2024-03-29 11:00 ص

حلب: الريف الشمالي يستعر من جديد

2015-03-10
حلب/ على الرغم من سخونة الريف الشمالي في حلب، المشتعل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع إثر تقدم الجيش السوري وسيطرته على قرى عدة سعياً لإتمام الطوق العسكري الذي يحيط بالمدينة، وفك الحصار عن قريتي نبّل والزهراء المحاصرتين من قبل الفصائل المتشددة، إلا أن وتيرة المعارك ارتفعت بشكل كبير على جبهة جديدة، إثر تحرك لـ «جبهة النصرة» نحو بلدة حندرات، في محاولة للسيطرة على نقاط استراتيجية بهدف فصل قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، وتشتيتها في الريف المفتوح على تركيا، في محاولة لإفشال الطوق العسكري.
الجبهة الجديدة التي استعرت في بلدة حندرات، وعند تلة المضافة الاستراتيجية، بدأها مسلحو «جبهة النصرة» بتكتيكهم المعتاد، حيث فجر انتحاري آلية في محاولة لفتح ثغرة في تحصينات الجيش، تبعها هجوم عنيف مازال مستمراً، يؤازره ضغط إعلامي معتاد مع كل تحرك مسلح.
ووصل صدى المعارك إلى مدينة حلب نفسها، والتي شهدت بدورها تفجير نفق جديد في منطقة السويقة في المدينة القديمة، تبعه محاولة تقدم عبر محور السبع بحرات، انتهى بفشل الفصائل المسلحة. وقال مصدر عسكري، لـ «السفير»، إن تفجير النفق لم يؤثر على نقاط تمركز الجيش السوري، لكونه انفجر في منطقة يسيطر المسلحون عليها، وذلك نتيجة عملية دقيقة نفذها الجيش لاعتراض النفق نجحت بالحدّ من خطورته بعد اكتشافه.
وبالعودة إلى الاشتباكات في ريف حلب الشمالي، قال مصدر ميداني إن انتحارياً، يقود عربة «بي ام بي» مصفحة، اخترق بلدة حندرات وقام بتفجير العربة، تبعها سقوط عشرات القذائف على البلدة، كمقدمة لهجوم مسلح، الأمر الذي استدعى انسحاب عناصر الجيش والفصائل التي تؤازره من بعض النقاط في البلدة إلى نقاط خلفية محصنة، في وقت تسلل فيه مسلحون متشددون إلى تلة المضافة الاستراتيجية في محاولة للسيطرة عليها، قبل أن ينسحبوا بعد أقل من ساعتين إثر الرد العنيف من الجيش، الذي كثف قصفه المدفعي والغارات الجوية على نقاط تمركزهم.
وشدد المصدر الميداني، الذي وصف الهجوم بـ «الأعنف» على هذه النقاط، على الأهمية الاستراتيجية للتلة، التي يمكن لمن يسيطر عليها من رصد معظم المناطق المحيطة بها، كما تشكل نقطة إسناد وارتكاز مهمة على طول طريق إمداد الجيش السوري في الريف الشمالي الأبعد نحو الحدود التركية المفتوحة، وهو أمر «يعرفه المسؤولون عن العملية العسكرية للجيش في الريف الشمالي، لذلك جاء الرد عنيفاً وتم استرجاع التلة ومنع تمركز المسلحين بشكل سريع».
وشدد مصدر عسكري على أن «الأنباء التي يقوم العدو بنشرها عن سيطرته وتقدّمه في حندرات غير صحيحة، ولا تعدو كونها جزءاً من المعارك»، مؤكداً أن «الاشتباكات مازالت تدور بشكل عنيف في المنطقة، وأن قوات الجيش السوري تقوم بالتصدي لجميع محاولات تقدّم العدو».
وفي الحسكة شرق سوريا، عاد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» إلى محاولة فرض ثقله على الأرض، بعد خسارته أكثر من 33 قرية على امتداد نحو 40 كيلومتراً في الريف الشرقي للحسكة، إضافة لخسارته قريتي تل براك وتل حميس في الشمال الشرقي للحسكة.
وتمكّن «داعش»، الذي كثّف هجماته على قرى عدة في محيط بلدة تل تمر غرب الحسكة، من السيطرة على قرى تل نصري والعصفورية وتل مغاص والخريطة والركبة، ما أدى لقطع الطريق الواصل بين بلدة تل تمر ومدينة الحسكة، في وقت مازالت فيه الاشتباكات مستمرة بين وحدات الحماية الكردية وقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من جهة وعناصر التنظيم من جهة أخرى.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، غرب سوريا، تمكن الجيش السوري، والفصائل التي تؤازره، من تثبيت سيطرتهم على مواقع سيطر عليها الأسبوع الماضي، إثر تقدمه نحو بلدة دورين وتلتها الاستراتيجية، في حين كثف الطيران الحربي غاراته على بلدة سلمى المحاذية لدورين، إضافة إلى ارتفاع وتيرة القصف المدفعي لمراكز المسلحين في البلدة التي تعتبر مركز عمليات الفصائل المتشددة في ريف اللاذقية الشمالي. واعتبر مصدر ميداني ما يحصل «تمهيداً لتقدم متوقع للجيش نحو سلمى».
إلى ذلك، بدأ الجيش السوري هجوماً عنيفاً على مراكز لتنظيم «داعش» قرب حقل الشاعر في ريف حمص، وذلك ضمن عملية عسكرية تهدف لاستعادة السيطرة على البئر 105، وذلك بعد أن سيطر الجيش على منطقة جزل وبئر جزل والبئر 101، بالإضافة إلى الآبار التي استرجعها في تشرين الثاني الماضي.

عن "السفير" اللبنانية