2024-03-29 05:02 ص

قمة على أطلال غزة ومسافة السكة من اليمن

2015-03-28
بقلم: الدكتور أنور العقرباوي
على مسافة السكة من اليمن الحزين، وعلى أعتاب غزة المحاصرة، سيطير ملوك وأمراء الطوائف، عابرين أجواء فلسطين المحتلة واليمن التعيس، ليهبطوا في شرم الشيخ! وسوف يتصدر جدول أعمالهم ما أسماه أمين عام جامعتهم، تشكيل قوة عربية مشتركة "لمواجهة تهديدات أمنية قد تتعرض لها الدول العربية!" كان أول لقاء يعقد لهم، ذلك اللذي دعا إليه الزعيم الخالد، جمال عبد الناصر، من أجل جمع الصف وتوحيد الكلمة، في مواجهة العدو المشترك لقضيتنا المركزية، والتصدي لأطماعه في مياه العرب. وما بين الماضي والحاضر، يبدو أن عمى الألوان قد أخذ منا نصيبه، سواء عن سبق تعمد منا أو سوء تقدير له، حيث اختلط علينا تمييز العدو من الشقيق أو الحليف، حتى لانسهب أكثر ونقول بين أماننا وأمانينا! قد تتعد الإجتهادات والآراء وحتى الولاءات، لكن الشيء اللذي لا يمكننا أن نختلف عليه أننا أمة، قد فقدت إتجاه بوصلتها، حين غدا الهوان والإذعان سيد حالها، وعندما احتكر قرار مستقبلها ومصيرها، من لا يعنيهم من المسؤولية، سوى الحفاظ والبقاء على سدة قصورهم وعروشهم! نقول لو دامت لشاه إيران حليف الكيان الصهيوني يومها، لما غدت إيران إلى ما هي عليه من قوة إقليمية، مدعومة بالإرادة المستقلة، ولو دامت لفيصل الأول اللذي أقر بوعد بلفور، لما كانت سورية قلعة للصمود والتحدي في يومنا هذا، على الرغم من كل المحن والمؤامرات! وإذا بقي لنا شيئا نضيفه، فإنك أنت أيها اليمن السعيد يوما، وأنت أيتها الأسيرة فلسطين نقول: مهلا وصبرا، فإن دوام الحال من المحال! 

الملفات