2024-03-29 12:02 م

لماذا تشكل سوريا خطراً مضاعفاً عن الخطر "الداعشي"؟

2015-03-06
بقلم: علي مخلوف
محور "سوريا ـ إيران ـ روسيا" خطر كبير على واشنطن لا يقل خطراً عن "داعش" إن لم يكن أكبر! فكرة بدأ ترويجها مؤخراً من قبل المعسكر المعادي لدمشق! هذه الفكرة خرجت على لسان أحد أشهر الباحثين الأمريكيين وهي الباحثة "آن بيرس"، حيث كتبت في مقال لها بصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن مقاومة دول سوريا وروسيا وإيران من الإستراتيجيات التي لا تقل أهمية عن مقاومة داعش ،معتبرةً أن دعم كل منهم للآخر يمثل تهديدا يفوق خطر داعش والتعاون مع أي منهم يعتبر إقصاء للحلفاء المعتدلين بالشرق الأوسط. ما قالته الباحثة الأمريكية هو كلام حق يُراد به باطل، لأنه لا خلاف في كون سوريا ومن معها الخطر الأكبر على أمريكا ومن معها، ولو لم تكن خطراً لما تعرضت لتلك الحرب العالمية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات. دمشق خطر يتهدد كثيرين، لأنها أسست لشبكة علاقات إقليمية وعالمية كبحت جماح القطب الأمريكي، ولأنها تسببت في عودة المارد الروسي بعد عقود طويلة من استئثار الكاوبوي الأمريكي للعالم. دمشق ومن معها يشكلون الخطر الأكبر، لعدة أسباب، أولها أن سوريا لو انتصرت في نهاية الحرب المقامة عليها فإن ذلك سيعني سقوط الأنظمة المعادية لا سيما الأنظمة الخليجية، والدليل الشخصنة التي أبداها حكام الخليج ضد الرئيس بشار الأسد، وثانيها أن روسيا أصبحت قطباً آخراً في مواجهة القطب الأمريكي، وثالثها تنامي القوة الإيرانية إقليمياً، فضلاً عن المخاوف من تحولها إلى دولة نووية مشرعنة في المجتمع الدولي. سوريا هي الخطر الأكبر وليس داعش، لأن دمشق دعمت حركات المقاومة ضد إسرائيل، وخلقت ميزانية ردع ورعب ضد الكيان المحتل عندما فتحت مخازن سلاحها لحزب الله، في وقت لم تطلق أي عصابة راديكالية متطرفة كـ "داعش والنصرة وميليشيا الحر والقاعدة وحركة حزم وأحرار الشام والجبهة الإسلامية" طلقة واحدة باتجاه الأراضي المحتلة. سيمتعض كثيرون من تلك المقارنة، وللحق لا يمكن مقارنة بلد عمره أكثر من سبعة آلاف عام مع أي كيان آخر سواءً أكان نظاما " كالأنظمة الخليجية" أو تنظيمات مثل "داعش"، لكن كان لابد من كتابة تلك المفارقة لتبيان الحقيقة الكامنة وراء تصنيف سوريا كخطر يفوق خطر البعبع الداعشي الذي تروج له الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا. دعم المقاومة وتشكيل محور قوي يقف بوجه المحور الغربي في كل المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، فضلاً عن تشكيل تهديد للكيان الإسرائيلي كل تلك العوامل تجعل من سوريا ومن معها خطراً أكبر من خطر تنظيم استخباراتي الولادة يُسمى بـ "داعش".

الملفات