2024-04-20 02:26 ص

أردوغان ودور القطط في الانتخابات القادمة!!

2015-04-25
بقلم: الدكتور بسام أبو عبدالله
في السابع من حزيران القادم ستشهد تركيا أكثر الانتخابات البرلمانية حساسية، وأهمية في تاريخ ما تبقى من هذه الجمهورية التي يريد صديق (ثوارنا!!) وداعمهم أن يحولها إلى سلطنة عثمانية تتنفس من رائحة سلاطينها المجرمين، وتاريخهم الأسود الذي يفترض أنه اندثر بمآسيه، ومجازره، وحملات إباداته مع أوائل القرن الماضي، ولكن رجب طيب أردوغان، كما هي حال آل سعود يريد أن يبقينا في زنزانات أجداده الذين بنوا أمجادهم على جماجم الأرمن، والسريان، واليونانيين، والعرب، فلم يتركوا لشعوب هذه المنطقة إلا مجالس العزاء، وتذكر الذين قضوا بسيوف وسكاكين أجداده، كما يقضي الآن الآلاف بسكاكين داعش، والنصرة، وجيوش الإسلام المتصهين، والتلمودي.

الانتخابات البرلمانية التركية القادمة هي مفصلية، ومهمة لأن الشعب التركي سيقرر فيها ما إذا كان سيستمر بالاستمتاع بكذب، ونفاق دجال اسمه (رجب طيب أردوغان) وحزبه المستعد لفعل أي شيء للفوز بالانتخابات أم إنه سيقلب الموازين، وقد أسميتها انتخابات أردوغان، لأنه خلافاً للدستور التركي فإنه يتدخل لمصلحة حزبه- (حزب العدالة والتنمية) علناً، وجهاراً نهاراً، من دون أن يجد من يردعه لأن ما تبقى من تركيا هو (شبه جمهورية)، أو جمهورية موز، لا كلمة تعلو فيها فوق صوت أردوغان، وتجارته بالدين.

أرجو ألا يفهم من كلامي أنني أمهد لأمنية لكنها لن تتحقق، وهي خسارة حزب أردوغان للانتخابات البرلمانية لأن غالبية استطلاعات الرأي العام في تركيا تشير إلى أن حزبه سوف يحصل على ما بين 39%- 44% من الأصوات، وحزب الشعب الجمهوري ما بين 23- 29%، وحزب الحركة القومية ما بين 16-18%، وأما حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي يدخل الانتخابات لأول مرة كحزب فيفترض أن يحصل على 10% من الأصوات، وهو الحد الأدنى المطلوب تجاوزه لدخول البرلمان التركي.

لكن حزب أردوغان لا يسعى للفوز في هذه الانتخابات من أجل تشكيل حكومة بمفرده، وإنما يسعى لغالبية برلمانية تسمح له بإنتاج دستور جديد يقر النظام الرئاسي، وهذا يعني أنه لابد من حصوله على ثلثي مقاعد البرلمان القادم أي 367 مقعداً (على حين أن أحمد داوود أوغلو أعلن أن الهدف هو الحصول على 400 مقعد)، والحالة الثانية التي يطمح إليها هو حصوله على 330 مقعداً كحد أدنى من أجل امتلاك غالبية تساعده على تحويل تعديل الدستور إلى الاستفتاء الشعبي، على الرغم من أن نتيجة الاستفتاء قد لا تكون إيجابية.

ما عدا هذين الاحتمالين فإن أردوغان سيصب جام غضبه على رئيس الحزب حالياً أحمد داوود أوغلو- الذي كان يرى أن مجرد امتلاكه لغالبية 267 مقعداً من أصل 550 سيشكل غالبية بسيطة لتشكيل حكومة برئاسته.
وهو أمر سوف يُسعد (داوود أوغلو) لكنه سوف يغضب أردوغان الذي يضع نصب عينيه النظام الرئاسي، ويعتبر عدم النجاح في ذلك هزيمة له.
ضمن إطار إيضاح هذه المسالة، كتب الصحفي التركي الشهير (مراد يتكين) في حرييت ديلي نيوز في 16/4/2015 ما يلي:

1- انتخب أردوغان كرئيس للجمهورية بنسبة 52% تقريباً في 10/8/2014 وهي أعلى نسبة أصوات حصل عليها.

2- أعلى نسبة أصوات حصل عليها حزب أردوغان جاءت في انتخابات 15/6/2011 حيث حصل على 50% من الأصوات، وهو ما أعطاه 326 مقعداً من أصل 550، أي لم يحصل على ثلثي نواب البرلمان لتغيير الدستور عبر التصويت البرلماني أي 367 مقعداً، ولا على 330 مقعداً لأخذ التعديل الدستوري إلى الاستفتاء الشعبي.

