2024-04-16 01:58 م

حماس في "حظيرة" الخلايجة والأتراك، سياسة "الانتظار" والتدخلات ضربة للمصالحة والاعمار

2015-04-12
القدس/المنــار/ حركة حماس أقحمت نفسها في أحداث المنطقة العربية، وكل المواقف من جانبها اتجاه القضايا الداخلية في الساحة الفلسطينية، مرهونة بنتائج سياسة "الانتظار" التي تنتهجها الحركة، وهي سياسة بدأت منذ سيطرة جماعة الاخوان على الحكم في مصر بدعم أمريكي في اطار المؤامرة المسماة بـ "الربيع العربي".
دوائر سياسية ذات اطلاع واسع ذكرت لـ (المنــار) أن حركة حماس بعد تدخلها في الشأن الداخلي المصري والسوري، بدأت تحركات لايجاد موقع لها ولو هامشي في الاصطفافات التي تشهدها المنطقة، وهي تحركات يؤخذ الرأي والقرار بشأنا من جماعة الاخوان المسلمين، الذي تندرج تحت لوائها حركة حماس نهجا وممارسة ومواقف، ثم تراجع برنامج الاخوان وتعثر في محطة دمشق، وسقط في محطة القاهرة، لكن، حركة حماس لم تدرس بعناية "الاستخلاصات" والعبر، من ذلك. وواصلت "تدخلاتها" في الشؤون الداخلية العربية، دون ادراك أو اهتمام بآثار هذا التدخل وانعكاساته على المصلحة الفلسطينية، وعلى الجانب المصري، كان لسياسة حماس أثار سلية على المواطنين في القطاع، بفعل تدخل الحركة خدمة لجماعة الاخوان المرفوضة من جانب المصريين، وفي سوريا انضحت وتكشفت تدخلات حماس في الشأن السوري، وتبين أن لها ذراعا داخل مخيم اليرموك يعمل جنبا الى جنب مع العصابات الارهابية في المخيم الذي يعاني الموت والتجويع من جانب هذه العصابات، وحماس لم تاخذ ذلك في الحسبان وبمعنى أدق، لم يعد هناك مجال للشك بأن حماس إحدى الجهات الداعمة لمخطط "الربيع العربي" الذي يستهدف الوطن العربي دولا وشعوبا وثروات وقضايا، تدعم هذا المخطط كونها تتبع جماعة الاخوان، وبالتالي، هي وضعت مصلحة الجماعة فوق مصلحة الشعب الفلسطيني، مع أن هذا الموقف لا يمثل الفلسطينيين، لذلك، التحدث باسمهم لم يعد مقبولا، فالاختلاف في السياسات والمواقف واضح تماما.
هذه التدخلات من جانب حماس، وسقوط برنامج جماعة الاخوان لم يحقق لها الانجازات المتوخاة، وهذا الوضع الذي آلت اليه بعض التدخلات والارتباطات والأحضان التي لجات اليها كتركيا ومشيخة قطر، دفع قوى غربية الى تنشيط القنوات معها، لعلها تنجح في التقريب بين اسرائيل والحركة، ضغطا على القيادة الفلسطينية، وشطبا لمواقف حمساوية رافضة تمسكت بها سنوات طويلة، وهذه القنوات النشطة تهدف أيضا الى تعزيز الأمن الاسرائيلي، ولا تستطيع الحركة اتخاذ أي موقف من القضايا المصيرية التي تهم الساحة الفلسطينية دون الرجوع الى التنظيم الدولي للاخوان، والرعاة في قطر وتركيا، فحركة حماس لم تعد تمتلك نفس البوصلة، وهي تتجه نحو المسار الذي يرسم لها، فهي غادرت سوريا، وفشل برنامج الجماعة، عادت مصر فخسرت دعم المصريين وأوقعت أهل القطاع في معاناة حادة، دعمتها ايران، ثم وقفت الى جانب خصومها، والآن، تنتظر بفارغ الصبر دعوة سعودية لتربط علاقات معها، على حساب معاداتها لشعب اليمن وشعوب الأمة، ومهدت حماس لدعوة محتملة للرياض، بدعم العدوان البربري السعودي على اليمن، فحملته مشيخة قطر الى آل سعود، لتنال رضى المملكة على الحركة التي سبقتها جماعة الاخوان برط الخيوط مع الرياض.
اذا ، حسب الدوائر المطلعة، فان حركة حماس مارست وما تزال سياسة "النطنطة" و "الانتظار" لنتائج تحركات جماعة الاخوان، بعيدا عن مصالح الشعب الفلسطيني، وهذه سياسة لن تؤدي الى مصالحة أو اعمار، وبالتالي، الكرة الآن في ملعب القيادة الفلسطينية، منظمة التحرير، خاصة بعد أن تين أن حركة حماس لها ضلع في ارتهان مخيم اليرموك وتجويعه ودخول داعش اليه، فالحركة لها ذراع يصطف الى جانب عصابات الارهاب التي تمارس القتل في صفوف قاطنيه يسمى بـ "أكناف بيت المقدس" وحبذا، لو كان هذا الذراع يعمل لصالح بيت المقدس فعلا.