2024-03-29 05:34 م

الجيش المصري خارج حدود الدولة!

2015-04-01
بقلم: السيد شبل
لم يتوقف الجيش المصري عبر تاريخه الممتد لآلاف السنين عن لعب أدوار خارج الحدود الجغرافية والسياسية لمصر بوضعها الحالي، ما اختلف فقط هو حجم المشاركة، وطبيعة الدور، والبوصلة التي يُحدد بناءًا عليها الأهداف وبالتالي النتائج. في السنوات الأخيرة صوّر الإعلام أن تمدد الجيش في عمليات نوعية اقتصر على عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وهو كلام تغيب عنه الدقة إلى حد بعيد. فالحقيقة أن أغلب حكام مصر في العصر الحديث بداية من محمد علي وحتى يومنا هذا، لم يترددوا في إرسال قوات عسكرية (وإن اختلف حجمها) للعب أدوار في المحيط الأقليمي وأحيانًا خارج هذا المحيط حيث العالم بأسره، لكن ما اختلف هو طبيعة هذه الأدوار، فما ميّز عصر عبدالناصر، عن سواه، أن عمليات الجيش كانت محسوبة في عمومها لتصب في صالح حركات التحرر الوطني في الأقطار العربية مثل اليمن والجزائر، والبلدان الأفريقية مثل الكونغو ونيجريا. في الفقرات التالية سنتناول العمليات التي نفذتها قوات تابعة للجيش خارج الحدود في فترات حكم خمسة، تخلت في عهودهم مصر عن قدر متراوح من استقلالها وسيادتها على قرارها، وهم على الترتيب من الأحدث نحو الأقدم (حسني مبارك، أنور السادات، الخديوي توفيق، محمد سعيد باشا، عباس باشا الأول).. - حسني مبارك .. والمشاركة في تحالف تدمير العراق: شارك حسني مبارك بنحو 34 ألف جندي في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق في يناير 1991، عقب انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لانسحاب العراق من الكويت. ونتج عن هذه الحرب مقتل ما بين 80 ألف إلى مئة ألف عراقي، وتدمير البنية التحتية العراقية نتيجة القصف الأمريكي المركز على العراق شمالًا وجنوبًا لأكثر من شهر. تعتبر مصر من حيث عدد الجنود المشاركين ثاني دولة عربية بعد السعودية التي شاركت بما بين 55 ألف إلى 100 ألف ضمن ما كان يعرف وقتها بعمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء، كما تعتبر مصر رابع دولة بشكل عام. ويقدر عدد جنود قوات التحالف قرابة المليون، ونسبة الجنود الأمريكين بينهم 75 بالمئة. يذكر أن حسني مبارك كان من أكثر القادة العرب حماسةً للمشاركة في التحالف الدولي، وقد جرى ما يشبه الانشقاق حول قرار المشاركة العربية حيث رفضت كل من اليمن والأردن، وتحفظت الجزائر وتونس وليبيا والسودان وفلسطين، بينما أيدت مصر وسوريا والمغرب ودول الخليج بقيادة السعودية. نتج عن هذه المشاركة خسائر في الأرواح وإصابات تم تقديرها بالعشرات بين صفوف المصريين المشاركين. وترتب على هذه الحرب التي أطلق عليها إعلاميًا: حرب الخليج الثانية، نتائج سلبية على الصعيد العربي.. أبرزها تدمير الجيش العراقي، والبنية التحتية للبلاد من مصافي النفط ومولدات الطاقة الكهربائية ومحطات تصفية المياه، كما تم فرض عزله شديدة على العراق إثر قرار هيئة الأمم المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية خانقة حتى الغزو الأمريكي 2003؛ بالإضافة إلى الكارثة الكبرى التي مثلها تواجد دائم لقوات أجنبية في جميع دول الخليج العربي (الكويت والسعودية وقطر والبحرين والإمارات). - أنور السادات.. ومغامرات عسكرية في خدمة الاستعمار الغربي: في عام