هادي لن يعود إلى حكم اليمن، وهذا يعني ببساطة أمرين في علم السياسة .. الأول يسمى "السبب" والثاني "النتيجة". الأول: "السبب": أنه كلما ازداد خوف الحاكم من نقمة وغضب شعبه ضد طغيانه وجبروته واباحته سيادة وكرامة بلاده للأعداء .. كلما زاد اعتماد هذا الحاكم الوغد السفاح والمعتوه الغشوم والقواد الظلوم على القوى الخارجية لحمايته من شعبه ومن الدول الأخرى المعارضة لأفعاله المشينة وغير المشروعة بحق شعبه وأمته. ولذا لا غرابة أن نجده يفضل التنازل عن كرامة وسيادة بلاده للقوى الخارجية الطامحة إلى نهب خيراته والهيمنة على قراره ومقدراته وتفتيت لحمته ونسيجه الاجتماعي واشعال الفتن والحروب بين أبنائه ومنح قوى الطغيان الخارجي حق ومشروعية تدمير بلاده وسفك دماء ابنائه وانتهاك حرماتهم .. على أن يتنازل عن كرسيه ومشروعيته المزعومة القائمة على الظلم والطغيان والعجرفة والعدوان. الثاني: "النتيجة": أنه كلما زادة الفجوة بين الحاكم وبين شعبه .. كلما زاد اعتماد الحاكم على قوة الإسناد والدعم والبطش الخارجي وجبروت القمع والإرهاب والاقتتال الداخلي لتثبيت دعائم مشروعيته المزعومة .. وبالتالي زيادة سخط وغضب ونقمة وعدم رضا أبناء شعبه .. وهذا بدوره سيقود حتما إلى تداعي الاستقرار واشتداد المقاومة والصمود الشعبي وسقوط الحاكم ومشروعيته المسنودة بنيران القوى الخارجية وكل من وقف إلى جانبه من قوى العمالة والخيانة والانبطاح الداخلي في نهاية المطاف .. وتلك هي نهاية كل حاكم يستعدي شعبه ويستعدي الخارج على شعبه??!!! ... ولا نامت عيون الجبناء..