2024-04-20 03:14 ص

"الأعراب" في الخليج متوحدون خلف واشنطن: محاربة القرار المصري المستقل وإسناد "الأخوان"

2015-02-22
القدس/المنــار/ التضارب في تصريحات المسؤولين الخليجيين حول الاتهامات المصرية لمشيخة قطر بالتورط في الارهاب الذي يستهدف مصر وبعض الساحات العربية الاخرى، يعكس بوضوح حالة من عدم الاتزان في الموقف الخليجي منذ رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، ويبدو حسب ما ذكرته دوائر سياسية لـ (المنــار) أن الدعم السعودي لمصر الذي كان يميز السياسة السعودية في الأشهر التي سبقت رحيل الملك عبدالله، لم يعد سياسة ملزمة وواضحة بالنسبة للمحور السعودي الذي صعد الى الحكم لخلافة عبدالله، وهو محور لن يفكر في الدخول في صراعات مع دول الخليج الاخرى ولن يرغب في معاندة الولايات المتحدة، والسياسة الأمريكية في المنطقة، وهي سياسة تصر على ضرورة الابقاء على ما يسمى بـ  "الاسلام السياسي" حاضرا في اللعبة السياسية في المنطقة العربية مهما كان الثمن، لذلك، تضيف المصادر فان واشنطن تستخدم الدول الخليجية سواء من خلال التخريب أو الاغراء بالدعم الاقتصادي لاعادة "الاسلام السياسي" ممثلا بالاخوان المسلمين من جديد الى لعبة السياسة في المنطقة العربية، وبشكل خاص في مصر. وتصريحات أمين عام مجلس التعاون الخليجي المنتقدة للاتهامات المصرية لقطر بدعم الارهاب، انعكاس واضح للتغير الخليجي اتجاه مصر، وما التراجع السريع عن التصريحات التي اطلقها أمين عام التعاون الخليجي الا محاولة لابقاء هذه السياسة الجديدة ضد القاهرة في الظل وعدم اخراجها بوضوح الى النور، ومحاولة اخفاء حقيقة توحد الاراء الخليجية وراء الموقف الأمريكي بضرورة السماح للاخوان بالعودة الى مفاصل اللعبة السياسية في العالم العربي، وذلك لتسهيل مهمة تمرير الرغبات الأمريكية والضغط على القاهرة لاعادة النظر في سياستها اتجاه جماعة الاخوان المسلمين. فعنوان الحرب على مصر الان، هي الحرب على القرار المصري المستقل، فالولايات المتحدة غير راضية عن زيارة "الامبراطور الروسي" الى القاهرة، والاستقبال الرسمي رفيع المستوى الذي حظي به سيد الكرملين، وستسعى عبر أدواتها في المنطقة الى مزيد من الضغط على القيادة المصرية ومزيد من التخريب وضرب للاستقرار لمنع القاهرة من استعادة دورها المستقل.