2024-04-25 12:23 م

iهل حقا ً يكرهون سورية .. عرب ٌ على خطى أمريكا

2015-06-30
بقلم: ميشيل كلاغاصي
يبدو أن بعض الدول و حكام و ملوك العرب .. و بعض المستفيدين في العالم العربي .. لم يشاؤوا أن يجعلوا العروبة نطاقهم .. رغم كونه حافل ٌ بالأقليات ( دينية , عرقية , قومية , دينية مذهبية ) , و أنه ليس بالأمر المستغرب , لا بل هو الوضع الطبيعي ... ففي الوطن العربي ولدت الديانات السماوية الكبرى الثلاث . غير أن البعض وضع أرجله على طريق الشرّ و تسرّع إلى سفك الدم الزكي .. لم يفكروا .. و لم يعرفوا طريق العدل و الحق و السلام, بل اتبعوا الطريق الشائكة و المعوجّة. هل حقا ً .. يكره العرب سورية ..!؟ هي الوطن الأم للبشرية.. تسعة آلاف عام في التاريخ , أقدم المدن و العواصم , أقدم الحضارات , أرض الرسالات السماوية .. و رسالة الإنسان للإنسان . لقد وضعت سورية أولى أقدامها على الطريق الصحيح في جميع المجالات السياسية, الاجتماعية, العلمية, و بدأت تتلمّس طريقها في عالم التطوير و التحديث و قطعت أشواطا ًفي الديمقراطية, و الإبداع العلمي و الصناعي و الزراعي و.... الخ. دولة ٌ تعترف بفضل قائدها المؤسس.. الذي وضع لها الأساس المتين عبر فكر ٍ متقد ٍ و نافذ ٍ في التاريخ , و مستشرف ٍ للمستقبل ... و جاء الرئيس بشار الأسد ليتابع النهج بدفع ٍ جماهيري كبير , متكئا ً على التركة الحضارية و الاقتصادية لدولة المؤسسات , متسلحا ً بجيش ٍ عقائدي جبار يحمي الدولة و يسير بها في أصعب الظروف بهدف الوصول إلى سورية الحديثة .. كما أرادها السوريون دائما ً. هي الدولة القوية .. التي دعمت العرب و احتضنت شعوبهم في ظروفهم الصعبة – بلا خيام – و ساهمت في إعمار بلدانهم و مدنهم , و كانت السند الحقيقي للحق العربي في قضاياه الكبرى , وعلى رأسها قضية فلسطين المركزية . هي دولة العيش المشترك الحقيقي لأبنائها و لفسيفساء تركيبتها .. اثنيا ً و عرقيا ً و مذهبيا ً و... الخ.. الأمر الذي يمنع و يجهض قيام " الدولة اليهودية " لمجرد أنه يثبت العكس. هكذا أزعجت سورية بعض العرب, و حاولت منع استسلامهم و انبطاحهم و انهيارهم و ضياعهم.. يبدو أن البعض وقع في الفخ.. و تراه يجيب على السؤال.. نعم لهذا نكره سورية ..!؟. و يبقى من غير المقبول .. اندفاع البعض للإنخراط في الحرب عليها , و يسمح للإدارة الأمريكية أن تقوده .. و لكن إلى أين !!؟. من الواضح أن العرب لم يعرفوا سورية.. و لا حتى أمريكا ..!! إن لجوء الإدارة الأمريكية لتجنيد ما يدعونهم " الجهاديين " ( مجرمون , إرهابيون , مضللون حتى لو كانوا ذوي نوايا حسنة ) .. ليس إلاّ لإستنزاف لدول المنطقة. فمن يراقب سياستها يعلم أنها لا زالت – و لم تتخلى يوما ً – عن سلاحها الأسهل.. القائم على إثارة المشاكل و التمزيق و إشاعة الفوضى من داخل الدول.. الأمر الذي يجعل أسباب الصراعات القديمة قائمة , و إرغام الدول على مسالك العنف .. و ضرورة الإستعانة بالخارج . لا بد أن يتسع أفق الزعماء و العقلاء و الحكام, كي يستوعبوا الحق, و يكتشفوا الباطل.. و أن لا يقعوا في الشراك – الواضحة - . إن التاريخ سيذكر بالخير من يوقف التهور , و من يطفئ نيران الغضب , و من يتسامح .. و ليس العكس . و يعلموا أن الحرب على العالم العربي قائمة ٌ قائمة حتى تبتلع مقدراته و ثرواته و مياهه و كل خيراته , حتى عقول المبدعين من أبنائه , و تمتص نفطه و بتروله إلى اّخر نقطة . لا يريدون وضع نهاية للحرب على سورية .. فهل يملكون أفقا ً أو خطة ؟ .. بعدما تيقنوا من صمودها و بقائها ؟. لنتذكر ماذا فعلت السياسة الأمريكية في أنغولا مثلا ً – علّنا نفهم ما يحصل في سورية و العالم العربي - .. فبعد أن انسحبت البرتغال من أنغولا عام 1975 .. بقيت ثلاث قوى أنغولية تتحارب .. و احتار و اختلف الأمريكيون حول اسلوب التصرف , ووصل مجلس الأمن القومي الأمريكي برئاسة كيسنجر إلى قرار غريب .. يقوم على إبقاء القوى الثلاث في حالة صراع, و مساعدة كل طرف بالدرجة التي تجعله يستمر في القتال و لا يحسم الموقف.. إذ لا تهتم الإدارة الأمريكية.. بالدماء و القتل و الدمار.. طالما أنه يعطيها فرصة ً للتفكير.!!؟. تلك هي حقيقة " السياسة الدولية " , إذ لا قلب لها و لا تعرف الرحمة , لكنها تعرف كيف تمزق صفوف الدول من الداخل .. طالما كان هذا في مصلحتها. انهض أخي العربي من نومك.. و تخل عن أوهامك .. و عد إلى عروبتك و أصالتك, و التي لن تجد عنها بديلا ً إلاّ في دمشق العروبة و السلام . 

الملفات