2024-04-20 04:29 م

السعودية تحتضر .. و سورية حائط الصد الأخير

2015-06-27
بقلم: ميشيل كلاغاصي
لطالما كانت فكرة الحرب على سورية جاذبة ً و مغرية ً لأطراف ٍ و دول ٍ عديدة في العالم ..... إذ استطاع مخططوا مشروع السيطرة على العالم, إقناع الولايات المتحدة الأمريكية, و العديد من دول العالم على إطلاقها و خوض غمارها.. في التوقيت المحسوب . و لم يكن من المستغرب اعتماد نسخة الحرب الجديدة عبر العرب .. و من خلال العرب .. و ضد العرب . لقد أظهر أغلب الحكام و الملوك العرب كرمهم و سخائهم في زج حقدهم و مالهم و رجالهم و إعلامهم و سموم تطرفهم الديني, عبر ما أنتجوه من أدوات إرهاب ٍ لم يشهد التاريخ لها مثيلا ً .. في الحرب على سورية . فقد قادت الولايات المتحدة الأمريكية المعركة و الأدوات.. ونظمت قواهم حتى النقائض منها, و انطلقوا جميعا ً وراء أهداف ٍ كثيرة و متعددة و جامعة لنسيجهم الشيطاني, في سعي فردي لكل منهم على حدة لتحقيق أهدافه الخاصة. صحيح ٌ أنها أعطت شارة بدء الحرب , لكنها في قرارة نفسها تعلم مدى صعوبة المهمة .. و بدت غير واثقة من نجاحها .. مع قوة الدولة السورية و صلابة جيشها . و مع ذلك يبقى من المفيد لها ووفقا ً لأجندتها أن تُشيع الفوضى في المنطقة.. و قد يكفيها إبعاد سورية – و لو مؤقتا ً – و تحقيق جملة أهداف ٍ تستحق من أجلها خوض المعركة " المجانية ". لم تتأخر في قراءة المشهد .. على إيقاع الصمود السوري .. فراحت تتلاعب بحلفائها واحدا ً تلو الاّخر , و أدخلتهم في المتاهات , ووضعتهم مرارا ً أمام حدود ضعفهم , و انتقلت بين الخطط باحثة ً عن مصالحها , غير اّبهة ٍ بالدم السوري المسفوك . لقد أعلنتها صراحة ً .. أن الحرب على سورية طويلة , و ستمتد لعقود ٍ طويلة , عبر إستراتيجية " اللاستراتيجية " ؟ . ضجر و تململ " الحلفاء " و شعروا بالخيبة و بأنهم معلّقون بالحبل المقطوع, لكن... ما باليد حيلة , فالتوقف و التراجع ممنوع و السيد الأمريكي يأمر بالتحرك نحو الأمام . فكّر بعضهم بالتمرد .. و اعتقد لوهلة ٍ أن يستغل خدماته " الجليلة " في الضغط عليها , عساه يفوز و يغنم .. و أقله أن يلعق طبقا ً من المأدبة السورية ! .. و لكن هيهات فقد سبق السيف العذل . فقد أصبح أردوغان تركيا قاب قوسين أو أدنى من الوقوف خلف القضبان .. إذ أخطأ الطيران بجناحي عباس ين فرناس . كذلك هي حال أبناء " العم و الخال " .. فقد وجد العرب أنفسهم يغرقون و ما عاد يسعفهم مال ٌ إضافي أو معسكرات تدريب, و مزيد ٌ من المهل و الفرص.. لقد أوصد السوريون الأبواب بإحكام .. و أبقوا على فتحات الاستنزاف السعودي .. لقد وقع السعوديون في الفخ السوري . لم يرض اّل سعود بما اّل إليه حالهم .. فالتوقيع على الاتفاق النووي الإيراني يدخل أسبوعه الأخير, و ما هي إلاّ أيام ٌ و تتوج إيران بوشاح قيادة المنطقة.. على الرغم من كل المحاولات الصهيو- سعودية لإفشاله . و لم يرضوا بنتائج الحرب حتى الاّن و بترتيب بيتهم الداخلي وحدود حجمهم الإقليمي الجديد – أمريكيا ً – ما دفع بهم إلى التمرد لمحاولة تغيير النتيجة , و إشعال المنطقة أكثر فأكثر عبر عدوانهم على اليمن . لم تجر سفنهم كما يشتهون .. فعبروا عن استيائهم و غضبهم بإمتناع أغلب ملوك الخليج عن حضور القمة مع السيد أوباما ..! . وهاهي أمريكا قد أدلت بدلوها .. و تنأى بنفسها عن حضور جنازة