2024-04-19 03:41 ص

مـــاذا حملت الوفود الى موسكو ؟؟

2015-01-27
بقلم: جمال العفلق
يترقب الشارع السوري ماذا يمكن ان ينتج عن لقاء موسكو التشاوي بين الحكومة والمعارضة ، هذا الترقب عكر صفوه قيام العصابات الإرهابية بقصف مدينة دمشق وحَملَ هذا القصف تفسيرات كثيره منها رسالة عدم اعتراف بالوفد المعارض الى موسكو ، واخرين اعتبروا أن هذا القصف لتقوية ورقة المفاوض من المعارضة أن لديهم قوة على الأرض تمتلك اسلحة نوعية تطال المدنيين .. وأيا" كان التفسير فالعصابات الإرهابية مازالت تعتبر قتل المدنيين ورقة رابحة تمتلكها . وبكل الحالتين فإن قصف دمشق يعني تجاوز الخطوط الحمراء وخصوصا أن العصابات الإرهابية تحتمي بالمدنيين في الغوطة . وقبل الحديث عن ما تحمله المعارضة السورية من مطالب الى موسكو يجب ان نتوقف عند نموذجين المعارضة على اتصال دائم معهما وهما تركيا وما يسمى إسرائيل . عندما أسقطت الدفاعات الجويه السوريه طائرة تركيه ،،، كان اول تصريح للمعارضه (( التركيه )) انها مع الجيش التركي بالرغم من خلافها الكبير مع اردوغان وتحميله المسؤولية عن ذلك التمادي ، فماذا قالت المعارضه السوريه في حينها ؟؟ وعندما اعتدت اسرائيل على القنيطرة صرح معارض إسرائيلي انه لم يعلم بالقرار ولكنه مع الجيش الاسرائيلي رغم خلافه مع الحكومه فماذا قالت المعارضه السوريه ؟هذا هو الفارق الذي نتحدث دائماً عنه . وهذا ما يجب أن نسأل المعارضة السورية التي وافقت على الحوار عنه ..؟؟ فاليوم لم يعد منطقي أن نتحدث ان الحرب الدائرة في سورية هي حرب بين قوات حكومية وأخرى معارضة ، إنما هي حرب بين الشعب السوري والإرهاب المدعوم دوليا وإقليما فهل تحمل المعارضه ما يقنع الشعب السوري بإنها ترفض هذه الحرب وإنها مع الشعب في حربة على الإرهاب ؟؟ وانها ستساند الجيش السوري وتدعم عملياته ؟؟ وإذا كانت بالفعل تحمل هذه النية فهل هي قادرة على إعلان موقفها الواضح والصريح دون أي مراوغه أو تحايل او تلاعب بالكلمات وعليها ؟؟ لم نختلف يوما على ضرورة وجود معارضة وطنية تحمل هَم المواطن والوطن وتقدم ما تراه في مصلحة المواطن والوطن .. ولكن أن تصطف المعارضة مع أعداء الوطن بحجة خلافها مع السلطة فهذا غير مقبول في القاموس الوطني ولا عند اي شعب من شعوب الأرض . فأي حديث اليوم يقوم على مبدأ المساس بالهكيل العسكري للجيش هو حديث يهدف الى اضعاف الجيش والنيل منه .. وأي حديث عن تشكيل مؤسسات انتقالية قد يدخل البلد في فراغ دستوري هو حديث غير قابل للتطبيق طالما أن الحرب دائرة وأعداء سورية يضخون السلاح والمال لهذا الغرض . فبيان القاهرة المنشور من عشر نقاط يحمل في مضمونه ادخال سورية في دوامة الفراغ الدستوري ويطال مؤسسة الجيش بما يخدم العصابات الإرهابية وهذا في منطق الدفاع عن الوطن غير مقبول وغير مقنع خصوصا اذا علمنا ان من اراد هذه النقاط هم ما يسمى أئتلاف الدوحة ومن خلفه اميركا وتركيا واسرائيل ليس بالضرورة ان نتفق على جميع النقاط الخلافية ولكن من المقبول أن نصل الى نقاط مشتركة يكون رأس الهرم فيها الوطن والمواطن . وهذا ما ينقل الكرة الى ملعب المعارضة التي تتحالف مع من يحاصر الشعب السوري ويمنع عنه الدواء والمحروقات والمواد الأولية حتى الطيران المدني ورحلات السفر الى مطار دمشق ملغية من قبل حلفاء المعارضة السورية ، فهل هذا من أجل المواطن السوري أم من أجل قتلة واضعافة ؟؟ وكيف توافق المعارضة الوطنية على هذه الاجراءات التي لا تطال الا المواطن البسيط والعادي أي تطال جل الشعب السوري ؟؟ أن الحوار بمضمونه يجب أن يكون وطنيا خالصا يؤسس لمرحلة البناء ويضمن تحرير سورية من العصابات الإرهابية ولا يهم كثيرا ما أسمها ومن عناصرها وجنسياتهم فمن يحمل السلاح اليوم ضد السوريين هم جنود أميركا واسرائيل ..وما يجب أن تفهمة المعارضة السورية أن تحررها من التبعية للغرب هو ما يعطيها مصداقية حقيقية لدى الشارع السوري وان كل تحالفاتها ليست بمصلحتها اولا ولا بمصلحة الشعب السوري فتصريح اوغلوا الأخير حول مناطق عازلة هو ورقة ضغط قديمة جديده تريدها تركيا لاخذ جزء ليس بالقليل من الأراضي السورية . واسراع جون كيري وزير الخارجية بتحديد موعد لا يبعد أكثر من شهرين للبدء بتدريب عناصر مسلحة قال عنها معتدله هو في اطار تمديد الحرب لوقت أطول في سباق أميركي مجنون مع الأتفاق النووي الأيراني . ومحاولة لمنع او تخفيف رد المقاومة على الكيان الصهيوني الأخير في القنيطرة . فهل تحمل المعارضة السورية فعلا أوراق من أجل شعب تدعي دائما أنها تمثلة ؟؟

الملفات