2024-03-29 04:58 ص

تحالف عسكري أم ترتيب عسكري ؟؟

2015-03-06
بقلم: مها جميل الباشا
كرة الشرق الأوسط ما زالت تتدحرج ما بين الفريق الروسي والصيني (إيران وسورية والعراق ولبنان) والفريق الأمريكي الصهيوني (السعودية والإمارات وقطر وتركيا والأردن) بانتظار مصر تحديد وجهتها. هناك من يقول إن الفريق الأمريكي يعيد صوغ تحالفاته من جديد وأنا اقول إن التحالفات لم تتغير وإنما من يتغير هو الترتيبات الجديدة التي تقودها السعودية حيث هي ماضية في طريقها إلى فرض الإخوان المسلمين على الساحة السياسية والدولية، وإلا أين نضع الحفاوة التي رافقت زيارة أردوغان إلى الرياض مدة ثلاثة ايام عكس الزيارة التي قام بها السيسي والتي لم تتجاوز ثلاث ساعات متضمنة زمن هبوط الطائرة وإقلاعها والترحيب بالوفد إلى أن يقتصر حديث الملك سلمان والسيسي بزمن قياسي (نصف ساعة فقط) لتنتهي الزيارة ... بغض النظر عن مضمون المشاورات التي تمت بين كل من أردوغان والملك سلمان والأخير مع السيسي، هناك تحركات مشبوهة تقوم بها السعودية باتجاه سورية ومصر من جهة واليمن وليبيا من جهة أخرى. بعد فشل مخططها في سورية من ناحية اسقاطها كدولة واحدة أولاً وكنظام من جهة ثانية بدأت من جديد قديم بالتهديد والوعيد بالمساهمة في تدريب ما تسمى المعارضة المعتدلة على حسب اقتباساتهم المعهودة عبر التاريخ . مصر سمعت التهديد والوعيد من الجانب السعودي خلال زيارة السيسي إلى الرياض إذا لم تحقق رغباته التي لم يفصح عنها حتى تاريخه: وإلا أين نضع إعلان مصر عن موعد المناورات العسكرية الروسية المصرية خلال العام الحالي علماً بأن هذا الموضوع سيغضب السعودية قبل أن يغضب معلمها (الأمريكي)؟؟؟ لم يقف الوضع عند هذا الحد وإنما سارعت روسيا لتعلن تحديد موعد مؤتمر المعارضة السورية الوطنية في روسيا أواخر شهر نيسان القادم أي بعد أن تجتمع في القاهرة ؟؟؟ مصر لم تنقل سفارتها من صنعاء إلى عدن كما أرادت السعودية، أين نضع هذا التصرف ؟؟ هل حذرت السعودية مصر من أن تشن حربا على الارهابيين في ليبيا ؟؟؟ كل هذه الترتيبات التي تسعى إليها السعودية لم تكن مطلوبة لولا الانجازات الأخيرة التي حققها الجيش العربي السوري في المنطقة الجنوبية والشرقية والشمالية والتي اقلقت الكيان الصهيوني إلى حد الارباك ليسارع بالتحرك على الجبهتين السياسية أمام الكونغرس بهدف التأثير على اوباما لتغيير وجهته من القبول بالحوار مع إيران إلى شن عدوان أمريكي إسرائيلي ضدها لأنها لم تستطع أن تتحمل الخسارة مرتين مرة في الميدان العسكري السوري كما تجري الأحداث اليوم، ومرة ترك إيران تمضي في ملفها النووي. أما الجبهة العسكرية فهي التي تتحرك إسرائيل باتجاهها بمساعدة السعودية وتركيا في تدريب ما تسمى المعارضة السورية المعتدلة . أمريكا وحليفتها إسرائيل لم يتركا ثغرة تستطيعان فيها أن تؤثر على الميدان السوري إلا وفجرتها من خلال اتهامات المنظمات الدولية (حقوق الإنسان إلى المحكمة الجنائية إضافة إلى المحكمة الدولية الخاصة برفيق الحريري). تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بانهم هم من يقومون بترتيب الأوضاع السياسية والعسكرية من جديد لكن الأحداث الجارية على الساحات السورية والعراقية واليمنية هي من سارعت إلى هذا الترتيب الجديد سياسياً و عسكرياً.
* إعلامية سورية