2024-03-29 01:40 ص

عرسال تنذر «داعش».. والجيش السوري يكشف جردها

2015-04-04
سعدي علوة
غداة حوار عين التينة الذي انتهى إلى تأكيد التمسك بالحوار، وبرغم عطلة الفصح المجيد، فإن الأحداث التي تدور في المسافة الفاصلة ما بين عرسال وجرودها في سلسلة جبال لبنان الشرقية، وبين مدينة الزبداني وسلسلتها الغربية في الريف الدمشقي، ظلت محور متابعة من المعنيين.
وفيما بقي مصير ابن بلدة حوش الرافقة حسين سيف الدين الذي خُطف من عرسال بداية الأسبوع الحالي، معلقاً بين تصعيد تنظيم «داعش» الذي يمسك بملفه وإصرار أهالي عرسال على إطلاق سراحه مقابل حصرية الإفراج عن السوريين المخطوفين في البلدة، هدأت الجبهة المشتعلة في منطقة الزبداني نسبياً «بعد تحقيق الهدف من العمليات التي بوشرت قبل نحو أسبوعين» على حد تعبير مصادر أمنية معنية بما يجري هناك.
ورست مواجهات الزبداني أمس، على سيطرة الجيش السوري و«حزب الله» على السلسلة الغربية للزبداني، ما حقق ثلاثة أهداف أساسية: تأمين الطريق الدولية بين الشام وبيروت نهائياً، منع تسلل المسلحين نحو لبنان عبر الحدود مع عنجر، بالإضافة إلى إطباق السيطرة على التلال المشرفة على مدينة الزبداني ووضعها بين «فكي كماشة» عسكرياً، وشل حركة المسلحين فيها شلاً كبيراً.
كما تمكن الجيش السوري من السيطرة على «تلة الرادار» في نهاية السلسلة الشرقية على الحدود بين لبنان وسوريا (فيها محطة بث التلفزيون السوري) بعد توجيه ضربة لـ «جبهة النصرة» التي سقط لها عدد من المقاتلين وبينهم قائد المنطقة.
وعلى خط جبهة القلمون، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه أيضاً على تلال «الحمراء» و «شعبة الخشعة» في جرد فليطا. وتفصل هذه التلال جرود عرسال عن جرود فليطا. وجاءت السيطرة على التلال بعد عملية مفاجئة تخللتها اشتباكات مع «جبهة النصرة»، فيما تمت السيطرة بالنار على تلة «حنكل»، ما أدى إلى انسحاب «النصرة» منها.
وتساعد السيطرة على هذه التلال «في تعزيز مهمة حماية فليطا من جهة، وكشف تحركات المسلحين في جزء كبير من جرود عرسال من جهة ثانية» على حد تعبير المصادر الأمنية المتابعة.
التفاوض بشأن سيف الدين
وعلى خط المفاوضات بشأن إطلاق سراح حسين سيف الدين، أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ «السفير» أن تنظيم «داعش» أبلغه أنه لا يريد التفاوض معه، وأنه «يريد 150 ألف دولار وثلاث شاحنات محملة بالمؤن، مقابل الإفراج عن سيف الدين». وقال إن أهالي عرسال مصرون على عدم دفع أي شيء مقابل الإفراج عن سيف الدين «فنحن لن نقبل بكسر شوكتنا من أي كان بعد اليوم»، على حد تعبير الحجيري.
في المقابل، علمت «السفير» أن «داعش» أرسل وراء أحد مخاتير عرسال (س.ك) إلى الجرود للتفاوض بشأن سيف الدين، وقد عاد المختار المذكور بانطباع إيجابي يفيد بنية «داعش» الإفراج عنه في الساعات المقبلة. وأفاد مصدر مطلع أن «داعش» استفسر من المختار عن موقف البلدة والوضع فيها بدقة.
في هذا الوقت، أمهل أهالي عرسال خاطفي سيف الدين ساعات للإفراج عنه، فيما يحاول العقلاء في البلدة تجنب حصول أي مواجهة ما بين أهالي البلدة والمسلحين «بما لا يمكن التنبؤ بنتائجه».
وأفاد أحد فعاليات عرسال «السفير» أن أهالي بلدة قارة السورية ألقوا القبض على أسامة وردة، ابن بلدتهم، وأحد خاطفي سيف الدين، وأن الأخير قال لهم إن الأمر «أسقط من يده، وأن قرار سيف الدين صار بيد داعش».
ولاحظ متابعون أن هناك تنافسا بين «النصرة» و «داعش» على استمالة أهالي عرسال، وأن تسليم «النصرة» جثمان الشهيد علي البزال يندرج في هذا الإطار ولا يمت بصلة للمفاوضات المستمرة في ملف العسكريين.

