2024-03-28 06:15 م

أردوغان يغازل الأكراد انتخابياً

2015-05-26
برز الغزل الانتخابي واضحاً بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والجمهور الكردي الذي يرتبط بعلاقة خصومة مع النظام في أنقرة منذ عقود على خلفية المطالبة بحقوق ثقافية وسياسية للأقلية التي تستوطن جنوب شرق البلاد. فقد افتتح الرئيس المحافظ، مطاراً جديداً في محافظة هكاري المضطربة ذات الغالبية الكردية جنوب شرق تركيا، وأطلق عليه اسم القائد الإسلامي "صلاح الدين الأيوبي".
وافتتح أردوغان المطار في مدينة يوكسكوفا في محافظة هكاري التي تقع عند ملتقى الحدود مع العراق وإيران، وبرفقته رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
ويأتي افتتاح المطار قبل الانتخابات التي ستجرى في 7 حزيران المقبل.
وأعلن أردوغان وداود أوغلو أن المطار سيحمل اسم "صلاح الدين الأيوبي" تيمناً بالقائد الإسلامي الكردي الذي عاش في القرن الثاني عشر وقاد الحرب ضد الصليبيين في الشرق الأوسط ونجح في تحرير مدينة القدس.
وقال الزعيمان "لقد أطلقنا اسم صلاح الدين الأيوبي على المطار في رسالة تضامن وإخوة ولنقول إن القدس هي للأكراد والأتراك والعرب والمسلمين إلى الأبد".
وعادة ما يلجأ داود أوغلو وأردوغان المتدينان، إلى الخطاب الإسلامي لتحفيز أتباعهم.
وكانت محافظة هكاري مركزاً لانطلاق"حزب العمال الكردستاني" عدو أنقرة منذ عقود، وكانت تشهد هجمات شبه يومية بين عناصر الحزب ورجال الأمن.
ولم يكن من الممكن في ذلك الوقت تصور أن تفتتح القيادة التركية مطاراً في تلك المنطقة.
وقال أردوغان إن "هكاري تسير نحو المستقبل بافتتاح هذا المطار"، مؤكداً أن الافتتاح تأخر عامين بسبب عنف حزب العمال الكردستاني في المنطقة.
واندلعت صدامات في مدينة يوكسكوفا بين محتجين ملثمين وعناصر الأمن قبيل افتتاح المطار.
وقالت صحيفة ردايكال الالكترونية ان نحو خمسين متظاهرا ملثما تجمعوا في شارع رئيسي في المدينة، ورشقوا حجارة وعبوات حارقة على شرطة مكافحة الشغب التي ردت بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وتم تعزيز الامن في المدينة استعدادا للافتتاح.
والاثنين اتهم الجيش التركي "حزب العمال الكردستاني" بقصف قاعدة عسكرية قرب يوكسكوفا بقذائف الهاون.
والمطار هو الثاني الذي يفتتحه أردوغان وداود أوغلو خلال أيام، حيث افتتحا الأسبوع الماضي أول مطار على جزيرة اصطناعية على البحر الأسود.
ويسعى "حزب العدالة والتنمية" الحاكم إلى الفوز بغالبية كبيرة من مقاعد مجلس النواب لتعزيز صلاحيات أردوغان.
وتتوقع الاستطلاعات فوز الحزب بغالبية 41 في المئة من الأصوات ولكنه قد يضطر لتشكيل تحالفات لأول مرة منذ توليه الحكم قبل 13 سنة.
ويهاجم أردوغان ومرشحو حزبه باستمرار في حملاتهم الانتخابية "حزب الشعب الديموقراطي" المؤيد لقضايا الأكراد والذي قد ينغص على "حزب العدالة والتنمية" الفوز إذا حصل على 10 في المئة من الأصوات وتمكن من دخول البرلمان.
واتهم أردوغان "حزب الشعب الديموقراطي" اليساري في يوكسكوفا بأنه يعمل لصالح الانفصاليين الأكراد.
وتنتقد المعارضة التركية أردوغان لأنه كسر العرف الذي كان يفترض أن يكون الرئيس محايداً، ولأنه يخوض حملة مفتوحة لصالح حزبه الذي كان يقوده حتى آب 2014 قبل أن يصبح رئيساً.