية كل هذا وتحت عين وسمع المنظمات الانسانية والدولية . وما قرار منظمة الاغاثة التوقف خلال شهر عن توصيل المعونات الغذائية الا عملية ابادة جماعية ترعاها اميركا والغرب بحق السوريين وبحق الدول المضيفة لهم . أما العنوان العريض الذي يجب وضعه اين هي المعارضة السورية المزعومة والتي تدعي دائما حرصها على الشعب السوري من مثل هذه المطالبات ؟؟ بينما لا يتردد ما يسمى ائتلاف الدوحه من تقديم الشكر والثناء على من يرسل بعض فتات الخبز لللاجئين وينشر مقالات حول ذلك . والمعارضة التي تدعي دائما انها مسيطره على اكثر من سبعين بالمائة من الاراضي السورية لماذا لا تعمل مع الدول (( الصديقة للشعب السوري )) على اعادة السوريين الى وطنهم ؟؟ وهل الوطن جواز سفر وبطاقة هوية ام انتماء وتاريخ ؟؟؟

الملفات