2024-04-24 05:17 م

تغيير الإسم لا يعني تبديل المواقف .....

2015-01-24
بقلم: جمال العفلق
إنه الموت لا يعرف أمير ولا فقير وهو قدر محتوم على كل من ولد ، حمل معه ملك السعودية هذه المره وجاء ملك جديد وترددت عبارة عاش الملك مات الملك . أما في السياسة فلا شيء تغير ولا أعتقد ان هناك تغير قريب سيشعر فيه من ظُلم من قبل السعودية وسياستها الخارجية التي تعتمد بالأساس على تحالفها مع الولايات المتحده الأمريكية والغرب ،وهي لم تكن بيوم من الأيام مستقله عن المصالح الغربية ورغباتها في ابقاء المنطقة تحت النفوذ البريطاني والأمريكي وخصوصا في السيطرة على منابع النفط والتحكم بالأسعار ارتفاعا كان أو انخفاض ، ولأن سياسة المملكة اصبحت معروفة وانتقلت من السر الى العلن فلا يجب ان نثق كثيرا أن هناك متغير في قاعدة التعامل مع القضايا العربية والأقليمية ، فسياسة المملكة اعتمدت بالأساس سياسة استمرار العائله الحاكمة وضمان البقاء وان اقتضى هذا أن يكون التحالف مع اعداء الأمتين العربية والاسلامية ... وهذا ليس بالإتهام السياسي او التلفيق المتعمد ، فمنذ تبني المملكة سياستها العلنية بمحاربة الدول العربية التي تعادي اميركا واطلاق مبادرة السلام (( العربية )) مع الكيان الصهيوني اتخذت المملكة موقف التسليم والمهادنة مع الكيان الغاصب وبالمقابل دعمت الحروب الطائفية والنزعة المذهبية في العراق وسورية ولبنان – ولا يخفى على احد دور السعودية في تمويل الأرهاب وحمايته من خلال توفير الغطاء السياسي للارهابيين من حركة الاخوان المسلمين السورية او من خلال دعم ما يسمى ائتلاف الدوحه بجناحة الاسلامي هذا عدا عن دعم المملكة لفصائل ارهابية مستقله تعمل على اشعال القتال في سورية والعراق . والقائمة تطول والتاريخ السياسي للملكة اقدم من هذه المرحلة اتجاه القضايا العربية ، فماذا يمكن ان تحمل سياسة الملك الجديد اتجاه القضايا العربية الساخنة واتجاه قضية محاربة الإرهاب الذي تدعي المملكة انها تساهم فيها من خلال دعم التحالف الدولي المزعوم الذي يدعي محاربة داعش من خلال ضربات جوية لم تقدم حتى الساعة اي شيء يذكر في هذا الاطار ؟؟ لا يمكن بمكان ان يستطع الملك الجديد للسعودية ان يتخلى عن اتفاقيات تجاوز عمرها خمسون عاما مع الغرب ولا تستطيع المملكة اليوم ولا بعد سنة من تغيير مواقفها بعكس عقارب الساعة وبما يخالف مصالح الدول الحلفاء فالسعودية تسعى لأخذ دور شرطي المنطقة من خلال رفع وتيرة الخلاف مع ايران ومن خلال الهيمنة على مجلس التعاون الخليجي وابقاء جزء من لبنان تحت قيادتها كما تسعى الى دعم الموالين لها في العراق ومثلهم تريد في سورية . وفي هذا الاطار تعكس السعودية السياسة الامريكية في الهيمنة على المنطقة وهذا كلة برعاية أمريكية تضمن الاخيره فيه أمن اسرائيل . وقد لا يختلف اثنان في حق اي دولة اقامة التحالفات التي تخدم مصالحها وتضمن استمرارها وديمومتها وخصوصا ان سياسة التحالفات هي سياسة قديمة تطورت ادواتها ووسائلها مع تطور الزمن ، ولكن السؤال لماذا توافق المملكة على تنفيذ رغبات الولايات المتحده في تدمير المنطقة ومحاربة شعوبها . فمنذ دعم السعودية للعدوان الامريكي البريطاني في احتلال بغداد و المملكة ملتزمة بخطة تدمير الشرق الاوسط وتفتيت الدول العربية ، وما الحرب على سورية الا واحدة من الأعمال التي تساهم فيها السياسة الخارجية السعودية بقوة ،والهادفه الى الاستمرار في قتل الشعب السوري وفي حصاره . وللواقعية السياسة يعلم الجميع ان المصدر التشريعي للملكة هو الفكر الوهابي – ونفس هذا الفكر هو الذي انتج القاعدة وانتج الجماعات الاسلامية المتطرفة والتي تطورت اليوم بشكل تنظيم " داعش " ، وبالمقابل تدعي المملكة أنها تحارب الإرهاب وتوافقها الرأي في هذا اميركا كما الغرب وهنا تكمن القضيه في حقيقة دور الولايات المتحدة المتحكم بسياسة المملكة الخارجية على الأقل بما يتوافق مع مصالح اميركا وليس مصالح المملكة كما انها تتحكم بسياسة الحلفاء الاخرين للولايات المتحده الامريكية في الشرق ، وأمام هذه السياسات نجد أننا غير معنيين تماما بأنتظار تبدل او تغير في التعامل السعودي مع الاوضاع العربية والاسلامية على عكس ما طرح في الخطاب الاول للملك الجديد حول حرصة على العلاقات العربية والاسلامية ورغبتة في لم الشمل للأمتين العربية والأسلامية . اذا لم تتوقف المملكة عن دعم وتمويل وتسهيل الأرهاب الذي يضرب كل من سورية والعراق ولبنان فلا شيء سيتغير على المدى المنظور . بل سيزيد هذا الامر تعقيد الأوضاع وخصوصا أن الفكر الأرهابي لا يحتاج للوصل الى اراضي المملكة عبور الحدود لانه اصلا موجود فيها ولكن متى يتحرك هذا يرتبط برغبة المشغلين الذين يديرون حركة الأرهاب العالمي العابر للحدود وفق مصالحهم السياسية والعسكرية والاقتصادية .

الملفات