2024-03-29 06:42 م

أبعاد وتداعيات العدوان البربري على الشعب اليمني والارتدادات المتوقعة

2015-03-27
القدس/المنــار/ ما تشهده اليمن هو عدوان بربري بكل المقاييس، تشارك في دول من المنطقة ومن الساحة الدولية، والهدف هو ضرب تطلعات الشعب اليمني ورغباته، والابقاء على اليمن تحت الوصاية، ومرتعا للعائلة الحاكمة السعودية، ومنعه من التطور والازدهار أو المحافظة على سيادته واستقلالية قراره.
يتعرض اليمن لعدوان همجي تقوده السعودية، لاجهاض ثورته الشعبية التي واصلت انتصاراتها في الأسابيع الأخيرة، وطهرت ساحة اليمن من الأدوات العاملة في خدمة النظام السعودي الذي يقوم بوظائف وأدوار خدماتية لاسرائيل والولايات المتحدة.
هذا العدوان الظالم له أهدافه، وله تداعياته، ووفق دوائر واسعة الاطلاع، فان الثورة اليمنية، أسقطت ما ترتب على مؤامرة الربيع العربي التي قادتها الولايات المتحدة ومولتها دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، وهذا يعني أن النظام السعودي بات يخشى على بقائه، وهو النظام التخريبي القمعي المتآمر على استقرار الساحات العربية، وبالتالي تحرك هذا النظام في كل الاتجاهات تحريضا واستعداء على ثورة اليمن الى درجة تشكيل تحالف بترتيب مع الولايات المتحدة، قام بشن غارات همجية على أهداف في صنعاء وغيرها، بل أبعد، من ذلك، قادت الرياض أنظمة عربية، الى شرم الشيخ، واتخاذ قرار بغزو اليمن، وهذه سابقة خطيرة، تشبه الى حد ما قرار "الجامعة العربية" التي تحولت الى دائرة خليجية بشن عدوان على اليمن، وترى هذه الدوائر أن المشاركين في العدوان، يؤدون نفس الدور الذي تقوم به عصابة داعش الارهابية التي صنعتها الولايات المتحدة والأموال الخليجية.
والعدوان الارهابي على اليمن، هو في الحقيقة حلقة من حلقات مخطط تدمير الأمة العربية، واغراقها في حروب أهلية، بأيدي عربية، تنفيذ لخطط أمريكية صهيونية، وما تخشاه هذه الدوائر بل لا تستبعد حدوثه، هو أن يقوم التشكيل الانظماتي العربي، بالانتقال مستقبلا لضرب ساحات عربية أخرى، ترفض التوجهات الأمريكية والاسرائيلية، وهذا التشكيل لم نراه يتحرك لحماية الدولة السورية والدولة العراقية، بل عمد الى تشكيل العصابات الارهابية التي مارست وما تزال أعمال القتل والاجرام في ساحتي هذين البلدين.
ما نراه اليوم هو اصطفاف جديد، لما يسمى بقوة الاعتدال العربي، أي تلك الأنظمة التي تتلقى التعليمات من واشنطن، وتعمل لخدمتها، ولكن، ما هي امكانية نجاح هذه القوى في انجاز مخططاتها التخريبية؟!
دوائر سياسية واسعة الاطلاع، أفادت لـ (المنــار) بأن منفذي العدوان يحاولون الهروب من خلال ضرب ثورة الشعب اليمني، من حالة الخوف والرعب التي يعيشونها، وخشيتهم من السقوط على ايدي ثورات حقيقية، فهم يرون في انتصار ثورة اليمن، عامل تحفيز وتشجيع لشعوب أخرى في المنطقة اكتوت بظلم وقهر وسياسات أنظمتها التي تراهن على تل أبيب وواشنطن، فلم تعد العصابات الارهابية التي تمولها قوى الاعتدال قادرة على حماية أنظمة الردة، والخوارج وساحاتها باتت في دائرة التهديد والخطر، من هنا، جاء هذا العدوان البربري على شعب اليمن الذي يرفض وصاية آل سعود، وانتهاكات واشنطن لأراضيه.
كذلك، فان الاصطفاف الجديد لقوى العدوان على اليمن، وباسناد أمريكي تركي، قد وضع نفسه، علانية في خدمة أمريكا ، دون أن تنزلق واشنطن في حروب المنطقة ما دامت أنظمة الردة تؤدي الدور والمهمة الموكلة اليها.
وتقول الدوائر ذاتها بأن العدوان على اليمن الذي تقوده عائلة سعود والأعراب وما يسمى بقوى الاعتدال، يستهدف أيضا، جر ايران لحرب في المنطقة اشغالا لها، واضعافا أمام طاولة التفاوض مع الغرب حول البرنامج النووي ما تهدف اليه اسرائيل ايضا ، القلقة من ابرام الاتفاق النووي.
ويفيد خبراء في شؤون المنطقة أن العدوان البربري على اليمن فتح الابواب واسعة، أمام حرائق من المتوقع اشتعالها هنا وهناك، حيث ساحات الدول المشاركة ليست قوية، وانما هي رخوة، ولديها قابلية الفوضى وجاذبة للارتدادات المرتبة على التطورات المتلاحقة في المنطقة، ولا يستبعد الخبراء تصعيد في البحرين، وحرائق في ساحات دول الخليج، فساحات المنطقة مليئة بالخلايا النائمة، خاصة وان العدوان على اليمن، يشكل بداية الصدام بين معسكرين في المنطقة، معسكر ينفذ دورا وسياسات أمريكية تصب في مصلحة اسرائيل، وباستخدام العصابات الارهابية، والاصطفافات العدوانية، كما هو حاصل اليوم، ومعسكر آخر، يقف في وجه المخططات الأمريكية والاسرائيلية وتمثله ايران وسوريا وحزب الله.
أما بالنسبة للسعودية ، فان الرياض تخشى انهيار استقرارها، وعوامل ذلك متوفرة، كما أن اليمنيين لن يسكتوا طويلا عن أراضيهم التي تحتلها السعودية، في حال نجحت ثورتهم، ونجاح الثورة اليمنية، يعني انتقال شرارتها الى ساحات دول الخليج قاطبة ومنها الساحة السعودية، وتستبعد دوائر عديدة أن يساعد العدوان السعودي على اليمن في تثبيت حكم الملك السعودي الجديد، الذي تعارضه اجنحة عديدة داخل العائلة الحاكمة، هذه الدوائر ترى أيضا ان عائلة آل سعود قد تورطت بعدوانها على اليمن، فهناك ملايين اليمنيين في الأراضي السعودية، واليمن ذات حدود متلاصقة مع مملكة آل سعود، وليس صعبا أن تتعرض الساحة السعودية الى عمليات مسلحة، من جانب خلايا ومجموعات شكلت لضرب استقرار السعودية.
ومهما تكن الأسباب والأهداف فان العدوان الهمجي على اليمن وشعبها، فتح الابواب كلها على المجهول، وهناك من يقول أن الصلف السعودي وتعنت حكام الرياض، قد يكون المدخل لسقوط هذه العائلة "الخدماتية" ، وفقدانها لحكم مملكة سميت بأسمها، واستبدلت نجد والحجاز باسم مملكة آل سعود.