2024-04-24 02:52 م

عرب ٌ يسيرون خلفها .. ظاهرة القطيع السياسي

2015-07-04
بقلم: ميشيل كلاغاصي
يسيرون خلفها كالعميان .. هي تخطط و هم ينفذون .. تأكل العنب و هم يضرسون .. تجني مكاسبها و هم مُغيبون .. تُصنّع السلاح و تُدخلهم الحروب و هم يشترون .. يُحاربون عنها و في النهاية يُنتحرون .. تمدّ يدها نحو عروشهم استنزافا ً و سرقة ً .. و هم لتقبيل يدها جاهزون . أي ُ دول ٍ و حكّام .. حلفاء أم أدوات , شركاء أم قطيع سياسي ... أم عبيد .!؟. يخطئ من يعتقد أن العرب استفاقوا من رقادهم .. و ما التحركات السعودية تجاه روسيا , وما أشيع عن طلب الوساطة الروسية مع سورية لقبول تشكيل تحالف ٍ اقليمي – عربي معها .. لمحاربة الإرهاب .. إلاّ مراوغة ً , و تهيئة ً لأجواء التدخل العسكري في سورية . لقد اختصر الوزير المعلم الكلام .. ووصف الطرح بأنه يحتاج إلى معجزة ٍ كبيرة .. عجيب ٌ أمرهم .. !! فكيف يستوي حلف ٌ يجتمع فيه القاتل و القتيل , الضحية و الجلاد .!؟. هل اقتنع العرب بضرورة وقف الحرب على سورية ؟. أم هو فصل ٌ جديد ٌ من فصول الخداع و التاّمر المستمر على سورية .؟ أم يرون فيه مخرجا ً لأزماتهم الداخلية و الخارجية, على وقع انتشار الإرهاب الذي صنّعوه و موّلوه و دعموه و درّبوه و سلّحوه.؟. أعتقد أنهم يدركون أن سورية هي الحل الوحيد و المنقذ الوحيد , إن الرفض السوري المباشر و السريع جاء ليؤكد على ثقة الدولة السورية بنصرها , و احترامها لدماء شهدائها , و لصمود شعبها . مئات و اّلاف الشهداء , و ملايين الهجمات الإرهابية في سورية .. لم تحرك الجامعة العربية , و التي تبدو بغيابها مكتبا ً لدفن الموتى و قراءة النعوات .. و منبرا ً لتلاوة قرارات المشغلين . خطط و أساليب ٌ مكررة لجأ إليها الغرب كأحداث أيلول الشهيرة , شارلي إيبدو , أحداث سيناء مصر , تفجيرات الكويت , أحداث تونس ..... الخ . لتأتي ورائها مرحلة استثمار الحدث .. و عليه كانت صرخة مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية . إذ أجمعت كلمات الدول و الوفود على تكرار نفس الكلام و نفس المقترحات .. خاصة ً ما يتعلق بتفعيل إتفاقية تشكيل الجيش العربي المشترك .. لقد كان التكرار مضحكا ً , و إن دلّ فيدل على قراءة الوفود تعميما ً أو فاكسا ً أو قصاصة ورق واحدة تحمل التعليمات الأمريكية . فغلى الرغم من الإغراء المادي الكبير لم تجرؤ مصر على التحرك بجيشها نحو اليمن قبيل العدوان السعودي على اليمن .. و بالتأكيد لن تجرؤ على فعلها تجاه سورية , سواء كان التحرك بالجسد المباشر للجيش المصري أو من خلال الجيش العربي أو القوات العربية المشتركة , على الرغم من موافقتها و توقيعها على قرار تشكيله .. إذ تعرف مصر أن خطوة ً واحدة خارج الحدود .. ستشعل الداخل المصري بالإرهاب .. و قد يكون من المفيد هنا تذكير العرب بالطروحات الإرهابية المعلنة – بحسب أبو بكر ناجي و إدارة التوحش – أن إخراج الجيش من ثكناته هي الخطوة الأولى , و من ثم الضرب في خطوطه الخلفية لضمان عدم تراجعه , وحثه على الإنتشار على أوسع رقعة جغرافية ليسهل ضربه , ثم تتجه الخطة نحو ضرب الداعم - مهما كان دولا ً أم هيئات أن أفراد – إذ يملك مفاتيح التفكيك , ثم الإنتقال إلى أوروبا و أمريكا , و إذا ما تبقى للجهاد فليكن قتال ٌ لليهود في فلسطين ..!!؟؟. – حاول أن لا يصيبك الإعياء فتتجاهل المرحلة الأخيرة . لقد كان على وسائل الإعلام و شاشاته أن تنقل الكامة الأولى و المتحدث الأول فقط , أما الباقي .. مكرر . لقد أدان العرب و سورية الأعمال الإرهابية في الكويت و تونس و مصر .. و قد أصبح واضحا ً من ورائها و وراء منفذيها . هل يعي العرب أن مفاعيل كلامهم انتهت مع انتهاء البث المباشر للإجتماع الطارئ , و كان حري ٌ بهم إقرار اللباس الموحد " يوني فورم " .. و استخدام تقنية الأرقام عوضا ً عن أسماء الدول في الجامعة . لقد أثبت العرب بجامعتهم و هيئاتهم و مجالسهم الخليجية , و بمواقفهم التابعة الموحدة .. نظرية " القطيع ", فلم نعد نستغرب إعجاب العرب ب " أنجيلينا جولي " و " الهوت دوغ " و ضرورة استمرار الحرب على سورية .. أنهم يكرسون ظاهرة " القطيع السياسي " و التحرك الجماعي تحت أمرة قائد ٍ واحد .. و يقول المثل الغربي " الأعمى يقوده الكلب " .. L ` aveugle serait conduit par le chien.

الملفات