2024-03-29 10:50 ص

المعركة الوجودية اعلنت عن بدايتها!

2015-07-04
بقلم: إيهاب شوقي
هجمة شرسة قد تكون الاخيرة وما يشكل ختام المشهد لمرحلة تاريخية بدأت بعد انهيار سور برلين وتدشين عصر انتهاء الحرب الباردة وما ميزها من عنوان يمكن ان يطلق عليه "النفاق العالمي" وانتهائها بالعودة مرة اخرى لحرب باردة على وشك التحول لحرب ساخنة من النوع العالمي غير المحدود. اذرعة الاستعمار المدنية الممولة استطاعت تحقيق التباسات في مفاهيم لديمقراطية في المجتمعات وساعدها الغباء السلطوي الاستبدادي في تحقيق اهدافها بحمق تحسد عليه انظمته. اما الاذرعة الوهابية المتمثلة في الاسلامويين فحدث ولا حرج فيعد نفاقهم للمجتمعات كشروا عن انيابهم وحقيقتهم الدموية التكفيرية للشعوب لا الانظمة فقط. ليس صحيحا ان داعش وامثالها تجند عناصر من المرتزقة والمقاتلين المحترفين..قدتكون قيادات لها كذلك ولا شك ان المخططين والممولين على علاقة مباشرة باستخبارات استعمارية ولكن القوام الحقيقي هو من الدمويين الوهابيين الانتحاريين لان المرتزق لا يفجر نفسه فهو احرص على الحياة والمال من ذلك. نعم ان الراعي الرسمي للوهابية ومصدرها للعالم وهو الدولة السعودية تمر الان هي الاخرى بمشهد ختامي تحارب فيه بشراسة حربا وجودية. نعم ان تركيا العثمانية هي الاخرى ومجنونها يحاربون حربا شرسة ختامية لمشهدهم والشيطان الامريكي الاكبر ليس في حال افضل فهو يحاول التنصل مما زرعه ولكن من المحال ان يخرج دون امتداد النيران لذيله. انها لحظة حساب سياسي لا بالمعنى الديني فقط الخاص بالدين وسداده وكما تدين تدان ولكن بالمعنى السياسي ايضا والمنطلق من المفهوم العسكري الخاص بالارتداد. ان الفراغ السياسي لايمكن لقوى ملفوظة مجتمعيا ان تسده الا بالتسلط والاحتلال وهو غير ممكن وسط شعوب حضارية وبها مقاومة تحافظ على حياتها وحريتها وكرامتها وبالتالي فانها ستهزم هذا المشروع الذي يتطلب لنجاحه وجود اموات وهو غير كائن. ولان قوام الجيوش التكفيرية التي تشن هجماتها الاخيرة من المتخلفين فكريا وحضاريا فهم لم يستوعبوا دروس التاريخح ولايستطيعون حساب موازين القوى ويتوهمون انهم الفئة الغالبة لانهم الحق وغيرهم الكافرين وربما يصدقون بالفعل ان ملائكة السماء تحارب معهم وبالتالي ولانهم واهمين مغفلين فهم الى زوال هم ومحركوهم الذين سيصابون بارتدادات هجماتهم هذه بما لاتتحمله مجتمعاتهم الهشة. انطلقت المعركة منذ الربيع العربي ووصلت لنقطة ذروتها الان في سوريه واليمن والعراق ومصر، والاسابيع القليلة القادمة ستشهد تغيرات دراماتيكية في التحالقات والاوضاع على الارض بعد ان اصبحت المعركة الان صريحة وتحت عنوان "المعركة الوجودية". الدواعش قسمين، قسم يشكل قوات محاربة معادية للجيوش وقسم في السلطة كتركيا والسعودية وقطر وهم مشروع واحد يحارب معركة صفرية مع شعوب حضارية تتصدرها جيوش تعبر عن هذه الشعوب...وسنرى!

الملفات