2024-04-17 12:45 ص

نـقطــــة على حــــرف الجامعه العربية ...

2014-12-21
بقلم: جمال العفلق
تاريخ طويل لمنظمة اسمها جامعة الدول العربية ، فيه الكثير من النجاحات (( الدبلوماسية )) والكثير الكثير من الاخفاقات ، أما النجاحات الدبلوماسية فلا أعلم في اي تصنيف يمكن وضعها على الصعيد السياسي الدولي ، اما على الصعيد العربي فلم تحقق الجامعة ما يمكن ان يحسب لها خصوصا ان الجامعة لا تمتلك اليات تطبيق القرارات الا من خلال الدول الأعضاء وهذا ما لم يتحقق الا في اطار محاربة الدول العربية او تعطيل القرارات التي قد تغير من واقع الشعوب العربية .. ولأن الحديث عن تاريخ الجامعة يحتاج لوثائق ومحاضر اجتماعات وكشف أسرار ، يكون من الصعوبة على اي متابع تقديم رأي محايد ودقيق . ولكن ما لفتني تصريح أخير للجامعة العربية يقول : ((الجامعة العربية تحذر من تنامي «الإرهاب» في المنطقة )) هذا التصريح بحد ذاته هو استفزاز للعقول وهو بحد ذاته قفز على واقع الجامعة العربية الحقيقي وتظليل للمواطن العربي الذي دفع من دمة بسبب قرارات الجامعة العربية والغطاء السياسي الذي كانت تعطية لدعم تنامي الارهاب في المنطقة . فالجامعة العربية ساهمت بشكل أو بأخر بحصار الشعب العراقي .. بحجة ان القرار صادر عن مجلس الأمن الدولي ووافقت نفس الجامعه على تقديم غطاء سياسي لاحتلال العراق تنفيذا لرغبة اميركا . اما تاريخ الجامعة مع القضية الفلسطينية فهو تاريخ حافل بالتنازلات وما غياب الدعم العربي الا واحده من ابسط الصور التي تعطينا حقيقة من يسيطر على قرارات الجامعة ويحركها . والتاريخ القريب والذي لا يجب علينا ان نتجاهله هو قيام الجامعة باعطاء الضوء الاخضر وفق الرؤية (( القطرية والسعودية )) للغرب للقيام باحتلال ليبية من خلال اعطاء القرار السياسي الذي خول طائرات الناتو قصف الشعب الليبي الأعزل ، وليبيا من الدول الاعضاء للجامعة والقرار مخالف لميثاق الجامعة الموقع عليه من قبل جميع الاعضاء ولكن الواقع العربي وانقياد تلك الدول لمشروع التقسيم الصهيوني فرض على المنطقة واقع ليس له سابقة بالتاريخ العربي أو الدولي . وتسترت الجامعة العربية على جرائم ما سمي جبهة ثوار ليبيا انذاك وعلى جريمة قتل القذافي دون محاكمة كما تسترت الجامعة على دور القاعده والتكفيريين في الاستيلاء على مخازن السلاح في ليبيا واعادة تصديرها الى سورية لاشعال الحرب فيها وارسال المرتزقة عبر شواطئ ليبيا وتونس الى سورية .. ولم تكتفي الجامعة بهذه الجريمة التي مزقت بلد عربي بل انتقلت ووفق أوامر الراعي الأمريكي التي نفذها الممثل القطري له في الجامعة باستعجال كل القرارات التي تطال الشعب السوري من حصار اقتصادي والتضييق على السوريين حتى وصل الامر الى تدويل الازمة السورية ومطالبة مجلس الامن باحتلالها . هذا ولم تغفل الجامعة العربية تزوير تقرير من ارسلتهم الى سورية فكان دورها واضح في تزوير تقرير الفريق الدابي الذي لم يعجب امينها العام ومموليه . وطوال السنوات الاربعة الماضية تحاول الجامعة من خلال الاعضاء الفاعلين والمسيطرين على قراراتها حصار الدول العربية التي رفضت قرارات الجامعة بخصوص الازمة في سورية , ولم تكتفي الجامعة بذلك بل وصلت الى حد تجميد مقعد سورية واستبدال المندوب السوري بممثل قالت انه يمثل الشعب السوري هو ما يسمى أئتلاف الدوحة ذلك الأئتلاف الذي ثبت تورطه بكل العمليات الارهابية التي طالت الشعب السوري . وثبت أنه يعتمد على المرتزقة القادمين من ليبيا وتونس والسعودية والاردن ودول اخرى . فما قامت به الجامعة العربية طوال السنوات الماضية وخصوصا بعد تبنيها لما يسمى ثورات الربيع العربي اثبتت انها داعم للارهاب وغير قادرة على اتخاذ التدابير او القرارات الحقيقية ، ويمكن لاي انسان عادي ان يقرأ ميثاق الجامعة العربية ليكتشف مدى انفصال الجامعة العربية واعضاء الجامعة عن هذا الميثاق الذي وقع عليه الجميع . واليوم وبعد تصريح الجامعة : ((الجامعة العربية تحذر من تنامي «الإرهاب» في المنطقة )) من حقنا أن نسأل اليست الجامعة من طوى الرسائل السورية التي حذرت من الارهاب ؟؟ أليست الجامعة هي التي وافقت ان يدعم بعض الاعضاء فيها فصائل مسلحة في سورية وهي تعلم تماما ان تلك الفصائل هي مجموعات مرتزقة لا هدف لها الا تدمير الدول والشعوب واعادتها الى حقبة ما قبل التاريخ ؟؟ أم أن الجامعة بكل طواقمها القانونية والسياسية اكتشفت اليوم ان الارهاب انتشر في المنطقة وتريد ان يكون تصريحها هذا وساده لطلب تدخل الناتو من اجل محاربة الارهاب ؟؟؟ لهذا يجب ان نضع نقطة على حرف في اسم الجامعة الجديد ليصبح الجامعة <الغربية > تحذر .......!!!!