2024-03-29 03:22 م

سورية تتوعد أمريكا بالإشتعال...وتؤكد حرب الوكالة لن يحميها

2015-07-06
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
مما لا شك فيه، إن ما حدث في سورية من مفاجأة لم تكن في الحسبان لدى أمريكا وحلفائها، فقدرة الدولة وصلابة جيشها جعلهم يستخدمون تنظيم داعش كإحدى أدواتهم في المنطقة ويجلبونها إلى سورية لتنفيذ أجنداتهم ومخططاتهم، هناك وثائق إستخباراتية أمريكية سرية تقول أن واشنطن سمحت بإقامة الدولة الإسلامية عام2012م، وإن الكيان الذي سيتم زرعه في منطقة الشرق الأوسط سيحتفظ بمساحات واسعة من أراضي بعض الدول، وسيكون هناك دعم غربي للمجموعات المسلحة والقوى المتطرفة، ليحققوا من ورائها أهدافهم المعلنة، وضرب كل من يعارض سياستهم في المنطقة إيذاناً بإعلان شرق أوسط جديد حتى تستطيع أن تكون لها الكلمة العليا، وحتى لا يستغنى عنها الحلفاء من الدول العربية، وبخاصة سوق السلاح التي تحاول أن تحتكرها، وبالطبع فإن أهم ما يتم التركيز عليه هو تعزيز الطائفية عن طريق هذه التنظيمات التي تعمل على نشر الفوضى والدمار، وبالتالي فمن يعارض سياسة أمريكا وإسرائيل في موضوع الشرق الأوسط الجديد يتم تخويفه بهذه التنظيمات التي خلقها الغرب . إن الحرب التي تدور الآن رحاها في المنطقة هي حرب بالوكالة يخوضها تنظيم داعش بدلاً من أمريكا بأسلحة وعتاد أمريكي، ولا بد لنا في هذا المجال أن نتوقف عند الحرب التي تشنها أمريكا وحلفاؤها ضد داعش التي يقصفونها يومياً بالصواريخ والمتفجرات، لنتساءل عن النتائج التي حققتها تلك العمليات وهذه القيادة ؟، يخطئ من يعتقد أن الرئيس الأمريكي أوباما آتٍ على رأس تحالف دولي من أجل القضاء على داعش وتطهير البلاد من هذا التنظيم بل أن أمريكا عائدة إلى المنطقة ويتقدمها أوباما حاملاً معه سلة في مرفقه ليحصد ما زرع، وما سبق لأسلافه أن زرعوه في المنطقة، ومما لاشك فيه إن اللعب على وتر الطائفية المذهبية هو ما يريد الغرب إدخاله إلى منطقتنا وخاصة إلى سورية التي كانت بعيدة عن هذا الموضوع إلى وقت قريب ويجري حالياً الضغط بكل السبل والوسائل وخاصة بعد كذبة الربيع العربي وذلك بهدف خلط الأوراق وإدخال البلاد في حروب وفتن ومتاهات ليسهل السيطرة عليها، وإدخالها ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد وهذا هو المطلوب من تنظيم داعش الذي تم تكليفه بهذه المهمة. في الحرب على سورية، فقد قادت أمريكا المعركة والأدوات، لتحقيق أهدافهم الخاصة، وعندما تتكتل قوى الإرهاب المدعومة من أعداء الوطن في الخارج لمحاولة إحتلال تراب سورية وتتصدى لها القوات المسلحة ببسالة وشراسة كبيرة، لابد أن نكون كلنا جنود، نحارب معركة الوطن في مواجهة الإرهاب حتى نقتلعه من جذوره، فصحيح هذه الإجراءات يمكن أن تحد من الظاهرة أو تؤجل بعض أعمالها وخططها ولكنها لن تمنعها طالما ظل هناك سماسرة للإرهابيين يمدونهم بالمال والسلاح لتنفيذ مخططات شيطانية يظنون أنهم بمنأى عن أخطارها وأنهم لن يكتو بنيرانها بينما ندرك جيداً أن هذه الجماعات لا تلبث أن تقوى ويشتد