2024-04-18 09:02 م

عدوان الإبادة الجماعية على اليمن

2015-04-21
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
يوما بعد يوم يتمادى آل سعود المجرمين والقتلة بكل المقاييس في اجرامهم وتوحشهم، دون أي رادع سياسي او أخلاقي أو ديني أو أي حس انساني ولو بحدوده الدنيا تجاه الأطفال والنساء والعجزة وجثثهم المتفحمة، لا بل والشعب اليمني بكل مكوناته الاجتماعية والسياسية والقبلية والمناطقية. ولقد استخدمت كل أدوات القتل والتدمير التي توفرها لهم الولايات المتحدة من صواريخ واسلحة فتاكة وقنابل فسفورية المحرمة دوليا، والصواريخ التي يدخل في تركيبها اليورانيوم المنضب والتي ما تستخدم عادة ضد الدروع واختراق سطح الأرض. وهي نفس الصواريخ التي استخدمتها الولايات المتحدة عند غزو أفغانستان لتدمير الكهوف والتحصينات الجبلية لعناصر القاعدة هناك على أثر احداث الحادي عشر من سبتمبر. واليوم نرى استخدام مثل هذه الصواريخ وبكثافة تصل الى مستوى قصف سجادي في ارجاء اليمن وخاصة في منطقة صعدة. ونحن لا نستبعد على الاطلاق ان تكون مثل هذه الطلعات الجوية تنفذ على ايدي إسرائيلية وامريكية فعلية في الميدان، وان تكن هذه الطائرات تحمل العلم السعودي. الى جانب ذلك هنالك إشارات واضحة من انتشار الغازات السامة كما إشارات المصادر الطبية اليمنية والخبراء العاملين في هذا المجال والذي يطالب البعض منهم بإجراء تحقيقات عاجلة في هذا الموضوع واثارته عالميا، لما لها من تداعيات بيئية وصحية لأجيال قادمة. كل هذا لم يحرك ساكنا لمشايخ وامراء وملوك دول الكرتون الخليجية بدليل ان مجلس التعاون الخليجي رفض الدعوات التي أطلقها السيد بان كي مون بشأن وقف إطلاق النار من الجميع حتى يتسنى تقديم المساعدات الإنسانية والطبية والقيام بعمليات الإغاثة بعد ان دمرت كل مقومات الحياة والمرافق الحيوية والبنى التحتية للدولة اليمنية بطولها وعرضها من خلال عدوان همجي يحمل بصمات آل سعود أساتذة داعش ورعاة الفكر التكفيري الوهابي الذي انتشر في كل انحاء المعمورة عن طريق صرف المليارات من آل سعود، والذي بات يهدد بؤر كثيرة في العالم بحسب مراكز الأبحاث الغربية. يجب أن لا ننسى ولن ننسى أن البصرة تحولت الى حديقة مشعة نتيجة استخدام الجيش الأمريكي صواريخ وقنابل التي يدخل في تركيبها اليورانيوم المنضب في ضرب الجيش العراقي وكذلك هو الحال في منطقة الفالوجة بالتحديد في العراق، وهذا مما أدى الى ارتفاع نسبة المصابين بمرض السرطان في هاتين المنطقتين مقارنة مع النسب السابقة او مقارنة بالأرقام الرسمية لباقي المناطق في العراق. ومن ثم فان استخدام هذا النوع من القنابل والصواريخ التي يستخدمها مرتزقة آل سعود في ضرب الأراضي اليمنية سيكون لها ارتدادات خطيرة للغاية على البيئة والوضع الصحي العام للشعب اليمني انيا ومستقبليا. ان غبار معدن اليورانيوم التي تنتشر في الأجواء اليمنية نتيجة انصهار اليورانيوم المنضب في الصاروخ، وتحوله الى بخار بسبب الحرارة الشديدة التي تنجم من انفجار الصاروخ المستخدم عند ارتطامه بالهدف والتي قد تصل الى 3000 درجة مئوية، لن يوفر أو يميز بين يمني وآخر بغض النظر عن انتمائه السياسي او المذهبي او الاجتماعي او القبلي. ان استخدام مثل هذه الصواريخ والقنابل الفسفورية الحارقة وغيرها من الاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا يجب ان تحرك الراي العام العالمي والعربي والدول الاسلامية على وجه الخصوص. ويتساءل الكثيرون ونحتن منهم ماذا فعل الشعب اليمني حتى تشن عليه هذه الحرب المجنونة والتي هي حرب إبادة بكل معنى الكلمة؟ ولماذا هذا الحقد الدفين تجاه شعب لم يعتدي على أي دولة خليجية وما زالت قيادته تنحى منحى الصبر الاستراتيجي؟ وبات الكثيرون من الشعب اليمني واحرار العالم اللذين يقفون معهم يتساءلون وبحق متى يكون الرد على هذا الدمار وعمليات الابادة الجماعية من قبل حفنة من الامراء الذين يمارسون سادية غير مسبوقة أو معهودة في هذه المنطقة اللهم الا من آل صهيون ولنا في غزة العزة والكرامة مثالا على هذا. أين هي شعوب دول الخليج من كل هذا؟ أم ان اليمن ينتمي الى كوكب آخر وليس دولة خليجية؟ وأين هي شعوب المنطقة بأسرها ؟ ولماذا صمت القبور من بعض الدول العربية التي من المفترض أن تكون فاعلة؟ أم ان الفعل أصبح بالمشاركة في العدوان على شعب فقير ومحدود الإمكانيات من أجل حفنة من الدولارات؟ لا بد لنا من ان كلمة نوجهها لمصر خاصة التي تشارك تحت لواء وجناح آل سعود في اعتداء غاشم وغير مبرر تحت اية طائلة قانونية أو أخلاقية او سياسية، ان العودة الى ان تكون مصر قوة وازنة وفاعلة في المنطقة لن يتأتى عن طريق سفك دماء الشعب اليمني بأطفاله ونساءه وشيوخه واستعراض عضلاتكم على هذا الشعب الذي يرفض الذل والهوان والتبعية والعبودية لآل سعود والتحكم بمصيره ومستقبل ابناءه. انها وصمة عار ولعنة ستلاحق كل من شارك بهذا العدوان من بعيد او قريب. الادعاء باننا لم نشارك في قوات برية ومشاركتنا فقط جوية وبحرية وكأن ارسال قوات برية فقط هو مقياس المشاركة، هو العهر السياسي والأخلاقي بعينه. لم يركع شعب غزة برغم الدمار والقتل والقصف المتواصل طيلة ما يقرب من الخمسون يوما، ولن يركع الشعب اليمني بالرغم من حرب الإبادة التي تشن ضده من قبل الصهيو-عرب، وستبقى اليمن وشعبها شامخا بعزة وكرامة وكريما وأبيا رغم انوفكم التي ستمرغ في التراب. 

الملفات