2024-04-23 08:20 م

تحالف العدوان بأقلام زعران الصحافة والإعلام ...

2015-04-17
بقلم: جمال العفلق
منذ بداية العدوان على اليمن وتمزيق المدن وتدمير البيوت وقتل الأطفال وسجل الضحايا بارتفاع يومي وانكشاف ضعف الخدمات الإنسانية ومنع وصول مساعدات أممية يساهم في رفع عدد الشهداء وخصوصا من الأطفال ، واقلام الصحفيين المؤجرين تكتب وتسجل الانتصارات الوهمية وتتحدث عن سير العمليات وفق المرسوم لها ...!! وهم محقين إذا كان هدف العمليات ضرب وابادة شعب عربي ولأكون أكثر دقة بتسمية الهدف هو ضرب مسقط رأس العرب ومقابر اجدادهم الأوائل كما ذكرت كتب التاريخ . ولأن المعتدي لا يملك حجة الأقناع نجد الصحافة الصفراء تكتب بدون خجل ولا احترام للحد الأدنى للقيم الإنسانية ،فتصور القاتل بطل والضحية مجرم يجب عقابه وتخليص العالم منه وهذا ما كان في صحف كبرى وأقلام تعيش في وسط لندن تتبجح ليل نهار وتتحدث عن الحرية والإنسانية وحق الحياة حيث وفر لها المال السعودي شقق سكنية مريحة وحساب بنكي ومحطات فضائية تقدم أصحاب هذه الأقلام على انهم فرسان القلم والمعرفة والتحليل ، أما في الداخل العربي فأزلام المال السعودي جاهزون للدفاع عنها وتسويق سياستها بل وصل البعض منهم لإعلان حزنه لان هناك صوت حر اعترض على سياسة أسياده والغرق بالبحث عن كلمات الذل لتقديم الاعتذار . أما المقال الصحفي المثير للسخرية ومن يتابع هذا المقال الذي نشر في صحيفتين الأولى في بيروت وبنفس اليوم وباسمين مختلفين واليوم ينشر في لندن بقلم كاتب يقولون عنه كبير !!! هذا المقال حمل بشكل او بأخر نفس المقدمة واستعان بجملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول العرب ليكونوا اكثر نشاط في حل مشاكلهم الإقليمية وهو ما فسر على ان الرئيس الأمريكي يقول لما يسمى تحالف العدوان أن تكون وجهته التالية بعد اليمن الى سورية ، هذا التسويق ليس الأول فقد طالب فيه عشية أعلان الحرب على اليمن ومع بداية الضربات الجوية ما يسمى ائتلاف الدوحة من خلال أمنيات نشرها على موقعه الإعلامي هذه الأمنيات تحولت في مكان أخر لمقالات مكتوبة تطالب او تسرب على حد زعمها معلومات تتحدث عن تحالف قطري تركي سعودي وسيناريو لضرب سورية بواسطة طائرات سعودية وبمشاركة قوات تركية بريا .. وانا هنا لا أستغرب مثل هذا الطرح ولا يمكن أن استبعد أن يراود عقول مٌشعلي الحروب المغرورين اليوم بانتصارهم على أطفال اليمن الأمنين في بيوتهم . فالذين سوقوا ((لتحرير العراق باحتلاله )) واعتبروا أن تدمير ليبيا هو انقاذ لشعبها ودعم جرائم المرتزقة في سورية وتصوير قطعان الارهاب على أنهم ثوار هم أنفسهم اليوم يسوقون لجرائم الصهيونية ويترجمون أفكارها بمقالات تحمل سموم أفكار المذهبية والطائفية المقيتة ، وهم أنفسهم الذين كانت أقلامهم سهام غدر في ظهر المقاومة خلال معاركها مع العدو الصهيوني ومازالت . وما تسويقهم هذا إلا تنسيق مدفوع الأجر لنقل أفكار المشغلين الذين يعملون تحت أدارة أجهزة الاستخبارات العالمية وعلى رأسها الامريكية والموساد الصهيوني وهذا ليس تخوين واتهام سياسي هذا واقع فكل ما يحدث اليوم لا يخدم مصالح العرب لا من قريب أو بعيد وما تسعى اليه هذه الأقلام هو التسويق لتقسيم المنطقة وفق مشروع الفوضى الخلاقة التي تعمل على تقسيم جديد وإدخال المنطقة في حروب اثنية تمتد لعقود ، فمن غير المعقول ان الأقلام التي ادعت انها تبكي أطفال سورية وتلفق الأخبار وتصنعها وفق ما يخدم المشغلين توافق اليوم على قتل أطفال اليمن !! واذا كانت حربهم كما يدعون مع ايران فلماذا الأبرياء العرب هم وقود حربهم ولماذا لا تغير طائرات اسيادهم اتجاهها وتقصف طهران او على الأقل تهددها ؟؟ ولو قمنا بمقارنه بسيطة لوجدنا أن ايران دولة ذات سياده تبحث عن مصالحها ومصالح أبناء شعبها لأجيال قادمة بينما الأخر يبحث عن لا شيء وليس لدية استراتيجية ولا اهداف مستقبلية وضع الدين شعار وهو أكثر الذين تسبب بالضرر للدين والعقيدة .. ان هذا الدفع اتجاه عدوان عربي مباشر على سورية هو إقرار بالسير نحو الهلاك لهذه الدول ، فاليوم يحتفل فقط الوطنيون السوريون بذكرى الجلاء هذا الجلاء الذي صنعته إرادة حرة بالمقابل يسعى من يدعي الوطنية والانتماء لتكرار طلبة من الغرب ومن ذيوله لتكثيف الضرب على السوريين وقتلهم حتى في دول الاغتراب ومحاربتهم بلقمة عيشهم ، والمشكلة التي تواجهنا أن هذا الأخر لم يفهم حتى اليوم أن إرادة الحياة لا يقهرها الإرهاب وإرادة الحياة لا يشغلها دين ومذهب وانتماء ضيق بقدر ما تهتم بحياة الأنسان كما صورة الله على الأرض واراده ان يكون . إن لفظ (( زعران الصحافة والأعلام )) اجده لطيفا في توصيف واقع هؤلاء الذين سيرميهم المشغل والمستفيد منهم عند ما يحين الوقت وينهي خدماتهم بعبارة لم نعد بحاجتك غادرنا بلا تعويض او تكريم .

الملفات