2024-04-20 01:23 ص

الحرب من أجل الدين أم الدين من أجل الحرب؟؟؟

2015-04-20
بقلم: جمال العفلق
هي عباره بسيطة تحمل من التعقيد ما تحمل وتحتاج لباحثين مخلصين لقضيتهم الوطنية وقضيتهم الإنسانية لعل في نتائج بحثهم ما يوقف هذا القتل وهذه المجازر التي لم ترحم لا كبير ولا صغير وهدمت البيوت وشردت الناس ، ولكي لا نبتعد بالتاريخ كثيرا علينا اخذ عناوين لجرائم ارتكبت بحق الإنسانية يعرفها القاصي والداني ولا تحتاج الى اثبات وهي بهدف الحرب وليست بهدف الدين . فالولايات المتحده الأمريكية والتي تتصدر دول العالم بالحديث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان أساس وجودها اعدام ثقافة كاملة وابادت السكان الأصليين للقارة الأمريكية أدت بنتيجتها الى انحصار عدد السكان بل الى اختفاء وجودهم ومن تبقى تم اذابته بالشعب الأمريكي القادم مع سفن المستعمرين . أما في الشرق فتاريخ الحروب الدينية كانت تحمل ملامح مختلفة وخصوصا بعد الغزو الصليبي واحتلال القدس ولكننا يمكننا وضعها في اطار صراع الحضارات وطموح الملوك بالمجد الزائف باتجاه تحقيق انتصارات كانت تشن باسم الدين وكثيرا ما اجبر الفقراء في اوربا على الألتحاق بها نتيجة فقرهم وضعف حالهم وتأثير الكنيسة على المجتمع في ذلك الوقت . وما فعلته المنظمة الصهيونيه بعد اعلان وعد بلفور كان ضمن هذا الاطار حيث استخدمت المنظمة التزوير والتدليس لجمع اليهود اما بالاقناع او بالترهيب لجلبهم الى فلسطين ومن هنا بدأت الحرب الدينية التي غرست مفاهيم خاطئة في عقول الكثيرين ان الحرب بين اليهود والمسلمين وحقيقة الأمر انها حرب بين الصهوينية وشعوب المنطقة ومنهم اليهود العرب الذين وصفوا بالاعتدال آنذاك ولم يقنع الفكر الصهيوني بعضهم ولكنهم لم يستطيعوا ان يغيروا شيء . وما المجازر التي نفذتها الصهيونية في فلسطين الا صورة من صورة الحرب المعلنه تحت اسم الدين ولكنها بالحقيقة هي حرب من اجل الاستيطان واخلاء الأرض من سكانها الأصليين بغض النظر عن انتمائهم الديني او المذهبي . ومذابح الأرمن التي اقدم عليها العثمانيون بعد اربعمائة عام على احتلال المنطقة وراح ضحيتها مليون ونصف أرمني ونصف عددهم من الأشوريين من السكان الأصليين للمنطقة رغم ان السلاطين العثمانيين كانوا يقبلون فيهم حتى بداية الحرب العالمية الأولى حيث جرى قتل الناس وذبحهم على مجرد انتماء عرقي او ديني . هي دليل اخر على ان حجة استخدام الدين كوسيلة للقتل هي وسيلة وضيعة تستخدم لتغييب العقل ونسف المفاهيم الأخلاقية عندما تقتضي الحاجة . اما التاريخ الحديث والمجازر التي تحدث الأن هي نتيجة لسياسة اميركا بعد احتلال العراق حيث تم تقسيم العراق الى ثلاث دويلات بحجة خلق تعايش رغم ان شعب العراق ما قبل الاحتلال الأمريكي هو نفس العراق بعد احتلال فلماذا تم تقسيمة بهذه الصورة وتصوير المعارك الدائره على انها شيعية سنية ولماذا قامت اميركا من خلال العرب التابعين لها بتغذية النزعة الطائفية والإصرار عليها من خلال الاعلام وتصوير العراق على انه ثلاث قوميات لا يمكن ان تجتمع او تتعايش واستمر هذا المشروع حتى انتج داعش الذي يضرب بسيف الطائفية ويقتل الناس وهو بحقيقة الامر يقتل كل من يخالف توجه التقسيم ولا يفرق بين سني وشيعي ومسيحي وكردي فالجرائم التي تحدث باسم الدين لا يمكن ان يكون مصدر تشريعها ديني وما الداعمون لهذا التوجه الا مجموعات جاهلة لا تفقة بالدين ولا تميز الحقائق . فاليمن اليوم يقصف باسم المذهب وباسم الدين وحقيقة الأمر ان الذين يقصفون هم اليمنيون وقنابل الطائرات لا تسأل الهدف عن مذهبة او دينة انما تقتل وهي عمياء كما الذين امر برميها . ولو ان الحوثيين استجابوا لرغبة السعودية وأميركا اعتقد ان عنوان الحرب كان سيكون مختلف في حال شنت . اذا ما قالوا عنه انه حرب من اجل مذهب او دين لا وجود له بالواقع انما مجرد شعار رفع لتضليل البسطاء وخلق شرخ بين سكان المنطقة يحتاج لكثير من العقلاء وسنوات طويلة من العلم لدمله . وفي سورية استحدث مفهوم الحرب الطائفية على ما اطلق علية اسم ثورة سورية بهدف تقسيم سورية واعادتها لمفهوم الانتداب الفرنسي الذي قسمها آنذاك الى خمس دويلات ، قاتل السوريين طوال ربع قرن لمنع هذا التقسيم وتوحيد سورية كما يجب ان تكون لا كما رسمها المستعمرون .تحت شعار الدين لله والوطن للجميع الذي اطلقته الثورة السورية الكبرى في بيانها الأول عام 1925 . فلا يوجد شيء اسمه حرب من اجل الدين انما هو استخدام سفيه للدين من اجل الوصول الى اهداف لا اعتقد انها تحتاج لتفسير وتوضيح ، وصور خرائط التقسيم منشورة على مواقع الانترنيت . ومن يقود هذا التقسيم اليوم هم بعض العرب الذين يتبعون لمذهب لا علاقة له بالدين يدعي انه هو الطريق الصحيح للوصول الى الله عز وجل .. ولو سألنا أي من اتباع هذا المذهب التكفيري لماذا لا تحررون فلسطين فلن نجد إجابة لدية رغم ان فلسطين المحتلة لا يسكنها شيعه ولا علوية ولا يزيدية ؟؟؟ ان ما يزيد جنون هؤلاء ان الطرف الأخر لا ينزل الى مستوى خطابهم المذهبي ومتمسك بالمقاومة كمفهوم تحرري واخلاقي وواجب وطني ولهذا هم يحاربون هذه التيار ولو فكر هذا التيار بيوم من الأيام مد اليد للصهيونية فإنهم سيغيرون خطابهم ويرضون به حتى لو اعلن ردته عن الدين .

الملفات