2024-04-19 12:39 م

بعد التغييرات السعودية ... هل تستمر الاستراتيجية الدفاعية لجبهة المقاومة ؟؟

2015-05-03
كتب الدكتور محمد بكر
إن أقل ما يمكن أن يقال عن التغييرات السياسية بعد وفاة الملك السعودي والأخرى الحاصلة في عهد الملك الجديد بأنها سلاسة في الأولى ورسائل سياسية في الثانية, إذ كثيراً ما تحدثت وحللت وفندت بعض وسائل الإعلام إبان الحالة المرضية التي عصفت بالملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز لجهة التخبط الحاصل داخل البيت السعودي وأن لحظة الإعلان عن وفاة الملك ستكون لحظة الانفجار التي لن تبقي ولن تذر . أيّا ًَيكن , مرت الأيام , وبالفعل تم الإعلان عن وفاة الملك, لم يحدث ماروج له مطلقاً بل على العكس تماماً تم التغيير وانتقلت السلطة بسلاسة منقطعة النظير أنبأت عن مدى التدخل الأمريكي والحرفية في إعادة ترتيب البيت الداخلي السعودي وتم زج الجيل الثاني في منصب ولي ولي العهد الذي ذهب لمحمد بن نايف وأقصي " ببراعة " متعب بن عبد الله , واليوم وبالتوازي مع العدوان على اليمن وفي ظل الترهات التي كان يروج لها إعلامياً وما ستفرزه " بحسب المروج " من تبعات لجهة ما كان يحكى عن صراعات داخلية بين فريقي الصقور والحمائم وما كنا نعول عليه كجمهور لجبهة المقاومة , يأتي القرار السعودي الثاني الممهور بالطبع بالخاتم الأمريكي إذ تم خلاله ليس فقط إزاحة المهتزين والمرتجفين بل قصقصة أجنحة الحمائم كلياً وليتصدر أصحاب الخيار العسكري المسمون إيرانياً / صبية ومراهقين عسكريين/ المشهد السياسي برمته وليزج الجيل الثاني هذه المرة مباشرة في منصب ولي العهد ويقصى أيضاً " ببراعة " الأمير مقرن الذي كان يتوقع أن ينتهج سياسة متوازنة في تعامله مع مجمل ملفات المنطقة. البعض قد يعزو التغييرات الحاصلة إلى جملة من التطورات شهدتها الملكة خلال الفترة القليلة الماضية لجهة بعض الحوادث المقلقلة تم خلالها إطلاق النار من قبل مجهولين وسط العاصمة الرياض , إضافة ً لما أعلنته الداخلية السعودية عن ضبطها لخلايا مرتبطة بتنظيم " داعش " كانت تعد لعمليات إرهابية داخل المملكة , الأمر الذي يتطلب تكريما ً لشخص محمد بن نايف صاحب الصيت في مكافحة الإرهاب ومن هنا جاء احتفاظه بمنصب وزير الداخلية للاستمرار في التصدي لما يهدد أمن المملكة , أضف إلى ذلك ما وجد فيه مراقبون أن هذا التغيير جاء انعكاساً لتصريحات الرئيس الأمريكي الذي اعتبر فيها إيران بأنها لا تشكل الخطر الأكبر على دول الخليج إنما السياسات الخليجية الداخلية التي يزداد معها عدد العاطلين عن العمل ويرتفع فيها منسوب المظالم هي التي تشكل التهديد الحقيقي , فجاءت التغييرات في سياق تظهير السلوك الإصلاحي والتحول الديمقراطي ولاسيما بعد أن ذهبت حقيبة الخارجية لعادل الجبير, لكن من الضرورة بمكان التوقف ملياً عند نقطة هامة جاءت فيها تلك التغييرات بالتزامن مع تكثيف غير مسبوق للغارات على اليمن وصل فيها الحقد إلى استخدام حتى الأسلحة المحرمة دولياً وبالتوازي أيضاً مع تصعيد عسكري غير مسبوق في الشمال السوري وتحشيد من العيار الثقيل على الجبهة الجنوبية في حين لا تزال التصريحات الإيرانية حبيسة الأطر الموغلة في الهدوء على المستوى المادي بالرغم من إطلاق سيل من التصريحات النارية التي لم تتلقى فيها السعودية إلى الآن أي ضربة من عيار 24 قيراط ولم يمرغ أنفها في التراب ولم تقطع يدها التي أوغلت في التطاول والامتداد فيما لا تزال أيضاً الخيارات عند اليمنيين مفتوحة ولم يذهبوا إليها بعد. الصقور في القيادة.. والحمائم في خبر كان... والسعودية ماضية في غيها وصولاتها وجولاتها وشراء المواقف واستثمار أموالها العفنة في التوظيفات السياسية الوازنة ولاتزال سلوكيات جبهة المقاومة السياسية والعسكرية تطفح بسين التسويف تترك رأس الأفعى طليقاً معافى وتستمر دون جدوى في تقطيع الذيل الذي لا ينفك تجديداً وتكاثراً ويبقى السؤال الوحيد الأوحد إلى متى؟؟
* كاتب سياسي فلسطيني مقيم في سورية