2024-04-20 07:37 ص

أين ستضرب أمريكا وشركاؤها بعد هجمات باريس؟!

2015-01-15
القدس/المنــار/ الهجوم الارهابي في قلب العاصمة الفرنسية، قد تكون له تداعيات خطيرة على المنطقة العربية، استثمارا واستغلالا من جانب الولايات المتحدة وخلفها جيش الحلفاء والأدوات وفي المقدمة فرنسا. والمتتبع لما تطلقه شخصيات رسمية أوروبية وفرنسية من تصريحات، وتتناوله الصحافة الغربية من تحليلات عن هجمات باريس، يصل الى نتيجة مفادها أن شيئا ما ينتظر العالم العربي، وبالتدقيق أكثر في كل ردود الفعل على هجمات باريس، وربط النتائج بتلك التي أسفرت عنها الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك.. فان أمرا جللاً مبيت ضد الشعوب العربية، اذا ما افترضنا في هذه المرحلة ، أن هذه الشعوب هي أمة واحدة، ومستهدفة بالكامل وان كان الهدف هذه الساحة أو تلك.
فمثلا: لماذا تركز الاجهزة الأمنية في اوروبا على أن مصدر الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها باريس كان الاراضي اليمنية، وأن واحدا على الأقل من المتورطين في العمليات التي شهدتها باريس قد زار الاراضي اليمنية، والتحق بصفوف القاعدة لبعض الوقت قبل أن يعود الى فرنسا، وجميع الأجهزة الامنية الأوروبية والامريكية أكدت أن المتورطين في الهجمات التي ضربت باريس مؤخرا كانوا تحت المتابعة والمراقبة من جانب أجهزة الأمن الفرنسية وعلى اللوائح السوداء لهذه الأجهزة.
ان التدخل الأمريكي في اليمن الذي بات يصادر جزءا كبيرا من سيادة الدولة اليمنية تحت راية مكافحة الارهاب،قد تضاعف بصورة غير مسبوقة بعد حادثة الشاب النيجيري "عمر فاروق عبد المطلب" الذي اتهمته واشنطن بالانتماء لتنطيم القاعدة في اليمن ومحاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية نهاية العام 2009، وأخيرا اعلان تنظيم القاعدة في اليمن بأن هجمات باريس الأخيرة لن تكون آخر الهجمات في اوروبا التي يخطط لها فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن قاعدة ومركزا له.
هذا الاعلان من تنظيم القاعدة، وهذه الهجمات التي شهدتها باريس، تشكل المدخل للدول الاوروبية للبدء بتدخلها العلني في اليمن، والولايات المتحدة ستسمح برفع مستوى مصادرتها للسيادة اليمنية خاصة في ضوء التطورات التي تشهدها اليمن منذ فترة. وهجمات باريس شبيهة من حيث التأثير والارتدادات التي ستتسبب به في الاسابيع القادمة بالهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، وقد تؤسس لتدخل اوروبي نشط في الشرق الاوسط تسعى اليه واشنطن، وتتمناه مع بعض القوى الحليفة في المنطقة، وعلى رأسها السعودية واسرائيل، تدخل عنوانه محاربة الارهاب والقضاء عليه، تقوده أمريكا وبشراكة أوروبية في ساحات عربية مختلفة لاستكمال ما بدأت به الولايات المتحدة من تغييرات ومحاولة تشكيل من جديد في ساحات المنطقة.
فالتوجه الاوروبي والأمريكي يدعو الى عدم انتظار الارهاب لمحاربته على الارض الاوروبية، وانما الذهاب الى عقر داره، والعمل على القضاء عليه، لذلك قد يتطور عمل التحالف الدولي الذي (يحارب) تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا ليأخذ شكلا مختلفا في هاتين الدولتين، فقد يأخذ شكلا من أشكال العمل البري في سوريا وتتسع ساحته لتشمل مناطق أخرى كاليمن وليبيا، وهذا بالطبع ستكون له ارتداداته الكبيرة، وسيتم توسيع هذا الحلف لتدخل فيه قوى جديدة كانت مترددة حتى الآن في الانضمام اليه بالشكل العلني والصريح والمباشر.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو: هل يسعى الغرب الى محاربة الارهاب والتطرف الذي بات يستشري بشكل غير مسبوق في المناطق العربية من العاصفة الامريكية في الشرق الاوسط التي حاولت واشنطن تسويقها على أنها رياح ربيع عربي، أم أن هناك أهدافا اخرى تسعى واشنطن وحلفاؤها الى تحقيقها.