2024-04-20 12:39 ص

الحل السياسي في سوريا: مصالحة وطنية أم إقليمية؟

2014-12-19
بقلم: الدكتور خيام الزعبي*
تشهد الساحة السورية في هذه الأيام زحمة موفدين دوليين من مختلف الإتجاهات يحطون رحالهم في دمشق، ويقومون بإتصالات ولقاءات مع مختلف القيادات السورية، والهدف الرئيسي هو الحفاظ على الأمن والإستقرار والعمل على إيجاد حلول للصراع في سورية. دخلت إيران وروسيا منذ بداية الأزمة السورية الى جانب النظام في دمشق، فقدمت له كل أشكال الدعم المادي والعسكري، فالمعارضة التي فتحت المجال لكل أشكال التدخل الإقليمي والدولي في سورية تشظت بمعظمها، إذ أصبح المجلس الوطني خارج المعارضة، والإئتلاف الوطني تراجعت شعبيته، وهيئة التنسيق بالكاد يسمع عنها، أما معارضة "الخارج" فرهنت نفسها إلى الأميركان الذين حاولوا تحويل تلك المعارضات إلى أدوات سياسية تابعة تحت الطلب، وإن سياسة اللاحسم التي تمارسها واشنطن، تعكس سياسة مقصودة منها لإغراق الجميع في الوحول التي صنعتها أيدي اللاعبين الدوليين والإقليميين وغير الإقليميين داخل سورية. تظل الأزمة السورية في وضع اللا حل وإنسداد الأفق في التوصل إلى تسوية نهائية دائمة توقف دوامة العنف والدمار والقتل المستعرة في البلاد، فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة، هل من أفق سياسي للأزمة بعد تجمد محادثات الحوار السابقة؟، خاصة إن المبادرة الروسية الأخيرة التي قدمها نائب وزير الخارجية لإحياء المسار السوري لعقد مؤتمر بين الحكومة والمعارضة في موسكو يناير المقبل، تواجه تحديات كبيرة منها أن الدعوة تشمل ممثلي الإئتلاف المعارض بصفتهم الشخصية وليس كممثلين لكيانات محددة، كما أنها لم تتطرق بشكل واضح لشكل الحكومة الإنتقالية والتي نصت عليها مبادرة "جنيف1 "، بالإضافة الى عدم جدية الغرب في حسم مسألة محاربة الإرهاب في دمشق، لمنع أية تدخلات إقليمية ودولية في سورية، كما أن خطة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دى ميستورا بوقف القتال بين الحكومة والمعارضة في بعض المناطق مثل حلب يواجه تحديات في ظل تعدد الجماعات المقاتلة وتباين مواقفها. يدرك الروس أهمية سورية في الصراع الروسي – الغربي، خاصة وأن طبيعة العدوان عليها من قبل قوى الإرهاب المتعددة الجنسيات، المدعوم أمريكياً- وإقليمياً، يأتي لتوجيه ضربة لموسكو في قلب منطقة الشرق الأوسط، وإنهاء دورها الصاعد عالمياً، من هذا المنطلق تعد روسيا من الدول الفاعلة في الأزمة إذ أفشلت ضربات أمريكية ممكنة حينما تم سحب الكيمائي بمبادرة روسية، وأفشلت إتفاق "جنيف 2"، ورفعت أربع أوراق "فيتو" لمصلحة النظام السوري، كما تواصلت مع طرفي"النظام والمعاضة"، حيث زارها وفد من المعارضة برئاسة معاذ الخطيب الرئيس الأسبق للائتلاف السوري، وبعده بأيام زارها وفد من النظام برئاسة وليد المعلم وزير الخارجية، وكانت التصريحات الصادرة عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط بعد زيارة وفد المعارضة، أنهم تحدثوا عن حل سياسي للأزمة، وروسيا لا تمانع في ذلك. في هذا الإطار تدعم إيران مبادرة روسيا في إجراء حوار سوري - سوري من أجل حل هذه الأزمة المعقدة، فهما ملتزمتان بالتمسك بالمبادئ والإستراتيجيات العامة لحل الأزمة وأهم هذه المبادئ هي الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها وسلامة شعبها، وأن أي قرار بشأن مستقبل سورية يجب أن يتم من قبل الشعب السوري، كما أظهرت إيران الداعم الإقليمي الرئيسي لدمشق وتركيا التي تدعم المعارضين المسلحين مرة جديدة خلافاتهما بشأن سورية، داعيتين في الوقت نفسه الى الحوار، وذلك اثناء زيارة وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو الى طهران، حسب محللين أكدوا أن توافق أنقرة مرحلياً على خطة الموفد الدولي ستيفان دي مستورا، بإقامة مناطق وقف إطلاق نار للسماح بتوزيع المساعدة الإنسانية، لدفع واشنطن نحو سياسة أكثر إنتاجاً وجذريةً في سورية، كما يرون أن تجميد الصراع سيتيح لروسيا فرصة التقاط أنفاسها، فضلاً عن أن تركيا قد تكتفي بالتلويح به، لإعادة خلط ا