2024-03-28 01:17 م

قلق على مصير المحبوسين في سجن «جو» البحريني

2015-03-21
المنامة/ في العامَين السابقَين، كان يدخر مكالمته الأسبوعية ويرتب مع زملائه زنزانته ليتصل بها في ذكرى مولدها، ليسمعها بعض كلمات الحب ويعطيها القليل من الأمل الذي لا يملكه.
وبرغم الزجاج الحاجز الذي كان يفصلهما لأكثر من عام، ومن ثم الزنازين التي جعلت أحلى سنوات حبهما تمضي دون أن يكونا معاً، إلا أنه اختفى هذا العام ولم تسمع هي صوته ولا تعلم أين هو.
جنان حميدان (23 عاما) احتفلت بعيدها منذ أيام من دون أن تعلم مكان زوجها المصور أحمد حميدان وما هو مصيره وكيف هي حاله.
المصور حميدان الحائز على عشرات الجوائز العالمية، حُكم في آذار العام 2014 بالسجن عشر سنوات بتهمة الهجوم على مركز شرطة، بعد اعتقاله في نهاية العام 2012، وهو أحد المحبوسين في سجن «جو» المركزي، في جنوب البحرين، حيث اندلعت أعمال شغب واشتباكات منذ أكثر من أسبوع واكتفت وزارة الداخلية بالإعلان عن السيطرة على أعمال شغب وتخريب أحدثها عدد من نزلاء السجن وأهاليهم في مبنى الزيارة.
ومنذ ذلك التاريخ والأخبار شبه معدومة من داخل السجن، إلا تلك التي تتسرب والكثير من الشائعات عن تعرض العشرات للتعذيب والضرب والنوم في العراء. فقد أخبرت إدارة السجن الأهالي الذين استفسروا أو ذهبوا إلى المبنى بغرض زيارة أبنائهم، بأنهم ممنوعون من الزيارات.
جنان ليست الوحيدة التي تعيش قلقاً وخوفاً شديدين على زوجها منذ أكثر من أسبوع، بل عشرات الأهالي الذين تدفقوا إلى مبنى السجن وإلى الأمانة العامة للتظلمات والمؤسسة الوطنية لحقوق الانسان لتسجيل قلقهم على أبنائهم، والذين تبلغ أعمار بعضهم 12 عاماً.
زينب السني، والدة أحد السجناء، تقول لـ «السفير»: «انقطعت أخبار ابني حسام الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، والمحكوم بالسجن عشر سنوات، منذ أكثر من أسبوع، وبلغنا الكثير من الأخبار عن تعرض السجناء للضرب والتعذيب والمنع من استخدام دورة المياه بالإضافة إلى المنع من النوم، وهي أخبار مخيفة ومقلقة جداً، وبرغم أننا تواصلنا مع إدارة السجن ومع منظمة الصليب الأحمر إلا أننا لم نتلق أي اتصال من ابني حتى الآن».
أما والدة المعتقل جاسم النعيمي فتقول، في حديث إلى «السفير» إن «كل الصور والأخبار التي ترد من داخل السجن تنقلني إلى عالم آخر من الحزن والكآبة والبؤس، فأنا لا أعلم شيئاً عن ابني المحكوم بالسجن خمس سنوات منذ بدأت الأحداث في السجن، فلا مكالمات ولا زيارات، ولا مسؤولين يطمئنوننا على أبنائنا وعلى ما يحدث في الداخل، ولتعرض ابني في وقت سابق للتعذيب عندما تم اعتقاله، فإنني أخاف من معاودة تكرار هذه التجربة الصعبة المريرة».
وفي حديث إلى «السفير»، علق رئيس «مركز البحرين لحقوق الانسان» نبيل رجب على ما يحدث في سجن «جو»، قائلاً إن «جريمة كبرى وقعت في هذا السجن»، مضيفاً أن «هناك استهدافاً للآلاف من النزلاء العزل إلى الحد الذي يرقى ليكون جريمة ضد الإنسانية للعدد الكبير من الضحايا الذين هم بالمئات من السجناء السياسيين الذين تحولت غالبيتهم إلى مصابين وجرحى».
ووجه رجب الاتهام مجدداً للدرك الأردني قائلاً إنه «من المفجع الجديد هو دخول الدرك الأردني على خط الانتهاكات في البحرين، بحسب ما وردنا من داخل السجن بمشاركتهم في ما يحدث». وأشار إلى أن المركز يعمل مع سائر المنظمات الدولية وآليات الأمم المتحدة لوقف هذه الجريمة.
ولا تزال الأنباء الواردة غير دقيقة ولم يتم تأكيدها من قبل المسؤولين. فقد تم تسريب صور عشرات المصابين إثر استخدام الشرطة الغازات المسيلة للدموع داخل الزنازين والقنابل الصوتية بالإضافة إلى الضرب بالهراوات وبالأيدي والأرجل، فيما لم يتم الكشف عن أي من ذلك أو نفيه من قبل وزارة الداخلية المعنية.

عن "السفير" اللبنانية