شهدت مختلف ولايات الجزائر ، وقفات احتجاجية ضد استخراج الغاز الصخري، من الصحراء الجزائرية ، استجابة لنداء الأحزاب المعارضة “تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي”، ووسط تعزيزات أمنية ملحوظة، إذ عاشت عدة ولايات على غرار ما حصل بالعاصمة، وفرقت قوات الأمن المتظاهرين في هذه الولايات. تدخلت قوات الأمن لتفريق المسيرة السلمية ببومرداس والبويرة بالقوة، مع تسجيل اعتقال 10 متظاهرين في بومرداس، واعتقلت الشرطة أيضا 8 متظاهرين من حي 11 ديسمبر، كما تعرض الصحافيون لمضايقات وتعنيف من رجال أمن. و أوقفت مصالح الأمن قادة بعض الأحزاب دون اعتقالهم .اما رئيس الجمهورية، فقد قال : أن الغاز الصخري "هدية من عند الرحمان" ما يؤكد مواصلة عمليات استكشاف هذه الطاقة غير التقليدية رغم المعارضة الشديدة وفي مقدمتها سكان ولايات الجنوب. الحقيقة وما فيها في هذا الموضوع هي أن : هناك ضغوطات كبيرة من طرف الشركات الغربية لحث الجزائر على استخراج هذا الغاز ! حتى يعوض الغاز الروسي في حالة قطعه عن اوروبا . وبصفة أدق إذا استمر الوضع في أوكرانيا على حاله فإن العلاقات الروسية الغربية ستزداد توترا . ويمكن ان يفرض الغرب مزيد من العقوبات على روسيا وهذا الأمر يمكن ان يؤدي بروسيا الى قطع الغاز عن اوروبا . في الحقيقة تثير عمليات استخراج الغاز الصخري تخوفات الخبراء من إمكانية تأثيرها على الوضع الصحي للمواطنين وتهديدها المباشر لاحتياطات البلاد من المياه والطبيعة الجيولوجية للصحراء، وهو ما يجعل استغلال هذا النوع من الغازات مجازفة غير محسوبة العواقب على البلاد. والاكيد ان المعارضة ترغب ان تكون في ذروة قوتها في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد ، ذلك ان وجدها القوي يعطيها قدرة على المقايضة اثناء الاستحقاقات السياسية القادمة . واحتجاجات اليوم بمثابة تحدي المعارضة للسلطة. ولكنني اخشى ان يتدهور الأمر في هذه القضية . وخاصة في ظل المشكلات التي تعرفها المنطقة . لذلك فانا أري ان سكان ولايات الجنوب هم وحدهم اصحاب المصلحة في معالجة هذه المشكلة بالسياسة .