2024-04-23 01:12 م

العدوان على اليمن حرب بالوكالة

2015-03-29
بقلم : خالد خليل
لا تخفي السعودية التنسيق مع حلفائها بشان العدوان على اليمن،فيما اعلن أوباما وكيري انهما كانا على علم بالعملية قبل وقوعها على اعتبار ان القرار كان سعوديا او عربيا إسلاميا سنيا. او هكذا تم تسويقه. لكن مفهوم ضمنا ان الحكام العرب والمسلمين السنة الموالين لأمريكا  لا يتمتعون بقرار مستقل ولا تعتمد امريكا عليهم بالتخطيط لعملية عدوانية كبرى من هذا النوع هدفها فرض حقائق جيوسياسية جديدة في الصراع الاقليمي في الشرق الاوسط.  من الواضح ان هذا المخطط امريكي بامتياز بدءا من الرؤية وانتهاءا بالتفاصيل العسكرية واللوجستية ، لا نقول ذلك من باب التحليل السياسي المنطقي فقط والذي يتبناه كل اصحاب المنطق السليم غير المرتبطين مصلحيا بأمراء الخليج او المضللين ممن تم مسح أدمغتهم بالصراع المذهبي والخطر الايراني من كثرة ما قرأو وسمعوا من أولئك المنتفعين المتربعين على عروش وسائل الاعلام المترفة بالمال الخليجي، وانما نقول ذلك أيضاً بناءا على رصد ومتابعة الحركة الامريكية في المنطقة وخاصة المستوى العسكري المسؤول عن الإخراج  والتخطيط للعدوان وتنفيذه بالأدوات العربية والإسلامية والأمريكية معا.  هذا الرصد للحركة منذ تفاقم الخلافات اليمنية مع بداية العام الحالي يعتمد فقط على اخبار صغيرة تكاد تكون غير ظاهرة ولا تحتوي على تصريحات للمسؤولين او تفاصيل.  بطل القصة الرئيسي الجنرال لويد أوستين  قائد القيادة الوسطى الامريكية في الشرق الاوسط الذي اعلن امام الكونغرس الامريكي مباشرة بعد ساعات من بدء العدوان على اليمن أن ضمان التدفق الحر للتجارة عبر مضيقي باب المندب وهرمز، رغم القتال وعدم الاستقرار في اليمن، يعد من المصالح الأساسية لواشنطن. وقال الجنرال أوستن في جلسة لمجلس الشيوخ: سنعمل بالتنسيق مع الشركاء في مجلس التعاون الخليجي لضمان بقاء المضيقين مفتوحين . وواضح ان هذا الهدف هو واحد من الاهداف الرئيسية للعدوان خاصة وان اليمن بحراكه الثوري المسيطر على الجزء الاكبر من الاراضي اليمنية بمشاركة الجيش لم يعد مواليا لأمريكا ولامراء ال سعود. اما الأبطال الثانويون للقصة هم المسؤولون والقيادات العسكرية في الدول المشاركة للعدوان والذين كان هدف لويد اوستن التنسيق معهم ليكونوا وفقا لأوامره جزءا من هذا العدوان من خلال مشاركة فعلية لهم حتى وان كانت رمزية او دعم العدوان إعلاميا ومعنويا. وبهذا تكون الولايات المتحدة قد نجحت بتجميع ما يسمى المحور السني في مواجهة المحور الشيعي الايراني ، وهو هدف اساسي من اهداف استراتيجية تاجيج الصراعات المذهبية في اطار استراتيجية الفوضى الخلاقة الامريكية في الشرق الاوسط التي تهدف على المدى البعيد الى نهب وتقسيم وتدمير الدول العربية التي لا تسير في الفلك الامريكي.       الجنرال الامريكي زار خلال الفترة المذكورة كل الدول المشاركة بالعدوان : في الرابع والعشرين من يناير زار الصديقة قطر والتقى مع المسؤلين العسكريين. في التاسع عشر من فبراير التقى وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن عبدالعزيز , وبحثا خلال لقائهما العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الدفاعي بالإضافة إلى استعراض الأمور ذات الاهتمام المشترك. وكان قائد الفريق الأمريكي الذي يزور السعودية قد التقى في وقت سابق من نفس اليوم  ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ,وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز, لتقوية العلاقات لتبادل الخبرات بالمجال الدفاعي بين البلدين .   وفي 23 فبراير زار الكويت والتقى المسؤولين العسكريين.  في25فبراير 2015 زار الأردن وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الملك عبد الله والجنرال اوستن بحثا في قصر الحسينية بعمان اليوم الجهود المبذولة لمحارة الارهاب والتنظيمات الارهابية واضاف البيان ان الملك واوستن استعرضا خلال اللقاء علاقات التعاون بين البلدين خصوصا في المجالات العسكرية. وفي11 مارس التقى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصري الفريق محمود حجازي بقائد القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية الفريق جون هيسترمان والوفد المرافق له الذي يزور مصر حالياً ، وذلك بحضور عدد من كبار قادة القوات المسلحة. تناول اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء مجالات التعاون العسكري وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة في القضاء على الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة. وفي 11 مارس أيضاً قام قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال لويد اوستن بزيارة الى تركيا لمناقشة عملية تحرير مدينة الموصل. بحسب ادعاء الاعلام التركي. في 16 مارس زار اوستن باكستان والتقى مسؤولين عسكريين لمناقشة العمل والأهداف المشتركة في الشرق الاوسط.   هكذا اكتملت الحلقة وكان العدوان على اليمن بطائرات أمريكية وحاملات طائرات وبوارج حربية أمريكية قبالة الشواطئ اليمنية للسيطرة على المضيقين الاستراتيجيين باب المندب وهرمز. النظام السعودي هو الأداة مع حلفائه المشاركين في العدوان لتنفيذ جرائم القتل والتدمير للدولة والمدنيين الأبرياء في اليمن. وهو الأداة للصراع المذهبي. انها حرب بالوكالة.     

الملفات