2024-04-20 10:36 ص

ماذا بعد رحيل ملك آل سعود؟! صراع الوراثة وتراجع دور الرياض وملفات المنطقة

2015-01-23
القدس/المنــار/ في الستة أشهر الأخيرة تراجع الدور السعودي في المنطقة، لكن، نظام الرياض لم يعد حساباته، أو يقيم سياسته، واستمر في دعم المخططات الأمريكية والاسرائيلية، ورعاية العصابات الارهابية، ومعاداة إيران في تحالف سعودي اسرائيلي غير معلن.
وفي الشهور الأخيرة طفت على السطح معالم مسألتين خطيرتين، هما، الصراع على الوراثة بين الأمراء، في ضوء تردي صحة الملك، والمسألة الثانية، وصول الارتدادات الارهابية الى ساحة المملكة ووقوع عمليات مسلحة ضد أهداف حكومية مدنية وعسكرية، يضاف الى هاتين المسألتين تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الطغمة الحاكمة في البحرين، والتطورات اليمنية غير المرغوبة بها سعوديا، وبدأ النظام السعودي يحس ويدرك وجود شوكتين في خاصرتيه، الشوكة اليمنية والشوكة البحريينية.
هكذا يمكن توصيف الحالة والاوضاع في الساحة الداخلية السعودية، وجاء موت الملك عبدالله بن عبد العزيز ليزيد من خطورة الحال السعودي، فالصراع على الوراثة سيشتد، والارتداد الارهابي سيضرب بقوة والتأثيرات التي ستنتج عن الاوضاع في البحرين واليمن لن تكون في صالح النظام السعودي الذي يسعى دوما الى التحكم بالساحة اليمنية.
هذه العوامل والتطورات ستضيف مزيدا من التراجع للدور السعودي في الساحة الاقليمية، لكنه، في ذات الوقت سيزيد من التلاحم السعودي الاسرائيلي، فعلاقات تل أبيب والرياض وصلت حد التحالف بمواقف مشتركة اتجاه ملفات المنطقة، وما تحيكه اسرائيل والسعودية ضد سوريا ولبنان.
وتقول دوائر سياسية مطلعة لـ (المنــار) أن النظام السعودي سوف يشهد انكماشا كبيرا، وانطلاقا نحو الداخل، وهناك دوائر استخبارية عديدة ، نصحت قادة آل سعود بالالتفات الى ساحتهم الداخلية، فهي باتت عرضة لأخطار كبيرة ومميتة.
وتتوقع الدوائر ، أن تشهد الساحة السعودية عمليات ارهابية واسعة، وصراعات داخلية، تضعف الدور السعودي كثيرا ، وهذا ما يفسر تواجد امريكيين واوروبيين لتجنيب المملكة الأخطار، فهي الممول للحروب والارهاب في المنطقة.
وتخشى الدوائر ذاتها وهي القريبة من الشأن السعودي أن يتسلم الجناح الصقوري الحكم في الرياض، وبالتالي، سيزداد الدعم السعودي لعصابات الارهاب، وتتعزز أكثر العلاقة بين تل أبيب والرياض، ويواصل النظام دعم وتمويل وتنفيذ حلقات المخطط الأمريكي والحروب الامريكية الاسرائيلية.
اضافة الى ذلك هناك خشية من أن يفتتح العهد السعودي الجديد حكمه بتفجير الساحة اللبنانية، وبمزيد من التآمر على ايران، وممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية لتمرير حل اسرائيلي أمريكي للقضية الفلسطينية بعد الانتخابات الاسرائيلية، وهذا ما يجري العمل عليه منذ فترة بين الرياض وتل أبيب.
أما بالنسبة للتعيينات في جهاز الحكم والتي تمت قبل لحظات من رحيل الملك على حد ادعاء العائلة السعودية ، فانها تشير بوضوح الى أن أبواب الصراع قد فتحت، فالامير سلمان بن عبد العزيز أصبح ملكا، ومقرن بن عبد العزيز رجل الاستخبارات وليا للعهد، أما الامير محمد بن نايف ، فوليا لولي العهد، وهذا يعني أن الملك محاط بأدوات استخبارية، بفعل أمريكي تم تنصيبها، لكن، على مستوى العائلة، فان هذه التعيينات لن ترضي المحاور الأخرى، خاصة أبناء سلطان وعبدالله، فلم يحصل هؤلاء على أجزاء من كعكة الحكم، وبقيت مناصبهم كما هي دون ترفيع!!