2024-03-29 12:12 م

المطالبة بنشر قوات دولية على الحدود اللبنانية ـ السورية طرح يستهدف المقاومة

2014-12-15
بيروت/ رأى النائب اللبناني السابق، ناصر قنديل، أن الاقتراح الذي يطالب به البعض بنشر قوات دولية على الحدود مع سوريا لم يعد مطروحا حالياً إذ انه طرح سابقا قبل تفشي ظاهرة الإرهاب لهذا الحد وتصبح العنوان الأبرز للإمساك بالحدود بين البلدين.

وقال قنديل في حوار مع وكالة انباء "فارس " الايرانية: إن الفريق اللبناني الذي قدم هذا الطرح كان يستهدف من خلاله منع مشاركة حزب الله من القتال في سوريا بذريعة منع المسلحين السوريين من الدخول والخروج الى الأراضي اللبنانية.

وأضاف أن جميع الأطراف كانوا يعلمون بأن مثل هذا الطرح "غير قابل للحياة وغير قابل للتطبيق، لأن حدود منطق القرار 1701 محصور حكماً بمسألة الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب الاسرائيلي وأي حديث عن نشر وحدات القرار 1701 المرتبطة به على الحدود اللبنانية ـ السورية تعني قانونياً شيئاً واحداً هي حصار المقاومة ومنع تواصلها وحصولها على السلاح".

واعتبر قنديل أن على من يطرحون هذا الأمر لهذا الغرض أن يعلنوا ذلك بصراحة لكي يتم تصنيفهم ضمن الخانة الاسرائيلية، لأن "الالتفاف للقول بأن هذا له صلة بمكافحة الإرهاب ضد منطق القرار 1701".

وأشار قنديل إلى أن مكافحة الإرهاب يحتاج الى قرار دولي جديد وواضح يقرر تقديم الدعم للجيش اللبناني في مواجهته مع الحركات الإرهابية، وان هذا الأمر لم يحدث للعراق ولم يحدث لسوريا ولن يحدث للبنان وأنه لو كانت المشيئة الاميريكية هي تفعيل المؤسسة الدولية لمواجهة الإرهاب لاستجابت للطلب الذي عرضته روسيا مراراً.

وتساءل قنديل "لماذا انشاء تحالف من خارج الأمم المتحدة؟"، فأجاب: فليصدر قرار عن مجلس الأمن يقرر تشكيل غرفة عمليات من الدول القادرة والراغبة والمعنية للمشاركة في مواجهة الإرهاب وعندها لن يكون ثمة حاجة الى تحالف إذا كانت السعودية شريكاً وإيران شريكاً وتركيا شريكاً وأميركا شريكاً وروسيا شريكاً، فلن يكون ثمة حاجة لإعلانهم حلفاء.

وأكدّ قنديل أن الأميريكيين مصرّون على أن تكون عملية مكافحة الإرهاب هي مجرد ذريعة لتمديد نفوذهم داخل المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب وليس البحث عن الصيغة الأمثل لمكافحة الإرهاب.

واضاف ان لبنان بالنسبة لهم العنوان الأبرز فيه هو المقاومة، إذ ان الاميركي لا ينظر الى لبنان إلا من عين أن فيه مقاومة تسبّب هذا القدر من القلق والإزعاج والأذى للكيان الإسرائيلي، وبالتالي هو لا يستطيع ان يتخيل مقاربة على مستوى الأمم المتحدة تتناول لبنان من غير ان تنتهي بتقييد وتضييق حركة هذه المقاومة.

واعتبر قنديل أن هذا الطرح يخدم بالأولية المشروع الاسرائيلي الذي يستهدف المقاومة.

وأضاف أعتقد أن البعض يعتمد هذا الطرح فقط في إطار الإلتفاف على  فكرة كيف يمكن أن يخدموا الكيان الاسرائيلي من دون أن يظهروا كعملاء له.

وبالنسبة لملف العسكريين اللبنانيين الرهائن لدى المجموعات الإرهابية ومدى جديّة الوساطة القطرية وقرارها الأخير بالإنسحاب من الوساطة، أكد قنديل ان الدور القطري ينطلق من درجة المأزق الذي تعيشه مجموعات الإرهاب عندما تكون هذه المجموعات في مأزق، يدخل القطري في وساطة جديّة، وعندما تكون هذه المجموعات تملك مشروعاً قبل دخول الحالة النهائية للتفاوض، تكون المشاركة القطرية هي نوع من بناء رأس جسر، مضيفاً "لم نشهد أي جديّة قطرية في قضية العسكريين، بل أعتقد أن إعلان القطريين سحب وساطتهم هو تتمة إعدام الشهيد علي البزال وتتمة الكمين الذي استهدف الجيش في رأس بعلبك وتتمة المشاركة الاسرائيلية بطيران استطلاع لتأمين حماية الكمين ومستلزماته ومعلوماته".

ورأى قنديل أن "لبنان أمام مخطط متعدد الأطراف والألوان منه دور جبهة النصرة في الذبح ودورها في الكمائن ودور المشاركة الاسرائيلية ومنه الانسحاب القطري لخلق حرب نفسية على الحكومة اللبنانية من أجل تمرير المشروع التفاوضي للنصرة من خلال ما يسمى بالمعتدلين، وهم تيار المستقبل ووليد جنبلاط الذين يحملون مشروع "النصرة" السياسي في لبنان وهو المشروع الذي يدعو الى تشريع النصرة ومنحها صلاحيات وامتيازات إدارة معسكرات النازحين وأمنها الذاتي وامتلاك قدرة الدخول والخروج بالسلاح الى الأراضي اللبنانية والحصول على خط الإمداد والتمويل بصيغة مشرعنة. وهذا المشروع التفاوضي للنصرة يستدعي حرباً نفسية أحد أدواتها هو إعلان قطر سحب وساطتها".