2024-03-29 09:30 ص

أقفاص الذاكرة !!

2015-04-17
بقلم: بسام عمران*
تستحضر الذاكرة بين الحين والآخر بعض أوقات كانت محملة برفيف الأحلام ومع هذا الاستحضار يتجدد بوجدان كل منا دفئاً خاصاً نتلمسه ونحس به كومضة عابرة مثل تشكل ألوان قوس قزح عندما تعانقه حبات المطر . ولعل ذلك يعود لشغفنا المستمر بصفاء نرجوه في زحمة المعطيات المدهشة لهذا العصر التي استوطنت أفكارنا وأطرتها بمسميات متنوعة أهمها العولمة التي تعبث فينا تارة وتهز وجداننا تارة أخرى فنرسم لها حلولاً وفق رؤية ذاتية بعيداً عن وصاية الآخرين ووشوشات عصافير الجنة وهمسات الورود ..لنشكل بها ومن خلالها مرايا تعكس صور وجوهنا التي ملت زيف الأقنعة وهدوء الجمل ومفردات المجاملات ..وعندما تبدأ ملامحنا الإنسانية برسم جديد لعلاقاتنا مع الآخرين تتحول أفكارنا دون مقدمات ورغما عنا إلى هواجس ورقية كونها لا تستطيع انتظار فصاحة الزمن وهو يعبر أمامنا متسارع الخطوات ..ولأننا ندرك أهمية دقة اللحظات نتسابق مع الزمن لتنفيذ أمانينا الصغيرة والكبيرة وعندما يقف العجز سداً أمام هذه الأماني نحيلها إلى أرشيفنا الذي لم يعد تتسع لها ..هكذا تدور دورة الأيام بنا وتتكدس أوراق أحلامنا في أدراج لن تفتح إلا لطوارىء أوجاع التذكر ..وعندما تجرحنا ومضات الذاكرة نحاول أن نقنع أنفسنا باستحالة اللجوء إلى المستقبل المتأرجح بين وقائع الحاضر وأمنيات الغد لندرك متأخرين انه لم تبق من الصور والأحاسيس التي عشناها بالأمس القريب والبعيد سوى كلمات لنبض ذاكرة مختصرة خالية من الروح ..هكذا نتأكد أننا محبوسون في الأقفاص الحاضر ولا مهرب إلا العزف على أوتار المستقبل القادم إلينا بابتسامات زئبقية نراها ولا نستطيع ملامستها.
*كاتب صحفي سوري 

الملفات