2024-04-19 02:38 ص

أمريكا وحلفاؤها...صفقات على حساب الدم السوري

2015-06-30
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
في الأمس ضاعت فلسطين بين نكبتها ونكستها، وسقطت بغداد في براثن الطائفية، وقُسمت ليبيا بين أمراء الحرب، وهُدمت اليمن بمساعدة العملاء، وما تشهده مصر من حرب عدوانية وتقسيم وإضعاف عن طريق تدمير مقدراتها وإشعال حرب طاحنة بين أبناء شعبها، وبما أنهم لم يشبعوا من الدماء والأشلاء، قرروا أن يدمروا سورية فوق رؤوس أهلها بعبث الداعشيين وعملاءهم لتحقيق أحلام أمريكا بشرق أوسط كبير، وكأن سورية باتت ساحة كسر عظم بين أطراف إقليمية ودولية، خاصة بين تركيا وأميركا، فكلتا الدولتين تبتسمان في وجه بعضهما ومن تحت الطاولة تتشابك الأرجل لتحقيق أهدافهما بحرب طائفية شاملة لن يكون الخاسر فيها إلا شعبنا المنهك. أعظم إنتصار حققته أمريكا هو نجاحها في توظيف دول عربية وإسلامية لمكافحة الارهاب نيابة عنها، بينما تقف هي موقف المتفرج او الموجه من بعيد، ودون ان تخسر جندياً واحداً من جنودها، لعبت أمريكا وما تزال بعقول الناس ورمت بهم بين يدي قوى الإجرام لتدمير أوطانهم وتخريبها باسم محاربة الفساد والظلم، فمنذ متى كانت الثورة مرادفة للدمار والقتل على الهوية وسفك دماء المواطنين العزل؟ في حين إجتمعت الدول الحليفة لقوى الاستعمار، لتتآمر على سورية وتعتدى على شعبها وتنسف مصانعه ومؤسساته ومدارسه ومستشفياته وبناه التحتية، وبعد ذلك إنطلقت الفتاوى التكفيرية لنشر الأفكار السامة التي هدمت عقول الشباب، ومنها خرجت داعش لتعيث فساداً في سورية وتزهق أرواح الأبرياء وكل من ليس على منهجها. أمريكا منذ عقود طويلة تحمل العداء والحقد على سورية، هذا الموقف يدفعها الى شن الحروب والقتل، ما تشهده الساحة السورية اليوم، أن امريكا لا تخسر من أبنائها ولا تنفق من أموالها لضرب سورية، وإنما إعتمدت جواسيس لها لتنفيذ مهامها، يقودون الإرهاب نيابة عن أمريكا ضد سورية، فهم يجندون الإرهابيين ويدفعون لهم الأموال ويبتاعون السلاح من إسرائيل ليقوموا بسفك دماء أبناء سورية الذين يتعرضون لأبشع حرب إرهابية أمريكية صهيونية تنفذ باستخدام أدوات عربية وأموال عربية، لما فيه مصلحة أمريكا وإسرائيل، حتى أصبحت الأرض السورية ساحة موت تسقى بالدماء بدلاً من الماء، الأمر الذي جعلنا أن نجد في عمق الأرض بدلاً من جذور الزيتون والليمون هياكل عظمية، وأن نصطاد في الفرات بدلاً من السمك بقايا الجثث والأشلاء، وأصبح هناك أطفال وشباب ونساء يبكون الدموع من أعينهم حتى جفت من أجل وطنهم المأزوم وتبكى سورية من أعينها الدماء من أجل أبنائها فقد أمتلأت أرض سورية بأجساد الشهداء وأصبحت أنهار الدماء تجرى بشوارعها، وعليه فإن ما تشهده سورية هذه الأيام يأتي ضمن خلق الأزمات والمشكلات والتدخل السافر بكل اشكاله لإضعافها وشل قدرتها وفتح الطريق لتنفيذ مصالحها وأطماعها في المنطقة. إن استمرار شلال الدم في سورية مصلحة أمريكية إسرائيلية يريدونها مقسّمة وملغاة من دورها حتى ينجح مشروع الشرق الأوسط الكبير ضد الوجود العربي، ما نراه الآن في سورية من حرب عدوانية وتدمير بنيتها الإقتصادية والخدمية، بنية تفكيك وتقسيم واضعاف سورية الدولة والوطن، فإن الدول الاستعمارية تسعى الى تفتيتها وفق السيناريو الصومالي عن طريق الإطالة للحرب الداخلية الدائرة في أراضيها لإنهاكها وتدمير مقدراتها وزعزعة استقرارها، وتعميق الشرخ الطائفي والمذهبي وإيجاد مناخ يسوده التوتر والاحتقان ويشجع على اثارة القلاقل والاضطراب واللعب على أوتار الخلافات بين أبناء الشعب الواحد، وتصعيدها والعمل على تحويلها الى صراعات ملتهبة ومستمرة تهدد أمن سورية والمنطقة العربية بأكملها، كل هذا يشجع على تقويض الأمن والاستقرار والانزلاق بسورية رويداً رويداً نحو الهاوية، وإشعال حرب طاحنة لن يكون فيها منتصر سوى أعداء الوطن الذين يطمحون إيصال سورية الى الدمار والخراب من أجل تحقيق مصالحهم وأهدافهم الشخصية. سورية إنها الوطن الذي نناضل من أجله والذي سالت ومازالت تسيل أنهاراً من الدماء لأجله, نحن نخرج إلى ساحات النضال مؤمنين بأن الكفاح هوهدفنا المنشود وبأننا سنكون جسوراً يسير على ظهورنا أبناء سورية نحو الأمن والإستقرار، فالذي ينظر إلى دمشق اليوم يرى إبتسامة حقيقية على وجهها الجميل، إبتسامة من لم يفقد الأمل بعودة النبض لقلب لم تتوقف دقاته رغم تسارعها ذات يوم حتى كاد يفقد الأمل في البقاء، لذلك كلنا إصرار على طي صفحة الماضي وفتح صفحة أكثر إشراقاً لخلق سورية جديدة طالما حلمنا بها لأبناءنا، فسورية هي الحضارة والتاريخ العريق الذي سطرته بطولات السوريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض، وهي قطعة غالية على قلوب شعبنا الذين ضحى بحياته من أجل أن تبقى منارة مشتعلة للأمة العربية، لذلك إنتهت حربكم الخاسرة ،حرب السلاح والموت المجاني الرخيص، و السوريين في إنتظار النطق بالحكم من القضاة الدائمين في مجلس الأمن الذي يتربع على عرش المنظومة الدولية ويتسلح بالقانون الدولي ويتحمل مسؤولية الأمن والسلم العالمي، من واجبه أن يبت في هذه الجريمة ضد الإنسانية التي مضى عليها الى الآن قرابة خمس سنوات، ومن العار على هذه المنظمة وعلى المنظومة الدولية أن تغض الطرف عن الجرائم ضد الشعب السوري. أخيراً...تحيتي لكل شخص يعتصره القلق والألم خوفاً على سورية وأهلها... ولكل دمعة سالت حزناً على أطفال وضحايا سورية... وتحيتي لكل يد تضغط الزناد ضد قوى الإرهاب والتكفيرين وهي تحطم أعشاش الإرهاب وتصنع الحياة لأهلنا ووطننا سورية.
Khaym1979@yahoo.com