2024-04-19 01:20 ص

الكيان الصهيوني فوق قبة الكونغرس الأمريكي

2015-03-04
بقلم: بسام عمران
المشاهد التي حفل بها الكونغرس يوم الثلاثاء الماضي تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تجنب مخاطر يسعى الكيان الصهيوني لافتعالها كما تشير جزئيات هذه المشاهد إلى ولاء ساسة واشنطن لتل أبيب وليس العكس هذا ما أريد إفهامه للعالم بشكل عام وأبناء العروبة بشكل خاص ليتسابقوا لكسب ود هذا الكيان فما جرى يعد مفارقة في المفاهيم السياسية والدبلوماسية ليكشف عينة من خبايا ما يضمره رجالات الكونغرس بوجهيه الديمقراطي والجمهوري رغم الفارق الهائل بين تعمد التصفيق مرارا وتكرارا لمفردات خطاب نتنياهو وكأن كلماته تدغدغ أحلاما جديدة لأمريكا وبين المسعى المحموم التي تبذله واشنطن لحماية الكيان الصهيوني ورجالاته هذا الاستقراء جاء كنتيجة تقرأ في اتجاه واحد كونها تعبر عن رغبة لتجريب خطط أخرى غير التي استخدمت عبر إفساح المجال للكيان الصهيوني لتنفذ ما تبقى في جعبته من خطط تدميرية وتخريبية في المنطقة كلها لأن التصفيق يعني تأييد كل الأفكار العدوانية المحملة على مفردات نتنياهو التي ظهر منها تأرجحا بين الفكر التلمودي وبين إعلان القلق من القوة الإيرانية مفندا احتمالات المخاطر التي يمكن أن يواجهها كيانه وهذا يدلل على أن السهام الأمريكية والصهيونية في اتجاه واحد وليس من الصعب ملاحظة المقاربة القائمة في سلوك الكونغرس الأمريكي لدعم كل مايمت بصلة لهذا الكيان الذي يوزع عدوانيته يمينا وشمالا عندما شرع أعضاء الكونغرس بالتصفيق لتأييد اتهام إيران بالنازية الجديدة متجاهلا الويلات والجرائم التي مازال الكيان الصهيوني يرتكبها بحق الشعب العربي الفلسطيني أما المقزز والذي يثير الاستفراغ دعوة نتنياهو لإيقاف التصرف العدائي في المنطقة.قائلا: / أوقفوا دعم الإرهاب في كل أنحاء العالم. أوقفوا التهديد بالقضاء على دولتي إسرائيل – الدولة اليهودية الوحيدة. يجب أن تصروا على الأقل أن تغيّر إيران تصرفها قبيل أن ينتهي موعد تطبيق الاتفاق، وإن لم تتغير في هذه المدة لن ترفع العقوبات. إذا كانت إيران ترغب بأن تُعامل كدولة طبيعية فلتتصرف كدولة طبيعية /. والسؤال الموجه للمجتمع الدولي هل يتصرف هذا الكيان المصطنع كدولة طبيعية أم أن المصالح هي من تقول هذه دولة طبيعية وأخرى مارقة ..؟؟!!. الصور التي تعمد الكونغرس الأمريكي الظهور بها وتقديمها للرأي العام العالمي في أغلبها افتراضية ولاتمت إلى حقيقة الواقع بصلة تذكر ولاسيما المتعلقة منها بأحداث المنطقة لهذا عملت المحطات الفضائية الغارقة في عفونتها على تقديم رئيس وزراء الكيان الصهيوني وكأنه قديس ارتدى معطفا مؤطرا بألوان براقة وتسليط الأضواء على مفرداته رغم خلوها من العبارات الداعمة لحقوق الإنسان والحريات العامة باستثناء الصهاينة إضافة إلى تسويق شعاراتها المليئة بالحقد الاستعماري على أنها رايات إنسانية يجب دعمها وإيصالها للمجتمعات الغربية على وجه العموم هذه الصور وما رافقها من صيحات ووقوف متكرر يمكن إسقاطه على إنه خطاب مدير مدرسة أمام تلاميذه لذا يمكننا وانطلاقا من هذه الصور الهوليودية الترجيح على أنها محض تضليل كونها تهدف لتجاوز العديد من الصور التي غرست في ذاكرة أبناء المنطقة عموما والفلسطينيين خاصة والابتعاد عن توثيق الأحداث المؤلمة والموجعة .. لهذا كانت مسرحيات التصفيق الحاد لتكريس أن أمريكا والصهيونية العالمية هم قدر محتوم لايمكن لأحد مخالفة أومره مجرد مخالفة وزرعها كمفاهيم ثابتة في المحافل الدولية مفادها أن الغطرسة الأمريكية والصهيونية يجب التعامل معها وفق إرادة ومصالح واشنطن وتل أبيب .. وختم نتنياهو إدعاءاته الشيطانية بمخاطبة المجتمع الدولي قائلا: / يمكنني حث قادة العالم على عدم تكرار أخطاء الماضي، عدم تكريس المستقبل لأجل الحاضر. وعدم قبول العدائية لأجل السلام. لم نعد مشتتين بين الشعوب كما في الماضي، عدنا إلى وطننا، استعدنا سيادتنا في وطننا القديم، ولدينا جيشنا الحامي. لأول مرة منذ عشرات الأجيال، نحن الشعب اليهودي، يمكننا الدفاع عن أنفسنا. لن نقف مكتوفي الأيدي بوجه التهديدات التي نواجهها. حتى إن اضطرت إسرائيل للوقوف وحدها، إسرائيل ستقف صارمة. لكني أعرف ان إسرائيل لن تقف وحيدة، أعرف بأن أمريكا إلى جانبها وانكم انتم تدعمون إسرائيل / الحقيقة تؤكد إن الكيان الصهيوني يشكل حالة استثنائية وفق المعايير الأمريكية وهو على الدوام يعتبر نفسه فوق القانون والمسألة وهذا ما دفع به إلى الغرور والغطرسة والتطاول حتى على الولايات المتحدة الأمريكية التي بارك كونغرسها هذا التطاول متجاهلا أي حقوق للعرب حتى في وجودهم .. فهل تستفيق أمة العرب وتنتفض لصد مخاطر باتت تحيق بها من كل حدب وصوب
 * كاتب صحفي سوري

الملفات