2024-04-25 09:59 م

واشنطن .. ونظرية الأمراض المناعية الذاتية

2015-05-03
بقلم:  محمد عياش
بات واضحا ً للقاصي والداني , أن وراء المآسي والأحداث التي تجري في الوطن العربي من محيطه إلى خليجه , قوة كبيرة , تتمتع بقدرة هائلة من التخطيط والتنظيم والتنفيذ .. لكل ما يتم الاتفاق عليه بخصوص هذا الوطن الجريح , الذي يعاني من مرض في قلبه ( فلسطين ) وهذا المرض لم يكن لولا التآمر الغربي على وطننا الحبيب وفصل مشرقه عن مغربه ليتسنى للقوى العظمى بالاستفراد بكل بلد على حدا . الولايات المتحدة الأمريكية تطبق نظرية الأمراض المناعية على البلدان العربية ! إذا ً ماهو آخر ما توصل له العلم في تفسير الأمراض المناعية الذاتية ولنعطي أمثله ، الصدفية،بعض أمراض الروماتيزم ، مرض التصلب اللويحي ، مرض الذئبة الحمراء وغيرها كثير, هذه الأمراض تشترك في كون المسبب الرئيسي لها غير مفهوم مئة بالمئة , ولكن العامل المشترك بينها ولسبب غير معروف تبدأ هذه الخلايا المناعية داخل الجسم تهاجم خلايا الجسم وكأنها خلية غريبة ، بمعنى أن هذه الخلايا المناعية الداخلية تنقلب لتصبح وسيلة فتك داخلي عوضا ً عن أن تكون وسيلة دفاع عن المتطفل الخارجي , هذا هو تماما ما تطبقه واشنطن وسط دول العرب تماما ً ، تخرب النسيج الداخلي حتى يبدأ التناحر بين أطياف المجتمع على حساب وحدة الوطن ولها أساليب مختلفة ولكن الهدف واحد , لذلك تضعف مركزية الدولة وتضعف يد الدولة عن الحدود البرية والموانئ وتدخل ما تشاء من الدواعش والقاعدة وأخواتها ،ثم تبدأ باسم محاربتها للنيل التام من شيء اسمه وطن .. وما يسمى ( الربيع العربي ) . الاحتناك الغربي المحموم ليس وليد اللحظة , ويمكن الولوغ أكثر في التاريخ , حيث نجد الكثير من التواريخ التي ترشدنا للبداية الحقيقية لهذا التشيطن الغربي بحق المسلمين والعرب وجغرافيتهم الغنية بكل ما يمكن أن يكون مقدمات ومكونات أساسية لتأسيس دولة عظمى , ومن هذا الموقع الاستراتيجي تم البناء والتأسيس لمخططات تهدف لحرمان العرب من الاستفادة من موقعهم وثرواتهم الهائلة , والأهم النيل من وحدتهم والعمل على تأجيج الفتن وشحنهم ضد بعضهم البعض , ووثيقة كامبل بنرمان رئيس الوزراء البريطاني عام 1907م أي قبل أن يكون للصهاينة مكان في فلسطين , وقبل اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة , واضحة والتي تأتي على بنود كثيرة , وأهمها , خلق كيان أجنبي يفصل بين المشرق العربي ومغربه , حتى لا يتم التواصل فيما بينهم , وهذا الجسم الغريب يكون بمثابة القاعدة المتقدمة للغرب للأهداف الخبيثة الماكرة , ومن البنود أيضا ً, العمل على تأجيج التناحرات والنزاعات , وخلق كيانات , ودعم الأقليات وتحريضهم بأنهم مستهدفون من الأغلبية . بعد الاطمئنان على الكيان الفاصل , وتغليفه وحمايته وتسليحه حتى الأسنان , تأتي المرحلة الأهم والأخطر , وهو العمل خارج هذا الكيان بالوصول السري والخفي للنفوس الضعيفة وشرائها بالمال .. وتجنيدها في خدمة المشروع الغربي الجهنمي , ولذلك يمكن القول بأن وراء كل مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة واشنطن وحلفائها في ظهرها , وينطبق هذا على دول الخليج بالدرجة الأولى والتي تتمترس خلف الإرادة والإدارة الأمريكية منذ عقود , وهي التي تمثل ثلثي كنوز الدنيا , ولكن وكما يصفها وزير المال الأمريكي السابق سيمسون بقوله : إن العرب يرقدون على النفط فقط . إن الدول الراقدة على النفط , لم تقدم طيلة فترة الصراع العربي الإسرائيلي أي خطة أو مشروع تحرري لصالح العرب أو القضايا الإسلامية , على العكس تماما ً يسجل عليها أن تعاملت بشكل مباشر مع العدو الصهيوني وتجلى ذلك بفتح مكاتب وقنصليات , واشتراك بعض الصهاينة بالمعارض والندوات والكثير من الفعاليات , لدرجة تبنيهم للمبادرة العربية عام 2002 في بيروت والتي تدعو لقيام دولتان تعيشان جنبا ً إلى جنب , وحث الفلسطينيين على القبول والتخلي عن ‘‘ العنف ’’.. واليوم هم منشغلون ومتوحدون ضد ( العدو اليمني ) ! والسؤال هل إعادة الشرعية لليمن تستدعي تحالفا ً عربيا ً ؟ وماذا عن إعادة الحقوق الفلسطينية والسورية واللبنانية ... ؟ أكثر ما نحتاجه في وطننا الرحب , وبشكل مُلح , زيارة الطبيب النفسي , لأن الغرب وضع فينا أمراضا ً نفسية لا حصر لها , فالسادية , والخيلاء والتفاخر , ... واستبدال الأمور الحقيقية بالوهمية , والضياع الذي ينخر بجسم الأمة العربية واندلاع الشنشنات والحروب بين الأخوة بين الفينة والفينة , والاقتصار على الأفكار التقسيمية والتجزيئية ... وهما ً وأملا ً بتحسين الحياة !!!

الملفات