2024-04-19 10:18 م

ليبرمان.. إشارات في كل الإتجاهات وسط بحر الإنتخابات الهائج في إسرائيل

2014-12-15
القدس/المنــار/ يحاول أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الاسرائيلي وزعيم حزب "اسرائيل بيتنا"، الامساك بجميع الحبال في "بحر" الانتخابات الهائج، فهو يواصل اطلاق الاشارات في جميع الاتجاهات، اشارات تؤكد أنه لن يحسم قراره حول الجبهة التي سيدعمها من أجل تشكيل الائتلاف الحكومي قبل أن تظهر نتائج الانتخابات، وأن النتائج هي التي ستحدد له أيا من الاتجاهات سيسلكها.
ليبرمان ، الذي تعتبر شريحة الناخبين لحزبه "اسرائيل بيتنا" من أصحاب الاراء اليمينية في شريحة اليهود المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي سابقا، لا يرى أن هناك ما قد يمنعه من "تليين" مواقفه في حال اضطر الى الانضمام لائتلاف حكومي يشكل وسط اليسار أو كما بات يطلق عليم اسم "المعسكر الصهيوني" برئاسة زعيم "العمل" اسحق هرتسوغ، وزعيمة حزب "الحركة" تسيفي ليفني.
ليبرمان، الذي يصفه المقربون منه بأنه شخصية تتحرك على أساس المصالح وليس الايديولوجية، لن يواجه صعوبة بالانضمام الى مثل هذا التكتل الوسطي اليسار في حال نجح هذا التكتل بالفوز بعدد مقاعد تسمح له بتشكيل مريح للائتلاف القادم، كما أن ليبرمان يشعر بـ "خيبة الأمل" من وعود كان نتنياهو قد قطعها له عشية الانتخابات الماضية، والتي تم خلالها اقامة قائمة مشتركة لليكود واسرائيل بيتنا، قبل أن تفكك بعد الانتخابات الماضية، لذلك لن يشعر ليبرمان بالتعاسة والاسى في حال لم يتولّ نتنياهو رئاسة الحكومة القادمة في اسرائيل. ففي كثير من الاحيان، تكون هناك رغبة دفينة لدى بعض السياسيين بضرورة تصفية الحسابات، ولا يوجد أفضل توقيت لفعل ذلك، من الفترة التي تسبق الانتخابات.
وليبرمان على يقين بأنه ومهما كان شكل الحكومة القادمة في اسرائيل، سواء من اليسار أو من اليمين، فان مسألة الصراع مع الفلسطينيين وعملية السلام معهم ، لن تكون عقبة وعائقا أمام الجلوس المشترك في هذه الحكومة أو تلك، فهو يرى أن المفاوضات مع الفلسطينيين لن تصل الى نهاية تفرض اتخاذ قرارات "مؤلمة" أو كما يصفها البعض بـ "التنازلات" التي تسمح بالتقاء الطرفين في منتصف الطريق للوصول الى اتفاق سلام دائم ونهائي، وذلك لأسباب مختلفة موجودة في الجانبين تمنع الوصول الىمثل هذه الدرجة من التقدم وتمنع تحقق أماني الراغبين في انهاء الصراع بشكل يرضي الطرفين . بكلمات أخرى، فان ليبرمان يرى أن المفاوضات مع الفلسطينيين لن تقلقه ولن تزعجه وهو لن يعارض أن تتولى ليفني، على سبيل المثال، ادارة مثل هذه المفاوضات، في حال أقام وسط اليسار، الحكومة القادمة في اسرائيل، وكان هو شريكا في تلك الحكومة، فالمفاوضات ستواصل الدوران في حلقة مفرغة ولن تخرج منها، على الأقل لسنوات قادمة.
ومن أجل تقوية مكانته "التفاوضية" في مفاوضات تركيب الائتلاف القادم في اسرائيل، نجح ليبرمان ـ صاحب الخبرة الكبيرة في صنع التحالفات ـ في اقامة تحالف ـ غير معلن ـ مع الوزير الليكودي السابق وزعيم حزب "كلنا"، موشية كحلون، من أجل العمل كجبهة واحدة في المفاوضات الائتلافية بعد ظهور نتائج الانتخابات القادمة.