عودها حتى يمتد نشاطها وإرهابها ويرتد على أصاحبها وداعميها. في سياق متصل إن الإرهاب مهما تسبب في خسائر بشرية ومادية لا ينال أبداً من عزائم الشعوب والأوطان، فسورية وعلى مدى السنوات الماضية تعرضت لأحداث إرهابية عديدة وطالت أرواحاً كثيرة ما بين مدنيين وعسكريين ولكن لن يكتب له النجاح وبقيت سورية الشامخة التي لن تحيد عن إستكمال خريطة الطريق التي من شأنها طرد التنظيمات المسلحة من هذا البلد، بيد أن أزمة الإرهابيين في سورية تتعاظم بفعل الضربات القوية التي أوقعت قيادات إرهابية لا حصر لها. لقد أغلق السوريون الأبواب بإحكام ... وأبقوا على فتحات إستنزاف أمريكا وحلفاؤها، ليقعوا في الفخ السوري، في إطار ذلك إن نصر سورية على الإرهاب سينعكس إيجاباً على كافة المسارح الإقليمية والدولية، وها هي سورية تحاول إنقاذ نفسها والعرب وتُعيد تصويب البوصلة العربية نحو خطورة الإرهاب وأن صمودها سيوقف مشاريع التقسيم والتي لن تبقى دول المنطقة كالسعودية ودول الخليج والأردن ومصر والعراق بمعزل عنها، لقد أثبتت سورية أنها الوحيدة والقادرة على هزيمة الإرهاب وأنها حائط الصد وصمام الأمان في المنطقة، فالنصر السوري وهزيمة المشروع الغربي حتمية ... وأن سورية هي المنقذ الوحيد لتحقيق الأمن والإستقرار في أرجاء المعمورة، بالتالي فإن أمريكا التي أدارت الصراع في سورية خسرت رهانها على أن تكون هي الراعية وبيدها ورقة داعش لكن في الحقيقة سقط هذا الرهان خاصة بعد أن فشلت من إعادة خلط الأوراق وإحداث فوضى عسى أن تتمكن من إسقاط الدولة السورية أو غير ذلك ولكن كل هذه الأوهام تلاشت وإنهارت لأن أبناء الشعب السوري في المدن السورية على مختلف المكونات والأطياف هبوا ليقفوا صفاً واحداً للقضاء على داعش وطردها من بلادنا . الآن لا شك أن الحرب باتت واضحة من هم أطرافها، فالجماعات المتطرفة في الداخل تسهل لمخابرات دول إقليمية العمليات وتساعدهم بكل إمكانياتها البشرية والمادية وهو ما يستلزم إعادة الحسابات مرة أخرى سياسياً وعسكرياً لمواجهة كافة التحديات الصعبة لأن الوطن لا يمكن تجزئته ولا يقبل القسمة، فإما وطن موحد قادر على تحقيق تطلعات أبنائه إلى مستقبل أفضل أو وطن مقسم يعج بالصراعات المدمرة، والشعب السوري لن يختار إلا الوطن الموحد القادر على مواجهة الأخطار والتحديات التي تحيط بنا. مجملاً... الدم السوري الذي سفكه ويسفكه الأعداء غالٍ ولن يذهب هدراً ولن يترك شعبنا وقواته المسلحة من يقترف هذه الجرائم البشعة مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات وسوف يطاردونهم في كل مكان حتى تطهر الأرض السورية من أعمالهم الخبيثة، وفي هذه اللحظات المصيرية التي يمر بها وطننا الغالي، لا خيار لنا سوى الوطن، ولابد أن نكون كلنا جنود، نحارب معركة الوطن في مواجهة الإرهاب حتى نقتلعه من جذوره، وبإختصار شديد إن الخناجر التي طعنها البعض في ظهر الوطن سورية آلمته و سالت بعض دمه لكنها لم ولن تقتله، فالوطن صامد ونحن صامدون و سورية لن تستسلم حتى لو حاربت وحيدة دول العالم جميعها.
khaym1979@yahoo.com