3- في الانتخابات البلدية التي جرت في 30/3/2014 حصل حزب العدالة والتنمية على 45.6%، مقابل 27.8% لحزب الشعب الجمهوري، و15.2% لحزب الحركة القومية.

4- في الانتخابات القادمة في حزيران هناك عامل جديد لم يكن في الانتخابات السابقة وهو حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي يسعى لتجاوز حاجز الـ10% من الأصوات، وهو ما يعني أن وصوله لهذه النسبة (وهي الحد الأدنى لدخول البرلمان) هو خسارة لحزب أردوغان، وعدم تجاوزه النسبة مكسب لحزب أردوغان في عدد المقاعد.

5- يضع مراد يتكين الاحتمالات مشيراً إلى أنه حتى لو لم يحصل حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلا على نسبة 9%، أي فشل في تجاوز الـ10%، وافترضنا أن حزبي المعارضة الشعب الجمهوري، والحركة القومية لم يحصلا معاً إلا على حوالى 40% فإن - بعلم الحساب- أحلام داوود أوغلو، وأردوغان بالحصول على 400 مقعد لن تحصل.

مصادر تركية تتحدث نقلاً عن المقر الرئيسي لحزب أردوغان أن شركات استطلاع الرأي العام العاملة معه تتوقع أن يحصل على 45- 46% من الأصوات، وتشير هذه المصادر إلى أنه إذا هبطت نسبة الأصوات إلى ما دون 45%، أو أقل من 300 مقعد في البرلمان، فإن هذا الأمر سيعرّض داوود أوغلو للمساءلة الحزبية، وسوف يعتبر أردوغان ذلك هزيمة له، وسقوطاً لحلمه في النظام الرئاسي (أي السلطنة!!)..
الآن يتساءل الكثير من المراقبين حول مدى نزاهة الانتخابات القادمة، واحتمالات قيام أردوغان- وحزبه بتزويرها، وهذا الأمر وارد إذا عرفنا أنه في الانتخابات البلدية الأخيرة التي جرت في 30 آذار 2014 انقطع التيار الكهربائي عن 22 محافظة أثناء عمليات عَدّ الأصوات، فالمثير للضحك والسخرية أن وزير الطاقة التركي (تانر يلديز) دافع عن الانقطاع بالقول إن (قطة دخلت إلى قلب المحول الكهربائي، وأدت إلى هذا الانقطاع!!).
الأمر الذي تحول إلى مادة للسخرية من حكومة أردوغان، وتبريرات وزير طاقته حيث تم وضع صور للقطط تطلق بيانات، وتصريحات حول مغامراتها داخل المحول الكهربائي!!
صدقوا أو لا تصدقوا هذا ما يحدث في زمن (قراقوش أردوغان) ولهذا فإن كثيراً من الجهات الدولية، والداخلية حذرت حكومة أردوغان من مغبة التزوير، أو استخدام القطط مرة أخرى كحجة، وخاصة أن كثيرين تخوفوا من أن تكون حادثة انقطاع التيار الكهربائي التي شملت عموم تركيا في 31 آذار 2015، أي بعد عام بالتمام من الانقطاع الأول أثناء الانتخابات البلدية ليست إلا بروفة وتحضيراً للانتخابات البرلمانية القادمة في حزيران 2015.

إذاً: كل التقديرات تشير إلى فوز حزب أردوغان، إلا إذا حصلت تبدلات كبيرة في الأصوات، فازدادت أصوات حزبي الشعب الجهموري، والحركة القومية، مع الأكراد، لتصل إلى حوالى 42% وهو ما سوف يضع حزب أردوغان في خطر إمكانية تشكيل حكومة الحزب الواحد، وهو سيناريو وارد، وقد يكون ضعيفاً حسب المراقبين الأتراك.

الأهم: أن يدرك الجميع أن الغرب يُطبل، ويُزمر لمن يريد، ويمنح شهادات منشأ في الديمقراطية لمن يرغب، حتى لو كان انتقال السلطة سلساً!!
كما في حالة قطر (عبر تقبيل الأنوف)، أو فجّاً كما في حالة سلمان بن عبد العزيز الذي اتخذ قراراته الثورية!! قبل دفن شقيقه!! أو عبر استخدام القطط لتبرير تزوير الانتخابات كما في حالة أردوغان، وحزبه العادل والتنموي!!

لكن الأكثر أهمية أن ننتبه إلى أولئك الذين سمّوا أنفسهم (معارضين سوريين) وأطالوا الإقامة في كنف السلطان أردوغان، لنقول لهم: (اصمتوا- ولا تحدثونا بعد الآن عن تجربة ديمقراطية القطط!!).

الملفات