2024-04-19 02:50 م

نصرالله: معركة القلمون «أمر محسوم» والسعودية ستهزم في اليمن

2015-05-07
بيروت/ كرّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «السعودية ستهزم في اليمن والعدوان لم يحقّق أياً من أهدافه»، وشدّد على «ضرورة مواجهة المخطط الأميركي بتقسيم العراق والحرب النفسية في سوريا»، جازماً بأن «حلفاء سوريا إلى جانبها»، وأن معركة القلمون «أمر محسوم»

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن المعركة ضدّ الجماعات الإرهابية المسلّحة في جرود القلمون «أمر محسوم»، لكن «الزمان والمكان لم يتم الإعلان عنهما بعد». وأشار نصرالله إلى أن الحزب لن يصدر بياناً رسمياً يعلن فيه بدء المعركة، إلّا أن «العملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها وستفرض نفسها على الإعلام».

وفي كلمة له بُثت عبر قناة «المنار»، أطلق نصرالله سلسلة مواقف حول الأوضاع في المنطقة عموماً، والتطوّرات الميدانية، من المعارك الأخيرة في سوريا إلى الحديث الأميركي عن تقسيم العراق والحرب السعودية ــ الأميركية ضد اليمن.
وعاد الأمين العام لحزب الله إلى ما قاله قبل شهرين حول التطوّرات في جبال القلمون خلال فصل الربيع، مؤكّداً أنه «كنا على اطلاع على نيات الجماعات المسلحة التي كانت تعدّ لاعتداءات بعد ذوبان الثلج».
ولفت إلى أن «نياتهم واضحة، ونحن لا نتحدث عن تهديد مفترض، بل نتحدث عن عدوان فعلي ومحقق وقائم في كل ساعة من خلال احتلال أراض لبنانية واسعة والاعتداء على الجيش اللبناني والاعتداء على المواطنين في عرسال واستمرار احتجاز الجنود اللبنانيين، وهذه المسائل في حاجة إلى حل جذري». وأشار إلى أن «الدولة غير قادرة على معالجة عدوان المسلحين في القلمون، ولو كانت قادرة لفعلت، ولو كانت قادرة ولم تفعل فهي مقصرة ويجب مساءلتها، ولو قامت الدولة بمسؤولياتها كلنا سنكون إلى جانبها»، لكن «لو كنا نريد أن ننتظر إجماعاً، لكانت هذه الجماعات المسلحة داخل المناطق اللبنانية، لذلك سنذهب إلى معالجته، ولمن يقول لنا من كلفكم بهذا الأمر نقول: هذا تكليف إنساني وأخلاقي وديني».

الهزيمة السعودية في اليمن

وعرض نصرالله سياق التطوّرات منذ بدء العدوان السعودي على الشعب اليمني، مشيراً إلى أنه «قبل 40 يوماً أعلنت السعودية الحرب على اليمن، وبعد 26 يوماً أعلنت انتهاء عملية عاصفة الحزم وانتقلت إلى عملية إعادة الأمل، ومنذ ذلك الوقت العدوان لا يزال مستمراً». ورأى «أننا مجدداً أمام عملية خداع كبيرة، والادعاء السعودي بتحقيق كامل أهدافه أكبر خداع وتضليل»، قائلاً: «أشيروا لي إلى هدف واحد تحقق منذ بداية العدوان».

وسأل: «هل أعادت السعودية الشرعية المدعّاة إلى اليمن؟ هل تمكنت من منع تمدد الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى حيث يريدون التمدد؟ هل صادرت سلاح أنصار الله كما ادّعت؟». وجزم الأمين العام لحزب الله بأنه «لم يتحقق شيء على الإطلاق، ونحن أمام فشل سعودي واضح وصريح وانتصار يمني صريح وواضح». وأضاف أنهم «وضعوا أهدافاً كبيرة تحتاج إلى حرب طويلة، وما زالوا يبحثون عن جيوش يستأجرونها، فانتقلوا إلى وضع أهداف تبدو متواضعة وقابلة للتطبيق».
وانتقد نصرالله السعودية، مؤكّداً أن «هدفها السيطرة على اليمن وإعادته إلى الهيمنة الأميركية والسعودية»، لافتاً إلى أن «التحالف العربي نزل عن نصف الشجرة إلى كعبها، واضعاً أهدافاً يستطيع أن يقول إنها تتحقق، وهو يستخدم أسلحة محرمة دولياً». ورأى أن ما قامت به السعودية حتى الآن هو «تعقيد العملية السياسية وإبعاد الحوار السياسي، وانعقاد المؤتمر في العاصمة السعودية الرياض يعني تعطيل الحوار، وهذا عكس الأهداف التي ادّعت تحقيقها». وأكد أن «هناك إرادة يمنية قاطعة وحاسمة بعدم الخضوع وعدم الاستسلام وعدم التراجع»، وأن «هناك مسؤولية على العالم والدول والشعوب، ومنها شعوب منطقتنا، لمواجهة ما يقوم به هذا العدوان على المستوى الإنساني»، وأن «على دول العالم أن تعمل على إيصال المساعدات من خلال خرق الحصار بأي ثمن وبأي شكل».

