2024-04-23 04:02 م

الإرهاب في خدمة الصهيونية ...

2015-02-01
 بقلم: جمال العفلق
في حسابات الربح والخسارة بين العرب والكيان الصهيوني منذ بداية الصراع العربي الصهيوني لم تنجح اسرائيل عمليا"في عدوانها الا من خلال نجاحها في تجنيد العصابات الإرهابية التي تخدم طموحات وتطلعات الكيان الصهيوني وتستنزف مقدرات الدول وتنهك شعوبها وتعمل على قتل الأبرياء في مسعى دائم منها لإشغال الحكومات وتعطيل أي مشروع او عمل يهدف للنهوض بالأمة . وأستغلت هذه العصابات الانتماء الديني والمذهبي بأبشع الصور فكانت تقدم خدمة كبيرة للمتطرفين في الغرب بتصوير الدين على أنه دين قام على القتل ولا يبقى إلا بقتل الناس , فصورة الاسلام اليوم مرتبطة بتنظيمات ارهابية لا تمت للدين بصلة ولا يمكن للعقل البشري قبول افعالها . ولا يمكن إغفال دعم الرجعية العربية لهذه التنظيمات وتمويلها وتسهيل تجنيد الشباب فيها لمصالحها الخاصة اولا وبنفس الوقت خدمة لما يسمى بالهاجس الأكبر لدي الكيان الصهيوني " بأمن إسرائيل " . ولا يحتاج هذا الأمر لبحث طويل في التاريخ فأفعال هذه العصابات عالقة بالذاكرة ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا ، فلا حدود جغرافية لها وتنتقل حسب ما يقتضي الأمر وفق مصالح المشغلين . فما يسمى جبهة النصرة في سورية مهمتها تأمين منطقة تحمي الجنود الصهاينة في الجولان السوري المحتل وتسعى اسرائيل من خلال هذه الجماعه الألتفاف على المقاومة في جنوب لبنان لكشف ظهر المقاومة وقطع طرق الإمداد عليها وبنفس الوقت تصبح هذه الجماعة مصدر خطر دائم على العاصمة السورية حيث تكون دمشق تحت تهديد هذه الجماعة كل ما طلبت إسرائيل ذلك منها . أما ما يسمى داعش فلديهم مهمة أخرى في السيطرة على منابع النفط في العراق وسورية وكذلك التحكم بمجرى نهر الفرات ومنع الزراعة في المنطقة وخصوصا ان تلك المناطق تعتبر مصدر الغذاء ومصدر اقتصادي مهم لسورية . وطبعا نفس الدور تقوم به هذه التنظيمات في لبنان واليوم هي موجوده على أرض سيناء المصرية بهدف انتزاع شبة جزيرة سيناء من مصر بما يؤمن منطقة واسعه جغرافيا تضمن فيها اسرائيل امنها وتستطيع التحكم بالشعب الفلسطيني المحاصر في غزة وذلك من خلال اخضاع المنطقة لهذه العصابات التي وجدت لنفسها مسوغ لضرب الجيش المصري وادخال مصر في حرب طويلة مع الأرهاب تختلف عن سابقتها بأنها اصبحت مواجهة عسكرية مباشره على عكس ما كان يتم سابقا من خلال عمليات انتحارية . تستهدف المنشأت الاقتصادية والمناطق السياحية لضرب الاقتصاد المصري . ولا نحتاج لتسجيل اتصالات او اخذ صور ووثائق لإثبات أن هذه الجماعات الأرهابية تخدم الكيان الصهيوني ، لأن هناك من يعبر عن ذلك من سياسين وممثلين للشعب في مجالس النواب وكذلك من يطلقون على انفسهم اسم أئتلاف الدوحه المعارض وأخرين كثر . مثل جامعة الدول العربية التي لم تجد كلمات تقولها بعد العملية الإجرامية التي نفذتها اسرائيل على ارض القنيطرة بالمقابل سارعت هذه الجامعة لاستنكار ما أقدمت علية المقاومة في مزارع شبعا بالإضافه للذين يدعون حرصهم على المنطقة وأمنها بمهاجمة حزب الله دون الأخذ بعين الإعتبار أن الحزب رد على عدوان ولم يعتدي . ولا يمكننا أن ننكر أن حربنا طويلة مع الكيان الصهيوني ولكن لدينا حرب أكثر شراسة مع ممثلي الكيان الصهيوني من منظمات إرهابية وسياسين وصحفيين وأعلاميين يسوقون لجرائم الصهيونية ويقلبون المفاهيم لدى جمهوهم بأن المقاومة عار والخضوع هو الذي يعطي الحياة ، وأن إحترام المعاهدات الدولية هو واجب علينا فقط أما ما يسمى " اسرائيل " لا يجب أن نطالبها بإحترام تلك المعاهدات . وذهب البعض لأبعد من ذلك بأن تمنى النصر للصهيونية حتى وأن كان المستهدف أبن وطنة وشريكة بالوطن . فهل نحتاج بعد هذا كلة لنثبت أن الإرهاب والذي لبس اليوم رداء الربيع العربي لا يخدم الا الصهيونية العالمية ويسهل عليها مهمتها في تقسيم الشرق الأوسط ؟؟ وهل هناك من يصدق أن الكيان الغاصب والذي يربي أجيال منذ أكثر من أربعين عام على أن قتل العرب هو واجب وضروي لبقاء ما يسمى اسرئيل سيقبل بالسلام في يوم ما ؟؟؟ إن ما قالة السيد حسن نصرالله في خطابة الأخير هو القول الفصل للتخلص من هذه الجماعات فلا يمكن أن نقبل اليوم بقواعد أشتباك مفروضة علينا ، وأن حقنا سيكون محفوظ بالرد مادام هناك من يعتدي علينا.

الملفات