2024-04-24 09:06 ص

برسم القيادة الفلسطينية: خطط المعسكرين الكبيرين في اسرائيل لحل الصراع مع الفلسطينيين

2015-03-18
القدس/المنـار/ تصدرت الشعارات الرافضة للحقوق الفلسطيينة والمتنكرة لها الحملات الانتخابية في اسرائيل، وتبارت الاحزاب فيما بينها في اطلاق التصريحات المعادية للفلسطينيين، وتأكدت أكثر حقيقة تلاقي الاحزاب الاسرائيلية على عداء الشعب الفلسطيني، وأظهر بوضوح أن هذه الأحزاب ترفض الانخراط في عملية سلام حقيقية مع الجانب الفلسطيني، وكل حزب كانت لديه خطته ومبادرته السياسية للتعاطي بموجبها مع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في حال الفوز في الانتخابات، وبشكل خاص لدى المعسكرين الكبيرين المتنافسين المعسكر الصهيوني ومعسكر اليمين.
الآن، وقد أظهرت نتائج الانتخابات فوز معسكر اليمين بزعامة نتنياهو، فان منعطفا جديدا، قد حدث، يمكن تسليط الاضواء عليه من خلال الكشف عن البرامج التي كانت معدة، تحديدا لدى المعسكرين الكبيرين.
المعسكران الكبيران كلاهما ينتقصان من الحقوق الفلسطينية، وكل منهما بطريقته وأساليبه الخاصة ، لكن، الهدف النهائي واحد للمعسكرين.
وبالنسبة للمعسكر الصهيوني، فهو خاض الانتخابات في أجواء شبيهة بتلك التي سادت عشية انعقاد مؤتمر مدريد، الذي أفضى الى اتفاق اوسلو، والمعسكر الصهيوني بزعامة هرتسوغ وليفني، وضع نصب عينيه منذ أعلن ترشحه أن بستغل الأجواء الحالية، أجواء التطورات الرهيبة في الساحة العربية، لتحقيق أوسلو جديد في حال فوزه، بمعنى أوضح، عندما فاز اسحق رابين في أجواء حرب العراق والانقسام العربي وبعد مدريد، اتفق على خطوات انجبت وأفضت في نهايتها باتفاق اوسلو، واستمرت المفاوضات أكثر من عقدين من الزمن دون نتيجة، وهرتسوغ ومعه ليفني اعدا خطة تحت اسم "اوسلو جديد" لتمريره بدعم أمريكي عربي أوروبي في حال حالف الحظ المعسكر الصهيوني، وهي خطيرة جدا، ستبقي عجلة المفاوضات مستمرة دون نتائج عملية على الأرض.
دوائر سياسية، تقول لـ (المنــار) لو نجح المعسكر الصهيوني في تشكيل الحكومة في اسرائيل، فانه سيسقط كل الجهد الفلسطيني الدولي، ولن يستمع الاوروبيون للشكوى الفلسطينية، لأنهم يرون في قيادات هذا المعسكر "محبة" للسلام و "عاشقة" له، وحملة "ثقافة السلام" الذي يندرج في اطارها وتحت لوائها شمعون بيرس، وهي قيادات تحظى بالدعم المالي والمعنوي من أصحاب رأس المال والمنظمات والمؤسسات المنادية بحقوق الانسان والديمقراطية، التي تستخدم المشاريع في تحقيق الأهداف والمآرب.
من هنا، تضيف الدوائر ان عاموس يدلين الذي رشحه المعسكر الصهيوني لتولي حقيبة الدفاع، والباحث في مراكز البحث، لديه أفكار جاهزة تحظى بدعم سعودي أمريكي، كان المعسكر المذكور ينوي طرحها في حال فاز في الانتخابات ونجح في تشكيل الائتلاف الوزاري.
لكن، نجاح وفوز معسكر اليمين بزعامة نتنياهو، ولديه من الفرص الكثير لتشكيل الحكومة، يعيق ويجهض خطة المعسكر الصهيوني، كان ـ في حال فوزه ـ سيطرح مبادرته المدعومة أمريكيا وعربيا وأوروبيا ويطلب من الرئيس محمود عباس الموافقة عليها كما هي، وفي حال رفضه لها وهذا وارد جدا، فان المعسكر المذكور سيملأ الأرض صراخا باتهام الرئيس عباس، وتغنيا بـ "سمفونية" أن ليس هناك شريك في الجانب الفلسطيني، وبالتالي، وباتفاق مع الاطراف الداعمة سيلجأ المعسكر الصهيوني الى احداث فوضى في الساحة الفلسطينية، من خلالها يبحث عن قيادة جديدة لتنصيبها، وهي في كل الأحوال موجودة وجاهزة، ولها ارتباطاتها بالمعسكرين المتنافسين في اسرائيل.
فوز معسكر اليمين بزعامة نتنياهو، واذا ما نجح في تشكيل الحكومة ، فان هو الآخر له برنامجه وخطته، وبعد تقييمه لما حدث، وتعرض له في الانتخابات فانه، سيؤكد تصميمه على تنفيذ خطت فيما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، ولن تردعه جهة في توجيهه هذا، لا واشنطن ولا غيرها، بل على العكس هناك قوى في الساحة العربية، تقف مع سياسته بقوة، بفعل التنسيق والتحالف معها اتجاه أزمات وملفات المنطقة.
نتنياهو سيبدأ تكثيف دعواته بالبحث عن شريك فلسطيين، اذا لم يقبل الرئيس محمود عباس بأن يكون شريكه فيما يطرحه، من مبادرات وبرامج، وتحديدا خطته أو رؤيته للسلام الاقتصادي، وبالنسبة لأمريكا فهي سوف تتساوق مع ما يطرحه نتنياهو، ولن تقف في طريقه، فما تبقى للرئيس باراك اوباما من مدة لانهاء ولايته الثانية، ليست كافية للضغط على اسرائيل، في وقت اقتربت فيه التحضيرات للانتخابات الرئاسية، والتنافس بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، فأوباما لن يكون قادرا على عمل شيء في الفترة المتبقية له، وهناك ضمانات من جانب شريحة عريضة في الكونجرس بأن تحمي خطوات نتنياهو أيا كانت.
الدوائر تؤكد أن نتنياهو يدرك بأن الرئيس الفلسطيني لن يقبل بما يطرحه نتنياهو، وبالتالي، سيلجأ في حال نجح في تشكيل الحكومة، الى تنفيذ خطوات من جانب واحد تعزز الأمن الاسرائيلي في مقدمتها الانسحاب من أراض من الضفة الغربية، دون التشاور مع الجانب الفلسطيني.
هذا الوضع في الساحة الاسرائيلية ، وما أفرزته الانتخابات الاسرائيلية من معادلات جديدة، يفرض على الجانب الفلسطيني الاستعداد جيدا وبعد دراسة عميقة، في كيفية مواجهة مخططات نتنياهو، وقبل كل شيء الوقوف جيدا على حقيقة ما يجري في الساحة الفلسطينية.