تفاصيل عملية الزبداني
من جهة ثانية، قالت مصادر أمنية معنية لـ «السفير» إن عملية السيطرة على السلسلة الغربية لجبال الزبداني تمت عبر محاور ثلاثة:
-الأول، شمال شرق قرية كفير يابوس وهي البلدة الأقرب إلى لبنان بعد جديدة يابوس، وصولاً إلى شيرين، شير الطاقة وشير الجبة المطلين على وسط مدينة الزبداني، وهي مناطق تمت السيطرة عليها.
-الثاني يمتد من شمال بلدة معدر والتلال المتاخمة لها وصولاً إلى «ضهرة الهوة»، حيث التلة الاستراتيجية لوجود المسلحين من «جبهة النصرة». وقد قتل معظم الموجودين في التلة بعد تدمير مواقعهم.
-الثالث، من «بئر كاسور» و «عين الرملة» وصولاً إلى «فتحة الجنزير» و «ضهر البيدر»، وهي نقطة تمركز المسلحين الذين قتل العديد منهم، كما تم تدمير دبابة لهم.
وعليه، توضح المصادر أن الزبداني «أصبحت مزنرة من الجهة الشرقية من مرتفع «آية الكرسي» ومن الجهة الغربية من «ضهرة الهوة» و «شير الجوبة» وبرج «السيرياتيل»، ومن «ضهر البيدر» و «فتحة الجنزير» ومن «بئر كاسور» ومن «عين الرمله» وصارت بعد العملية مثل «الصحن» تحت مرمى نيران الجيش السوري وحلفائه، ما أدى الى شلّ حركة المسلحين داخلها نسبياً.
وعرف من بين قتلى «جبهة النصرة» الذين حاولوا التسلل إلى «ضهرة الهوة» و «شير الجبة» من جهة الزبداني 13 قتيلاً بينهم محمد يوسف المغربي الملقب بـ «العنقاء»، وهو قائد مجموعة، من بلدة كفير يابوس، وقائد مجموعة أخرى ويدعى عبد الله عمار.
ولاحظ أحد الخبراء العسكريين في المنطقة أن المسلحين في سلسلة جبال الزبداني وفي السلسلة الشرقية انتقلوا مؤخراً من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع، مركزين على حفر الخنادق والأنفاق والدشم والمتاريس، «ربما تحسباً لمعركة الربيع». وقال الخبير نفسه «ليس هناك من قائد ميداني يمكن أن يعلن «ساعة صفر»، فالمعركة ستقع، وتحديد زمانها منوط بالمعنيين بها فقط لا غير».
وأثار أهالي عرسال أمس قضية وصولهم إلى أرزاقهم في الجرود حيث نحو خمسة ملايين كعب شجرة مثمرة، متمنين على الجيش اللبناني وقيادة «حزب الله» وضع الترتيبات المناسبة لتأمين عبورهم نحو أرزاقهم للقيام بما يلزم مع حلول فصل الربيع. وتندرج أهمية وصول «العراسلة» إلى أرزاقهم في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلدة وأهلها على الصعد كافة.

عن "السفير" اللبنانية