المملكة .. و عهدت إلى مكتب الدفن الفرنسي لإقناعها بالرضوخ و القبول .. عبر ضمان أمنها " الجديد " من خلال دراسات ٍ فرنسية يمكنها تحويل المملكة إلى مملكة ً نووية مستقبلا ً – أمر مضحك - و بتوقيع صفقات ٍ تسليحية لطائرات حربية فرنسية بقيمة 12 مليون دولار , و بتعهد تنفيذ ما سبق توقيعه بقيمة 3 مليار دولار لشراء أسلحة ٍ فرنسية لصالح الجيش اللبناني .. تدفعها المملكة . ما من شك أن هذه الصفقات تنعش اقتصاد الدولة الفرنسية و تعطيها القوة و الدفع للدخول على خط أزمة المملكة في لبنان – نتيجة خبرتهم و علاقاتهم القديمة في المنطقة – خاصة ً بعد تهاوي تيار الاّذاريين و تيار المستقبل و انقسامه الداخلي , على خلفية انتصارات الجيش العربي السوري و المقاومة اللبنانية في معارك القلمون .. و محاصرة الإرهابيين في عرسال و جرودها , بالتعاون مع الجيش اللبناني .. الأمر الذي يكرّس تقليص حجم المملكة على الساحة الأهم في وجه سورية و حزب الله. إن حصول فرنسا على الترقية الأمريكية و التي تُرجمت بصفقات السلاح مع السعودية, يصب في الحسابات و المخططات الأمريكية للقارة العجوز.. فقد تكون فرنسا الأكثر كفاءة ً و الأقوى للوقوف في وجه الدولة الألمانية العتيدة .. من أجل خلق المناخ الملائم لإشاعة الفوضى في أوروبا على وقع الحرب في أوكرانيا شرق روسيا .. و أن انهيار اليونان و ما قد - يتبعه من انهيارات في اسبانيا و ايطاليا .. الأمر الذي دفع ملكة انكلترا للدعوة إلى تفادي الانقسام في القارة . يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على رد الصفعة .. لقيام الإتحاد الأوروبي و إشهار سيف اليورو في وجه الدولار . لقد أثبتت الولايات المتحدة الأمريكية قدرتها اللا محدودة في استباحة الدول و هزّ أنظمتها .. و إشاعة الفوضى . لا يبدو أن العالم يسير نحو الهدوء و الاستقرار على المدى القريب.. إذ تُبشّر الأحداث بانتقال عدوى الفوضى إلى الشرق الأدنى و الأقصى .. و بدأت تفوح رائحة الاضطرابات و تنامي الصراع الصيني – الأمريكي .. و قد يصبح بحر الصين الجنوبي مسرحا ً لبدء الحرب العالمية الثالثة. إن نصر سورية على الإرهاب سينعكس إيجابا ً على كافة المسارح الإقليمية و الدولية .. و ها هي سورية تحاول إنقاذ نفسها و العرب وتُعيد تصويب البوصلة العربية نحو القضية المركزية للعرب و أن العدو الإسرائيلي هو السرطان الأساس في صراعات المنطقة .. و أن صمودها سيوقف مشاريع التقسيم و التي لن تبقى السعودية و دول الخليج و الأردن و مصر و العراق... بمعزل ٍ عنها. لقد أثبتت سورية أنها الوحيدة و القادرة على هزيمة الإرهاب في المنطقة , و هي الضمانة لإستعادة العرب و العروبة .. كأمة و دول و شعوب .. إذ يؤكد يفغيني لوكيانوف نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي هذه الحقيقة , و يدعو دول الخليج إلى " الصلاة من أجل بقاء الرئيس بشار الأسد " , معتبرا ً إياه " الوحيد القادر على إيقاف و دحر داعش " , و أن السعودية و باقي دول الخليج ستكون الهدف التالي لسقوط دمشق – لا سمح الله – كما أكد نظرة السوريين واعتبارهم سورية " حائط الصد و صمام الأمان الأخير " . هي الحقيقة بعينها سواء تأخر العرب .. أم سارعوا لإكتشافها و تقبّلها , فالنصر السوري حتمي .. و هزيمة المشروع الشيطاني حتمية .. و أن سورية هي المنقذ الوحيد.

الملفات