مواجهة تقسيم العراق

وحذّر نصرالله من نية الولايات المتحدة الأميركية تقسيم العراق، وتوظيف تنظيم «داعش» الإرهابي لفرض التقسيم، وأشار إلى أنه «بعد سيطرة داعش على مدينة الموصل، وتهديدها لبنية بقية المحافظات، أُعلن عن تأسيس تحالف دولي لمواجهته، وقلنا حينها إن أميركا ليست جادة في مواجهة داعش وستعمل على توظيف خطر هذا التنظيم لتنجز مشروعها في المنطقة، وقلنا إن مشروعها تقسيم هذه الدول على أسس طائفية وعرقية». ولفت إلى «أننا ذاهبون في المنطقة إلى شرعنة حروب أهلية قد تستمر عدة سنين، وهذا ما تريده أميركا لشعوبنا، فاليوم يكشف الأميركيون عن نياتهم، وأول خطوة على طريق تقسيم العراق هي ما يعمل عليه الكونغرس الأميركي بتسليح بعض المجموعات في العراق». وأكد أنه «من الواضح أن هناك محاولة أميركية لتعجيز الحكومة العراقية والجيش العراقي عن مواجهة داعش»، مشيراً إلى أنه «منذ بداية الأحداث، المرجعية العليا في النجف دعت إلى الدفاع عن كل الشعب العراقي من دون تمييز، والحكومة العراقية أيضاً مارست مهمتها على هذا الأساس، ولا حجة لأميركا بإعطاء سلاح لمرجعية عراقية بشكل مباشر دون أخرى».
ورأى أن «مسؤوليتنا هي رفض هذه الخطوة، لأن الموضوع لا يبدأ بالعراق، بل هذه خطوة تؤسّس لمرحلة خطيرة جداً جداً، وما يُعدّ له من خلال الخطوة تقسيم العراق ثم سوريا واليمن وغيرها». ورأى نصرالله أن «أجيالنا لا يجوز أن تسكت عن هذا الأمر، فهذه المنطقة مصيرها واحد وتاريخها واحد، ولا يجوز أن نرتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبته الأجيال التي استسلمت وسلمت فلسطين إلى إسرائيل».

الحرب النفسية في سوريا

وتناول نصرالله الشائعات التي تبثّها وسائل إعلام المعارضة السورية والدول الداعمة لها منذ سقوط مدينتي إدلب وجسر الشغور في أيدي الجماعات الإرهابية، مؤكّداً أن «الشائعات والضخ الإعلامي تهدف إلى إحداث حرب نفسية لدى جمهور محور المقاومة، والقول إنه بعد سقوط جسر الشغور سينتهي النظام السوري، وإن الجيش السوري فقد قدرته على المواجهة ويتهاوى، وإن حلفاء سوريا تخلوا عنها، وهذه كلها أكاذيب عمل البعض على إشاعتها». وأوضح أن «ما نحن أمامه الآن هو حرب نفسية تريد أن تنال من إرادة السوريين ومن عزيمتهم وصمودهم، وتريد من خلال الحرب النفسية أن تحقق ما لم تستطع تحقيقه عسكرياً، فيجب ألا يصغي أحد إلى هذه الأكاذيب، وهذه الحرب النفسية ليست بجديدة، بل بدأت منذ بدء الأزمة السورية».
وجزم نصرالله بأن «ما يقال عن الموقف الإيراني غير صحيح»، مستشهداً بكلام «المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، الذي قال إن إيران تفاوض على النووي فقط ولا شيء على حساب حلفائها، وهذا ما يؤكد أن إيران لم تتخلّ عن سوريا»، وكذلك الأمر بالنسبة إلى روسيا، التي «تؤكّد كل المؤشرات وقوفها إلى جانب سوريا». وأوضح أن «ما يحلّ أحياناً في الميدان يجب أن نبحث عن أسبابه الميدانية لا عن أسبابه الدولية»، متسائلاً: «كيف ينهار الجيش السوري وهو يحقق إنجازات وانتصارات يومية؟ وفي أي حرب هناك جولات، من يربح الجولة لا يعني أنه ربح الحرب ومن خسر جولة لا يعني أنه خسر الحرب، والجيش السوري وحلفاؤه ربحوا جولات عديدة في السنوات الأربع الماضية».
وتوجه نصرالله إلى الشعب السوري بالقول: «كنا وسنبقى معكم وحيثما يجب أن نكون سنكون، وفي الأيام الأخيرة ذهبنا إلى أماكن لم نذهب إليها سابقاً، ونحن دخلنا إلى سوريا بناءً على تشخيص واضح هو أن الدفاع عن سوريا يعني الدفاع عن لبنان وفلسطين وكل المنطقة».
عن صحيفة "الاخبار" اللبنانية