2024-04-20 07:15 م

حماس.. العين على كرسي الرئاسة في رام الله

2015-06-13
القدس/المنــار/ في مدينة غزة، تحركات وتطورات، ونتائجها لن تكون مفاجئة في حال نضجت ثمار الاتصالات التي تجريها حركة حماس بطرق وقنوات عديدة مع اسرائيل حول تثبيت التهدئة، وصولا الى هدنة طويلة الامد، كانت الحركة قد طرحتها مشروعا منذ سنوات، لتلقفه أيادي عربية واقليمية وأوروبية، بتنسيق كامل مع الادارة الأمريكية، وبطبيعة الحال اسرائيل الطرف الاخر مدت أيديها "تداعب" المشروع، لكسب أثمان تبتغيها منذ زمن، وما تزال تعمل من أجلها. حركة حماس، دخلت في دهاليز التحالفات في المنطقة، وحصرت اهتمامها في امكانية أن تقدم لها هذه التحالفات المخارج والحلول وعقد الاتفاقيات ، وهي، في ذلك على علاقة تشاور مع الجماعة الام "الاخوان المسلمون"، من هنا، كما تقول دوائر دبلوماسية لـ (المنــار) فان الحركة انتهجت منذ ما يسمى بالربيع العربي سياسة الانتظار طمعا في الاستفادة من أحداث وتطورات المنطقة، وأملا في أن ينجح برنامج جماعة الاخوان على امتداد الساحة العربية، هذا الانتظار طال كثيرا، فعمدت الجماعة الى الامساك بورقة الحركة في لقاءاتها وتحالفاتها في المنطقة، ورقة ذات علاقة بصراع طويل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، فلهذا الصراع تأثيراته على مجمل الأحداث أيا كانت اتجاهات تطوراتها ونتائجها.
وترى الدوائر ذاتها أن مأزق الجماعة، وظروف حركة حماس، وتطلعات التحالف الاقليمي الذي يضم بين أعضائه جماعة الاخوان، وما تربطه من علاقات مع حماس، دفع الحركة بترتيب مع هذا التحالف، الى تعزيز القنوات والاتصالات مع اسرائيل، لأن هدوءا وهدنة في غزة، يبعد قلق أعضائه من تطورات خطيرة، تؤثر على سياسته ومصالحه ورعايته للارهاب في المنطقة، وهذا ما يفسر الاهتمام الشديد لاعضاء التحالف المتطور عددا بانجاح الاتصالات بين اسرائيل وحماس، وهذا التحالف يضم في هذه الأيام تركيا ومشيخة قطر والسعودية وجماعة الاخوان، وجميعها لها علاقاتها القوية مع واشنطن.
وتضيف الدوائر أن الخط الى غزة حيث تسيطر حركة حماس تزداد الحركة على امتداده، وبالطبع مرورا بتل أبيب كمحطة رئيسة في الاتصالات الدائرة المتقدمة بين الحركة واسرائيل باشكالها المختلفة، فمشيخة قطر على تواصل دائم، ولها دورها، في تقريب وجهات النظر، ودول أوروبية تضغط في هذا الاتجاه، وبات تحقيق الهدنة طويلة الامد، وطي صفحة المواجهات العسكرية على جدول اعمالها واهتماماتها، وهناك دور للسعودية وتركيا، وجميع هذه الادوار تكمل بعضها بعضا، في غياب كامل للطرف المركزي وصاحب الحق في التعاطي في مثل هذه المسائل، والمتمثل في القيادة الفلسطينية، في رام الله، في حين أن الاردن خارج هذا التحرك، ومصر جمدت نشاطها في هذا الاتجاه لأسباب داخلية، وان كانت القاهرة تتعرض لضغوط من أعضاء التحالف الذي أشرنا اليه، وصلت الى حد الحصار الاقتصادي، والتلويح بتكثيف دعم المجموعات الارهابية في سيناء، التي تحاول الخروج بعملياتها الارهابية الى سائر المحافظات المصرية.
المعلومات التي حصلت عليها هذه الدوائر الدبلوماسية تؤكد أن الاعلان عن الاتفاق بين حماس واسرائيل، هو قيد المراجعة ، ووضع اللمسات الأخيرة، وأن الاعلان عن ذلك، سيكون فور الاتفاق على الملحق السري للصفقة، والاثمان المدفوعة، ورهانات المستقبل، والدور الذي ستضطلع به حماس في الساحة الفلسطينية.
فاغلاق ملف الاتصالات بانجاز الاتفاق، سوف يشجع حماس نحو البحث عن نجاحات أيا كانت لاغلاق الأبواب مبكرا أمام أية انتقادات للاتفاق المرتقب، فالحركة وان انشغلت في جهود التوصل الى تثبيت التهدئة وانجاز الهدنة طويلة الأمد، فعيونها ما تزال صوب الرئاسة في الضفة الغربية، ولديها من السيناريوهات المدروسة مع أعضاء التحالف الكثير، وفي مقدمتها التهيئة لتحقيق هدف السيطرة على الضفة، ولا تستبعد الدوائر مباركة اسرائيلية لهذا التوجه، في حال حققت وفبضت اسرائيل كافة الاثمان التي طلبتها من حماس، وما انتزعته من ضمانات من باذلي الجهود والمتحركين من الاقليم والساحة الدولية، وفي هذا السياق، تتوقع الدوائر الدبلوماسية تلاقيا مقصودا أو غير مقصود بين اسرائيل وحماس، واعضاء التحالف على اشعال أعمال عنف وفوضى في الضفة الغربية، تمر من تحت دخانها المتصاعد، عملية الاستيلاء على الحكم في الضفة، ولو بتحالف مع بعض القوى الطامعة في الساحة الفلسطينية.
وتؤكد الدوائر ذاتها، أن عين حماس على الرئاسة في الضفة، وانشعالها بمفاوضات واتصالات التهدئة والهدنة، لا يعني أنها أغمضت هذه العين، وتحقيق هذا الهدف، هو في صالح قوى التحالف.
وبالنسبة للوضع في الضفة الغربية، فهو عرضة لمفاجآت عديدة ، فالتصارع على كرسي الرئاسة يشتد، وتزداد الاختراقات لمحاوره واصطفافاته، والخيوط الاجنبية ممتدة بقوة، في وقت لم تتخذ القيادة الفلسطينية اية خطوات يمكن من خلالها، اجهاض ما يجري التخطيط له.. لذلك، تزداد التحذيرات من اشعال فوضى مرتقبة في الضفة الغربية، فمحاور الصراع عديدة والاموال تتدفق والاطماع تتزايد.. واسرائيل، على علم، وتنتظر، وفي النهاية لها موقفها، وتعرف لمن تعطي صوتها، أي من يتعهد لضمان مصالحها .