2024-04-24 11:22 ص

أبناء آوى والخطر الحوثي

2015-03-26
بقلم: علي مخلوف
لولا لعنة النفط لما تحول أبناء آوى في الصحراء إلى أمراء ومشائخ، ولما تحولت سفينة صحرائهم إلى كابريس أمريكي أصبح رمزاً فيما بعد لتراث الحجاز!
 استجلب نفط الجزيرة العربية قراصنة أعالي ما وراء البحار، فُضمت الحجاز إلى ولايات العم سام، وبات المساس بها مساساً بالأمن الأمريكي ذاته، كما هو الحال بالنسبة للكيان الإسرائيلي.
كل كابوس يجثم على صدر النظام السعودي، هو مشكلة على الأم الأمريكية حلها لآل سعود، ومن أكثر من المشكلة الحوثية خطراً لتكون على رأس اهتمامات واشنطن الآن، بالإضافة للملفين السوري والإيراني.
 ضمن هذا السياق بدأ مجلس الأمن جلسة طارئة من المنتظر أن تدين سيطرة جماعة الحوثيين على كثير من أجزاء اليمن ومؤسساته ، فضلاً عن دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وراء كل هذا الاستنفار الأممي، استنجاد سعودي من أجل الخلاص من الموت القادم من الجنوب عبر الحوثيين، الأخيرون أصبحوا في مقدمة أعداء نظام الرياض، واستمرار تقدمهم في اليمن سيعني فتح سيناريوهات مستقبلية ستهدد عرش آل سعود.
الزعيم عبد الملك الحوثي اعتبر أن بعض الأنظمة الإقليمية وبمساعدة واشنطن، تريد نقل السيناريو الليبي إلى اليمن، ما يعني بأن لدى الحوثيين معطيات بأن هناك تمهيد أممي لضربة عسكرية لحلف الناتو على غرار ما جرى في ليبيا، إذ لم يبق حل للنظام السعودي سوى ذلك وإلا فإن المد الحوثي سيكون على بعد أمتار من مناطق نفوذ بني سعود.
إن تم تطبيق السيناريو الليبي في اليمن، فإن حرباً جديدة ستنشب في المنطقة، وستتعقد الملفات وتتشابك، على الرغم من أن الأمريكيين سيحاولون تحييد الملف النووي الإيراني عمّا سيجري في اليمن، إلا أن المنطق يقول بأنه سيتأثر بشكل كبير، خصوصاً أن الدعم الإيراني للثورة الحوثية لم يعد خافياً.
كيف ستكون ردة فعل الإيراني؟ وهل سيرد الحوثيون على أية ضربة عسكرية بمهاجمة الحدود السعودية؟ هل سيتم نشر الجيش الأمريكي على الحدود بين الحجاز واليمن؟ أم لا تزال هناك إمكانية لحل سياسي معقول للتوافق مع الحوثيين؟
 كل تلك أسئلة بمثابة سيناريوهات أحدها قابل للتحقق في الأيام القادمة، وحتى ذلك الوقت سيظل عواء آبناء آوى في صحراء العرب مدوياً خوفاً من الحوثيين.
عن "عربي برس"

الملفات