2024-04-20 09:50 ص

انتهى عصر الزعماء الملهمة ؟!

2015-02-24
بقلم: رابح بوكريش
أقام ميروسلاف شتوفيتش سفير صربية في الجزائر حفل استقبال بأحد الفنادق العاصمة بمناسبة العيد الوطني لبلاده . حضر الحفل ممثلين عن الدولة الجزائرية و أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدون في الجزائر ولفيف من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والفنية والإعلامية. وقال سعادته : لقد وصلت العلاقات بين صربيا والجزائر في الأعوام الخمسة الماضية إلى مستوى مرضي على الرغم من أنها لا زالت لم تصل المستوى الذي كانت عليه في الثمانينيات لكنها تواصل تعزيزها لما هو في مصلحة شعبينا وركز سعادته على : المصور الصربي وهو المصوّر الشخصي للجنرال تيتو إبّان الاستعمار الفرنسي، وقد توجّه لمخيمات اللاجئين الجزائريين بتونس، بطلب من الحكومة الجزائرية المؤقتة آنذاك، في شكل إعارة لمدة ثلاثة أيام، وفي المرة الثانية التي عاد فيها بطلب أيضا من طرف الحكومة الجزائرية المؤقتة لقضاء فترة أسبوع، فرّ لمدة ثلاث سنوات ورافق جيش جبهة التحرير الوطني في الجبال إلى غاية استقلال الجزائر، حيث نقل بالصور جرائم الاستعمار الفرنسي، واستعماله الأسلحة المحرمة في الحروب، وبفضله وصلت هذه الصور إلى هيئة الأمم المتحدة، وأثارت هذه الجرائم ضجة في العالم. بعد نهاية كلمت سعادة السفير تقدمت نحو رجل صربي طاعن في السن . وقلت له : يكاد الراحل تيتو ان يكون الوحيد بين الزعامات الملهمة الذي تمتع بشعبية هائلة خارج بلده. فقال في مرارة : لقد انتهى عصر الزعامة الملهمة مع اطلالة قرن جديد. قلت كأني تلميذ صغير يلتقي درسا من أستاذه : انتهى عصر الزعماء على شاكلة تيتو وجمال عبد الناصر ونهرو وستالين والملك فيصل وكيندي ... وجاء عصر نجوم الكرة ! قال وهو يضحك : وخاصة منهم نجوم كرة القدم .. إني أتساءل اليوم عما كان يمكن ان يكون عليه العالم لو رزقنا الله بمثل هؤلاء العظماء . قلت في حدة وكأني أعني ما أقوله : من المؤكد اننا سنكون في احسن حال ...تساؤلات إنسان العصر الحالي تقف لغزا تحار فيه العقول البشرية . عندما نرى المواثيق الدولية تخرق بأشباه " الزعماء " . لقد اصبح في عهدهم القمع نضالا والرشوة والسرقة تحررا وخلق العصبات تقدما وحضارة . قال في منتهى الهدوء : يؤسفني أن أقول لك : في العصر الحالي هناك وقت للحروب ، وليس هناك وقت للتنمية ولصنع مستقبل أفضل .

الملفات