2024-04-24 12:06 م

المجازر التي ترتكب في اليمن وتدميره هي "قصف الرحمة"

2015-05-21
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
نعم أيها القراء الأعزاء تستغربون العنوان وتندهشون ويحق لكم ولنا ذلك....هذه الكلمات التي نطقت بها السيدة اليمنية فائزة السلام عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني عنما طرح عليها السؤال في مقابلة مع الميادين ما هو رأيها في القصف الجوي لطائرات "التحالف العربي" بقيادة آل سعود والتي تدمر البشر والحجر والشجر في اليمن. قتل الأطفال وتطاير اشلاءهم وهم نيام وهدم المنازل على رؤوس سكانها وتدمير كافة البنى التحتية والمرافق الحيوية بما فيه المستشفيات والمصانع والمزارع والطرقات والجسور ومحطات توليد الكهرباء وشبكات توزيع المياه والغاز والوقود والعودة باليمن الى العصر الحجري كل هذا لا شك انه "رحمة" للشعب اليمني الذي يبدو ان السيدة الفاضلة لا تنتمي اليه لأنها لا تعيش مأساته وتعتبر أن التدمير الذي يحصل في اليمن هو رحمة أو مكرمة سعودية. ولم تكتفي السيدة بما قالته بل انها انكرت على ان طائرات التحالف ان تكون قصفت أي من المواقع المدنية ومقومات الحياة ..الخ الذي ذكرته كل وسائل الاعلام حتى الغربية منها المتواجدة على الأرض اليمنية والتي تقوم بنقل الاحداث بالكلمة والصورة معا. فبحسب السيدة الفاضلة فان ما قصفته وتقصفه الطائرات لا يتعدى عن المعسكرات والمسلحين الحوثيين وعناصر الجيش اليمني "المتمردة على الشرعية". بمعنى ان القصف يطال فقط البؤر العسكرية وليس المدنية. الذي يبدو ان السيدة الفاضلة تحيا على كوكب آخر قد يكون به دولة اسمها اليمن غير تلك التي نعرفها نحن على هذا الكوكب. السيدة تنكر ما تناقلته وسائل الاعلام عن مؤسسات حقوقية وإنسانية محلية وإقليمية وعالمية عما يدور في اليمن مثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي وثقت تدمير المناطق السكنية والأسواق الشعبية الى جانب استخدام القنابل العنقودية والفسفورية الحارقة ولم تكن هذه المنظمة الوحيدة في ذلك. وقبل عدة أيام وفي مقابلة مع احدى الجهابذة الاستراتيجيين السعوديين قال إذا بدأت الحرب "نظف" والذي يبدو انه استدرك ماذا تعني هذه الكلمة وهو ما شاء الله خريج الجامعات الامريكية كغيره من جهابذة المحللين الاستراتيجيين في مراكز الدراسات الخليجية الاستراتيجية التي تنطق بكل الكفر المراد لها أن تنطق بها لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية وشن الحرب على "الشيعة" "واليزيدية" وغيرها من المذاهب تحت عباءة آل سعود. وعندما أوقفته وسألته المذيعة في المقابلة ماذا تعني بكلمة "نظف" قال وبكل برود يعني إذا بدأت حرب يجب ان لا تتوقف حتى تحقق الأهداف من وراء شنها. كلمة "نظف" لم تستخدم بمحض الصدفة وان دلت على شيء فإنما تدلل على فوقية ونظرة تعالي على الشعب اليمني واعتباره دون الانسان السعودي. هذا الفكر الذي شكل حجر الزاوية للفلسفة والايدولوجية للحركة النازية والتي تحت غطاءه تمت عمليات الإبادة الجماعية للعديد من الأعراق والاجناس. ولا يمكن فهم ما يدور في اليمن من عملية إبادة جماعية للشعب اليمني الا من خلال هذا المفهوم العنصري المؤمن بالتطهير العرقي وإلغاء الغير واقصاءه بكل السبل المتاحة. لا عجب ان تدلي السيدة الفاضلة بكل هذا من عاصمة آل سعود بعد حضور المؤتمر في الرياض فنحن لا نتوقع من أحد من اللذين حضروا ان يقف ضد العدوان الغاشم على اليمن وشعبه، فالاجتماع عقد في عاصمة آل سعود اللذين يقودون عمليات إبادة جماعية للشعب اليمنين وبالتالي فان من حضر عليه ان يبدي الطاعة والولاء لولي الامر. ولكننا يجب أن نؤكد انه من المعيب والمخزي والمهين أن تتنكر السيدة الفاضلة لمأساة الشعب اليمني وحرقة الأمهات الذين يرون فلذات اكبادهم وقد تحولوا الى أشلاء متطايرة في الهواء، أو الذين حرقتهم قنابل النابالم الفسفورية وتفحمت أجسادهم أو اللذين سيعيشون معاقيين بقية عمرهم، أو اللذين استشهدوا في المستشفيات نتيجة قصفها أو نتيجة عدم وجود الادوية اللازمة للعلاج نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه "قوات التحالف" الغير مقدس على اليمن برا وجوا وبحرا، ضارة بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية. 

الملفات