2024-04-24 02:19 م

المعركة السياسية وتحصين الساحة الداخلية!!

2014-12-22
القدس/المنــار/ التحرك السياسية والدبلوماسي الفلسطيني على الساحة الدولية، في مواجهة اسرائيل ومخططاتها، وصل ذروته، فهي معركة مستعرة، وأطراف اقليمية ودولية، دخلت ساحة هذه المعركة، بهذا الشكل أو ذاك، وهذه الأطراف، لم تعد قادرة على مواصلة الأخذ بالموقف الاسرائيلي، وغالبيتها غير راضية عن السياسات والممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وأرضهم، وهناك "صحوة" في صفوف شعوب بعض الدول وخصوصا الاوروبية منها، باتت تقلق اسرائيل، حيث التنامي في الانتقادات الموجهة اليها، ومطالبة هذه الشعوب لها بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية ووقف احتلالها.
معركة سياسية على أشدها، وميدانها الساحة الدولية على امتدادها، بين القيادة الفلسطينية والقيادة الاسرائيلية ، تتخللها ضغوطات وتهديدات وتصريحات نارية، من جانب اسرائيل وغيرها، تتساوق معها جهات وقوى ومجموعات، هي أيضا ضد القيادة الفلسطينية وشعبها، وتصب في الخندق الاسرائيلي ولنفس الهدف.
هذه المعركة، وهذه الهجمة تستدعي تحصينا في جدران الساحة الفلسطينية، مما يعزز القتال في المعركة الدائرة، ويحمي ما يتحقق من مكاسب وانجازات، لا أحد يستطيع أن ينكرها، وأول خطوة نحو عملية التحصين هذه، هو الالتفات جيدا الى الساحة الداخلية، فكل يكمّل الآخر، ولا قدرة على مواجهة التهديدات والتحديات وتحقيق النصر في هذه المعركة، إذا لم يصار الى اتخاذ قرارات على الصعيد الداخلي، تحسين وتطوير في الآراء والميادين المختلفة على اختلافها، وحصار كل التشويشات والتشويهات ممن التقت مصالحهم مع مصالح الاحتلال تخطيطا وتنسيقا.
في الساحة الداخلية، ثغرات، على صعيد المؤسسات، والتنافس غير المدروس ، وأساليبه المنكرة والمرفوضة، وأيضا، تجاهل التقارير السليمة والحريصة والصادقة، وتعثرها لسبب أو لآخر، ولاحقاد شخصية في الطريق الى دوائر صنع القرار ، والممتهنون لهذا التعثر، لا يجوز لهم التصرف بشخصانية مدمرة مقيتة، فالمسألة ليست مزرعة أو عزبة، لهم الحق في احتكارها ، فالمصلحة العامة والوطنية تبقى فوق كل اعتبار.
وبشكل أوضح وأدق، وفي هذه المرحلة تحديدا، الالتفات الى الساحة الداخلية، والاستماع الى المواقف والآراء والشكاوى أحيانا، يشكل أحد أساليب تحصين الساحة الداخلية، حتى لا تتفشى وتتعمق بعض الظواهر السيئة المنهكة للشعب وقيادته، بمعنى آخر، هناك أخطاء وتجاوزات خطيرة من المفترض وضع حد لها، وعدم الانشغال بنتائجها، وامتصاص النقمة والتذمر، ضمانا للنجاح في المعركة السياسية الدائرة.
وبصراحة، هناك من الخلل والثغرات الكثير، وهذا يتطلب أولا رفع القيود والحواجز التي تحيط بدوائر صنع القرار بفعل بشري شخصاني وأناني في آن، وهذا من الأخطار المدمرة الملهكة، والاوضاع في الساحة الداخلية، يجب أن ينظر اليها باهتمام بالغ، وأن توضع كما هي أمام صاحب القرار ويصار الى علاجها، وحتى لا يكون هناك تساوق بين أصحاب النظرة الضيقة والمنافع الذاتية وبين كل الأطراف التي تريد لشعبنا وقيادته هزيمة في الحرب السياسية المشتعلة في كل الساحات..